IMLebanon

“لاعب الحبال”

 

لن نكتشف البارود، إذا اكتشفنا أن جبران باسيل، هو أمهر بهلوانات السيرك اللبناني في اللعب على الحبال.

 

أدلة “تقاطعه” مع المعارضة تدل على ذلك. وشواهد حواره مع حزب الله تشهد بذلك… فحيث ترسو مراكب المصالح يرسو… وإلى حيث تتوجه رياح المكاسب يتوجه.

 

فمه محشو بالعنتريات… وأنفه مدسوس في ما يعرف، وهو استثناء، وفي ما لا يعرف، وهو القاعدة.

 

إنه ذلك الذي “يكمن في التفاصيل”.

 

هو في فضيحة الكهرباء أديسون لبنان، الذي أفشله أعداء النور.

 

وهو في السدود، سيد من أقام سدوداً لا ماء فيها، تكفيه لحفظ ماء وجهه من تهمة هدر المال العام.

 

وفي القضاء، هو من ضرب بسيف عمه الخشبي، وحوّل بعض نياباته العامة إلى قناصة يرمون خصومه بالشبهات.

 

وهو في التعيينات، الكبرى والصغرى، الممثل الشرعي الوحيد للكنائس الشرقية والغربية… ولكل من رفع الصليب.

 

إنه بلا شك معدة مطاطية مصابة بالشره والفجعنة… وإذا كان لا يعلم، فليعلم أن الطب هو من قال: المعدة بيت كل داء.

 

وللإنصاف، لا بد من الاعتراف أن لباسيل شركاء من الراسخين في الفساد، ومن نجوم في التحليل والتبخير من مختلف الأحجام الإعلامية المتخصصة في “الإعلان السياسي”.

 

وللإنصاف أيضاً، علينا الإقرار بذكاء “لاعب الحبال”… وهو ذكاء ما كان ليكون، لولا حماقات خصومه، الذين تبرعوا بمعالجته من وباء الهزال السياسي، الذي ينتشر في الشعبية العونية المتهالكة.

 

لقد فعلتها “السين – سين” اللبنانية. أي سمير جعجع وسامي الجميل.

 

الإثنان قاما، ومعهما نواب من خلايا ثورة تشرين النائمة، نومة أهل الكهف، بانتشال جبران باسيل وتياره، من بئر النسيان الجماهيري.

 

فجأة، وبلا مبرر، التقى السالب بالموجب، وأعلن توافق الوهم، الذي سمّي لاحقاً بالتقاطع، والذي بشّرنا بجهاد أزعور، منقذاً ومخلصاً.

 

إنه الـ “دون كيشوتي”، الذي سيحارب طواحين الهواء دفاعاً عن السيادة، التي تنتهكها إيران… ودفاعاً عن الدولة في مواجهة “الدويلة” الحاكمة.

 

ورغم أن جبران باسيل قد سارع إلى تقطيع “التقاطع” إرباً إرباً، بالعودة إلى بيت الطاعة في حارة حريك، فإن المعارضة ما زالت تأمل في دخول إبليس إلى جنتها.

 

مفاجأة المفاجآت أن أزعور لا يزال يحلم بأن “فخامة الطرطور” في قصر بعبدا أهم من “فخامة الراتب” في صندوق النقد الدولي.

 

والأزعوري، حيث كان، فهو إما في صندوق الرئاسة، ومفتاحه بيد حزب الله مرغماً لا مقاوماً… وإما في صندوق النقد، ومفتاحه بيد أميركا شاء أو أبى.

 

ونستغرب أن يغيب عن حزب الله أن جبن الأزعور هو الأقدر على طمأنة الحزب وحمايته من الطعنات، إذا كان هناك من يجرؤ على الطعن.

 

وهو سيادي بقرارات بلا أنياب… وبرغبات بلا قدرات.

 

على كل، فإن الحديث عن رئاسة الأزعور، يبقى في إطار الحدث الذي يستحيل أن يحدث.

 

إنه مضيعة لمقالات وجدليات بلا طائل.

 

وكل ما يقال عن حوار خالٍ من الإذعان، وعن جلسات نيابية مفتوحة، يستلم فيها “فخامة الرئيس” قصر الرئاسة من “فخامة الفراغ”… يبقى مجرد أحلام لوطن ضيع في الأوهام عمره.