IMLebanon

مَن دَمّرَ المسيحيين أكثر؟ ميشال عون أم صهره؟

 

 

ميشال عون يتنافس مع صهره على تدمير المسيحيين… ولنبدأ باليوم الذي ترأس فيه ميشال عون الحكومة العسكرية بعدما عيّنه الرئيس أمين الجميّل في 22 أيلول عام 1988، وكانت تضم ستة ضباط:

 

3 من المسيحيين هم: ميشال عون، العقيد عصام أبو جمرا والعميد ادغار معلوف.

 

و3 من المسلمين هم: العميد محمد نبيل قريطم والعقيد لطفي جابر واللواء محمود طي أبوضرغم… فاستقال المسلمون وظلّ المسيحيون فيها.. إشارة الى ان مهمتها الوحيدة كانت انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

يومذاك فعل عون كل شيء باستثناء انتخاب رئيس، إذ شنّ ثلاثة حروب:

 

1- الحرب الأولى كانت حرب الإلغاء ضد «القوات اللبنانية».

 

2- الحرب الثانية كانت حرب التحرير ضد القوات السورية…

 

الحقيقة انه وبسبب ذلك هاجر 300 ألف مواطن مسيحي لأنّ المنطقة المسيحية أصبحت بفضل ميشال عون ساحة حرب للمسيحيين ضد بعضهم البعض.

 

3- اما الحرب الثالثة فكانت حرب الهروب الى السفارة الفرنسية بالبيجاما تاركاً زوجته وبناته الثلاث، وانتقل من حرب تكسير رأس حافظ الاسد الى السفر الى سوريا بعد عودته من المنفى ليقبّل يد بشار الأسد، ومن حرب مع «القوات اللبنانية» الى اتفاق «كنيسة مار ميخائيل» حيث تنازل عن كل حقوق المسيحيين من أجل وعد بالوصول الى قصر بعبدا… لقد باع المسيحيين وباع لبنان من أجل كرسي الرئاسة، وأصبح عضواً في مجلس ولاية الفقيه ينفذ ما يأمره السيّد حسن، وصار وسيلة لتنفيذ المخطط التدميري الايراني للبنان.

 

6 سنوات قضاها في قصر بعبدا، لكنه لم يكن أكثر من صورة، لأنّ الحاكم الفعلي كان صهره جبران، ومن أجل جبران تدمّر المسيحيون وتدمّر لبنان.. سقط باسيل مرتين في الانتخابات النيابية لأنّ المسيحيين لا يحبّونه.. وبالرغم من ذلك عُيّـن وزيراً للاتصالات بعد تعطيل تشكيل الحكومة سنة كاملة.

 

من إنجازاته في الوزارة تعيين 1000 موظف في شركتي الخليوي كي ينتخبوه وخسارة مليار دولار كمدخول حيث تراجع الربح من 2 مليار دولار الى مليار واحد بسبب زيادة عدد الموظفين.

 

ثم تم تغيير قانون الانتخابات، لأنه سقط حسب القانون السابق مرّتين وتمّ استبداله بقانون «قابيل وهابيل» حيث يقتل الاخ أخاه بعد الوصول الى قانون هجين غريب عجيب كي ينجح باسيل ويضمن فوزه بالنيابة.

 

اتفق مع د. سمير جعجع في «اتفاق معراب»، وكانت هذه أكبر غلطة ارتكبها د. جعجع في حياته حيث تنازل عن الحكم وعن الرئاسة بعدما نزل الرئيس سعد الحريري الى البرلمان 45 مرّة لينتخب د. جعجع رئيساً، ولولا «اتفاق معراب» لما وصل ميشال عون الى الرئاسة… والأنكى ان عون وصهره حصلا على الرئاسة ولم يعطيا «القوات اللبنانية» شيئاً في الحكومة أو في المجلس النيابي.

 

هذا هو ميشال عون، وهذا هو صهره الذي هو أسوأ منه.

 

يرفع الصهر شعار الحفاظ واسترجاع حقوق المسيحيين، وهو وعمّه مسؤولان عن تهجير مليون مسيحي.

 

والتاريخ يشهد أنّ الصهر المدلّل جبران باسيل ظهر أسوأ من عمّه بكثير… فكل ما عمله:

 

أولاً: محاربته العلنية والحاقدة للزعيم الزغرتاوي سليمان فرنجية.. والسبب فقط، لأنّ فرنجية هو مرشح جدّي وأساسي لرئاسة الجمهورية.

 

ثانياً: محاربته للنائب ميشال معوّض، والسبب أيضاً هو خروج معوّض من كتلة باسيل وترشحه لرئاسة الجمهورية.

 

ثالثاً: حقده وكراهيته لحاكم مصرف لبنان، بسبب ما قيل عن احتمال ترشيحه لرئاسة الجمهورية، فكلف القاضية غادة عون بإلقاء القبض على الحاكم، فهاجمت مصرف لبنان وتهجمت على منزله من أجل إزاحته والحؤول دون ترشيحه لرئاسة الجمهورية.

 

رابعاً: حقده وتهجّمه وكَيْل الاتهامات جُزافاً لقائد الجيش العماد جوزيف عون، ووصفه بالفاسد واتهامه بالتعدّي على صلاحيات وزير الدفاع… والسبب أيضاً وأيضاً… لمنعه من الوصول الى سدّة رئاسة الجمهورية، ولأنّ قائد الجيش نظيف الكف، مستقيم ومحبوب من عناصر الجيش والشعب.

 

والأنكى انه يتهمه بأنه «يشحد» الدولار كي يعطيه للجيش ويطعم ويطبّب الجيش، بعدما دمّر باسيل وعمّه العملة الوطنية، ودمّر الاقتصاد وأصبحنا فقراء بعدما كنا أغنياء، وأصبح راتب الضابط حفنة قليلة من الدولارات.

 

خامساً: تهجّم على الدكتور سمير جعجع لأنه يملك أكبر عدد من النواب في المجلس النيابي، وهو الزعيم المسيحي الاول اليوم نيابياً وشعبياً.

 

سادساً: تهجّم على رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي المميّز سهيل عبود كي يهرب من مسؤوليته عن تفجير المرفأ خاصة وأنّ الرئيس السابق ميشال عون كانت قد وصلته معلومات موثوقة بأنّ هناك مواد متفجرة في المرفأ، وإسرائيل تحضّر لضربة عسكرية، حيث كان رئيس الاركان الاسرائيلي قد حذّر السلطات اللبنانية بأنّ «الحزب» يستعمل المرفأ لاستيراد مواد متفجرة وأسلحة. وبذلك أصبح مرفأ بيروت هدفاً عسكرياً لإسرائيل.

 

والأنكى انه سكت ولم يفعل شيئاً…

 

الشيء الوحيد الذي فعله الرئيس السابق وصهره انهما أعلنا حرصهما على استعادة حقوق المسيحيين، في وقت انهما مسؤولان عن تهجير مليون مسيحي من لبنان بسبب الوصول الى كرسي الرئاسة، التي هي بالنسبة لهما أهم من لبنان وأهم من الشعب اللبناني، وأهم من كل المسيحيين ومن حقوق المسيحيين.. وهذا كله ما كان ليحصل إلاّ من خلال رفع شعار «نريد استرجاع الحقوق المسيحية».

 

حقاً إنها منافسة مشهودة بين «العم» و»الصهر».. هذه المنافسة التي ليس لها سوى نهاية واحدة فقط… تدمير المسيحيين بعد تهجيرهم وإذلال وإفقار من بَقيَ منهم.