IMLebanon

باسيل لقيادات “الوطني الحرّ” القديمة: إرحلوا لا مكان لكم معنا

 

 

عندما أعلن التيار الوطني الحر للمرة الأولى عن نيّته تنظيم انتخابات تمهيدية داخلية منذ 6 سنوات تقريباً، كان الهدف إنجاز تجربة حزبية فريدة في لبنان، تسمح للقاعدة الشعبية أن تختار ممثليها في الندوة البرلمانية، بدل أن تُفرض عليها الأسماء من قبل القيادة، إنما كما في أغلب مشاريع التيار الوطني الحر، يختلف التطبيق عن الشعارات.

 

انتهت التجربة الأولى للإنتخابات التمهيدية بمشاكل وخلافات حزبية واسعة وكبيرة، لكن قوة التيار الشعبية يومها حدّت من حجم تأثير تلك الخلافات، وهذا ما لن يكون ممكناً اليوم، حيث يبدو أن الإنتخابات التمهيدية تسبّبت بشرخ يصعب معالجته قبل موعد الانتخابات النيابية.

 

رغم كل الضرر الذي تسببت به الانتخابات التمهيدية، لم يتخلّ التيار عن هذه التجربة، فكررها مؤخراً، لكن اللافت بحسب مصادر متابعة هو أن نتائج الانتخابات غير ملزمة لقيادة التيار التي تستطيع اختيار مرشح خاسر داخلياً، وتستطيع استبعاد مرشح فائز داخلياً، وذلك بحسب المصلحة الإنتخابية، وهذا ما يجعل الانتخابات الداخلية بلا معنى، إلا إذا كان باسيل يرغب عبرها “استبعاد” قيادات معينة.

 

لم تعد الخلافات داخل التيار نائمة، وما استقالة النائب عن دائرة بعبدا حكمت ديب سوى التعبير المباشر عن هذه الخلافات، إذ ترى المصادر في قرار النائب ديب، استكمالاً لما كان يجري في الماضي من إبعاد لقيادات التيار القديمة، فرئيس التيار الجديد يريد طقماً جديداً يواكبه للمستقبل، مشيرة الى أن ديب شعر بهذا التوجه منذ أكثر من عامين، إلا أنه استمر بمنصبه وعمله الحزبي حتى وصل الى اليوم الذي شعر فيه بأن كرامته لا تسمح له بالإستمرار.

 

حصل ديب في انتخابات التيار الداخلية على 9 بالمئة فقط من الأصوات، ولم يتأهل حتى الى المرحلة التالية، لكن هذا لم يمنع نادين نعمة على سبيل المثال من أن تكون من ضمن الأسماء المرشحة بقوة، لكي تشغل أحد المقاعد المارونية الثلاثة على لائحة التيار في بعبدا، رغم أنها حلّت ثالثة في الانتخابات التمهيدية وحصلت على 13 بالمئة من الأصوات فقط. وهنا تعتبر المصادر أن قيادة التيار الحالية لم تتعاط مع ديب بطريقة أخلاقية، أو على الأقل هذا ما يشعر به ديب، إذ أنها منذ شهرين بدأت تسوّق لإسم النائب آلان عون كمرشح أكيد للتيار في بعبدا، بينما تعاملت مع إسم ديب بطريقة مهينة، مشددة على أن قرار حكمت ديب لا يتعلق بكيفية مقاربة الاستحقاق الانتخابي وحسب، بل بطريقة إدارة الامور داخل التيار منذ 3 سنوات تقريباً.

 

إن الخلافات بين قيادات التيار، كتلك الواقعة في دائرة صيدا – جزين بين زياد أسود من جهة، وجبران باسيل وأمل أبو زيد من جهة أخرى، تعود بالدرجة الأولى الى تبدل المعطيات الإنتخابية في العديد من الدوائر، نسبة للواقع عام 2018، إذ أن شعبية التيار تراجعت، وبات لزاماً درس مسألة الترشيحات والتحالفات بطريقة جديدة.

 

إلا أن أزمة العلاقة بين باسيل والقيادة الجديدة للتيار، والقيادات القديمة فهي أعمق بكثير من ملف انتخابي وترشيحات، وتصل الى حد شعور هؤلاء بأنهم غير مرغوب بهم داخل التيار، ويشعرون بمكان ما التعاطي معهم من قبل باسيل لا يحمل إلا رسالة واحدة ” إرحلوا لا مكان لكم معنا”.