IMLebanon

الجنرال رئيساً في 8 آب

تتجه الأنظار السياسية إلى عين التينة التي تستضيف الأسبوع المقبل الجلسات الحوارية الثلاث، لخرق الجمود الذي تغرق فيه الساحة الداخلية في ظل انسداد أفق الحلول، مع ثبات «الستاتيكو» الرئاسي المحكوم بالجمود منذ 25 اذار 2014، على حاله، فيما لا يعول كثيرون على أي خرق قد تخرج به الثلاثية الحوارية في ملفي الاستحقاق الرئاسي وقانون الانتخاب، على وقع موجة التفاؤل الرئاسي التي لفحت الرابية أخيرا .

والى حين التئام طاولة الحوار الاسبوع المقبل، لم تستبعد مصادر نيابية امكانية تطيير نصاب جلسة اللجان النيابية المشتركة التي من المفترض ان تجتمع اليوم لاستكمال بحثها في قانون الانتخاب العتيد، في انتظار ما سيرشح في شأنه عن المتحاورين. أما الملف الرئاسي، فيراوح مكانه أيضا فيما يتمسك كل طرف بمقاربته له وبقراءته لواقع الشغور ومسببيه.

بهذه الروحية يتوجه الافرقاء الى ثلاثية عين التينة رغم الحديث الايجابي والايحاءات التفاؤلية بين الحين والآخر، اذ تدعو أوساط سياسية متابعة الى عدم توقع معجزة إلا إذا كان الرئيس نبيه بري قد اصطحب معه من عطلته «أرنباً» ما سيخرجه خلال هذه الجلسات ليقود المتحاورين الى ما يشبه إتفاق «الدوحة» والخروج بعد ثلاثة أيام متتالية بصيغة اتفاق «ملبننة»، رغم ان كل المعطيات لا توحي بذلك.

واذا كانت مصادر مقربة من حارة حريك ، تشير الى ان لا جديد بالنسبة الى «الحزب»، سواء في ملف الإستحقاق الرئاسي او قانون الإنتخاب، حيث لا مجال لصيغ تؤدي الى سيطرة فريق على الآخر، معتبرة أن «الهبة الايجابية» التي سادت في الأيام الأخيرة لا تستند الى معطيات بل الى موجة تفاؤلية لدى بعض السياسيين، فان مصدرا في الرابع عشر من آذار لا يرى بوادر حلحلة رئاسية في الافق « الآتي» مع استمرار تمترس كل طرف خلف موقفه، معتبرا ان هناك فريقاً لا يثق بالعماد ميشال عون بدليل دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية الذي ينتمي الى الفريق السياسي ذاته، سائلاً عن الضمانات والمعطيات التي تدفع لانتخاب الجنرال الذي لم يبدّل في مواقفه ولا في أسلوب مقاربته للملفات والقضايا المطروحة، ووقوفه طرفا في الصراع الايراني والسعودي.

وحدها الرابية وسط كل ذلك متفائلة، معتبرة ان الوقت يعمل لصالحها حصرا، مع تمسك «حزب الله» بترشيح عون وترك امر تقرير ملء الشغور الرئاسي له،بحسب مصادرها، التي تعتقد ان المساعي المحلية والاقليمية التي يقوم بها كل من «الحكيم» و«البيك» قد بدأت تثمر نوعا ما، وان لم يكن في شكل تام وكلي، وهو ما يمكن تلمسه في المواقف المتبدلة لبعض قيادات ونواب المستقبل،خصوصا المقربين من الرئيس سعد الحريري، الذين باتوا غير ممانعين لتأييد عون اذا ما طلب منهم الحريري ذلك، الذي بدوره ينتظر ان تبلور السعودية موقفها الجديد من ترشح عون بعد دعوة العشاء الى السفارة السعودية والمأدبة التي اقامها السفير علي عواض عسيري، معطوفة على عودة العلاقة الى طبيعتها بين الرياض وبيت الوسط ،الذي عاود فتح قنوات الاتصال الجانبية مع الرابية، في شأن الاستحقاق الرئاسي وسواه من الملفات العالقة خصوصا الملف النفطي، وان طاولة الحوار في ايامها الثلاثة مطلع آب كفيلة بحلحلة كل هذه المشكلات والملفات.

ويعرب «الجنرال»، بحسب المصادر عن اعتقاده بان اعلان موسكو تمسكها بتأييد فرنجية جاء لمصلحته بمعنى ان هذا الموقف يعني في المقابل تأييدا اميركيا له وان واشنطن هي الاكثر نفوذا وفاعلية في التأثير على القرار اللبناني خصوصا الرئاسي، اذ لم يسجل حتى الان سابقة وصول مرشح للرئاسة اللبنانية يحظى بتأييد موسكو، كما ان لا ممانعة اوروبية في ترؤسه راهنا للجمهورية اللبنانية على ما فهم من مواقف وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت ،الذي ألمح الى تراجع باريس عن دعمها لفرنجية امام بعض القيادات الذين التقاهم في السفارة الفرنسية.

من جهتها، تكشف اوساط سياسية شمالية عن لقاء جمع النائب فرنجية بقيادي كبير في حزب الله منذ مدة في الضاحية الجنوبية، لم يتوصل الى اي تفاهم في الملف الرئاسي، اذ لمس فرنجية تصلباً لجهة الوقوف خلف ترشح عون. وتبعاً لذلك توضح، ان لا مؤشرات الى انتخابات رئاسية وشيكة، داعية الى وضع حد للترشيحات من دون افق زمني والانتقال الى مربع مرشح من خارج لائحة بكركي الرباعية، والا فرئاسة لبنان ستبقى معلقة الى ما شاء الله على حبال المصالح الاقليمية ومطامعها في دول الشرق الاوسط.

في الرابية تحضيرات «على السكت»، بانتظار الجلسة ال 43 المفصلية لانتخاب رئيس في الثامن من آب، التي بعدها لن يكون كما قبلها. جلسة ستحدد اتجاه بوصلتها مشاركة الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في الجلسات الثلاثية.