صادف يوم أمس اليوم العالمي لمنع الانتحار ويرد في إحدى الدراسات أن كل 40 ثانية هناك منتحر على سطح الكرة الأرضية، ومن أسبابه عدا اضطرابات الهوية الجنسية والمشاكل الاجتماعية والعنف الأسري والعزلة والوحدة، الانفصال العاطفي المفاجئ والحب المستحيل والعلاقات السامة التي تسبب تدهورًا نفسيًا شديدًا.فالغرام مثلًا بمونيكا بيلوتشي من طرف واحد قد يقود الرجل الولهان للانتحار كما أن الحب الأخير والأوّل قد يقود العاشق في يوم ما إلى شنق نفسه بخيطان الفجر.
في 10 أيلول 2019 خسر أحد أعضاء البوندستاغ الألماني مقعده لأنه شتم هرًّا على الهواء. في لبنان ينال السياسي الوضيع صاحب اللسان الأفعواني وسام الاستحقاق من رتبة شتّام أكبر.
حلّت في العاشر من نيسان، الذكرى الثالثة لتنصيب تشارلز زوج كاميليا وعشيقها ملكًا على بريطانيا العظمى.
لا تتسع الزاوية هذه للتوقف أمام الأحداث التاريخية الكبرى المؤرخة في 10 أيلول، ولعل أبرزها تشكيل حكومة الرئيس محمد نجيب ميقاتي الثالثة. قد يسأل سائل: وكيف تذكرت يا ابن آدم؟
وللسائل أحيله إلى تغريدة وزير الشباب والرياضة السابق جورج كلّاس الذي أحيا الذكرى بقطعة أدبية مسلوخة من “صماصيم” وجدانه:
“داخل الحكومة أو خارجها، سنبقى نحتفل بذكرى وفاء غالية على قلوبنا، نحن عائلة حكومة “معاً للإنقاذ”، يوم صدرت مراسيم تشكيلها في العاشر من أيلول 2021، تفاخرنا واعتزَّينا وتوكّلنا على الرب، وتهيَّبنا مهمة أن نكون وزراء في مرحلة دقيقة، إرثُها ثقيل وتحدياتها كثيرة وعِقدُها متشابكة، في دولةٍ مالُها منهوب والثقةُ بها معدومة، ومواطنوها يعقدون الآمال على خيوط الريح ويتعلقون بحبال الوهم، علَّهم يبقون على دفاتر قيد الحياة”.
الله الله يا جرجي. مسستَ شغاف القلب المسكون. ما كان ينقص سوى مناجاة دولته بـ “حبيبي نجيب” الذي لولاه ولولا حكومتكم لكُتبت اسماؤنا على أوراق النعي. كنتم لنا، كوزراء، الهواء والماء وبلسم الشفاء وعنوانًا عريضًا للوفاء.
ويمضي جرجي قُدمًا في إحياء الحنين إلى الأيام الغوالي، أيام كان فيها أقرب إلى الأخرس: “في الذكرى الرابعة لتأليف حكومة معًا للإنقاذ، نقف وقفة وفاءٍ ونرفع التحية لرئيس كلَّف ورئيس شكّل ولرئيس بارك، ونُعَلّي الرأسَ شمخةَ عِزٍ بثقة دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي أولانا ثقته وقاد مغامرة الصمود(…) حسبُنا أننا دخلنا الحكومة وزراء معينين وخرجنا منها أهلًا متحابين، أصفياء القلوب أنقياء الوجدان موسومين بحسن إدارة الاختلاف السياسي وفن تحويله إلى نوعية وطنية، ولو شابتها هنات، هي أشبه بشامةٍ على خدِّ حسناء، زادتها رونقًا ومسَحتها بسحرٍ جماليّ أخَّاذ”.
ذكرتني الشامة “الظاهرة” بنادين نجيم وسميرة توفيق وما خُفي من الشامات هنا وهناك وهنالك أعظم.
خسارة للبنانيين أن ليس في حكومة نواف سلام من يسلب القلوب بسحر الإنشاء، فيما رفدت حكومة ميقاتي الأدب بثلاثة فحول: محمد وسام المرتضى ومصطفى حسين بيرم وجورج مخايل كلاس.