IMLebanon

الله يطوّلك يا روح

 

يأمل اللبنانيون أن تمنحهم عطلة الاعياد المباركة الآتية فسحة ومتنفساً، عساهم يخرجون من نفق الضغوطات الكبيرة ولو لأيام معدودة. ذلك ان القدرة على الاحتمال باتت شبه معدومة لديهم.

 

فأنت لا تستطيع ان تنتقل في سيارتك من مكان إلى آخر من دون ان تتعرض لـ«سترس» هائل ان كان من السائقين الآخرين او من المشاة، خصوصاً من سائقي الدراجات النارية الذين يخالفون قانون السير نهاراً جهاراً  ليس فقط في عدم اعتمار الخوذة الواقية، ولا في تحويل الدراجة الى شاحنة تقل عفش  البيت دفعة واحدة، ولا في تحويلها الى ناقلة ركاب في مجموعة: فالسائق وخلفه السيدة المصون وبينهما ما تيسر من الابناء والبنات، وعلى كتف السائق ولد رابع، وبين ذراعي المرأة طفلان توأمان، والارجح ان في بطنها طفلاً سابعاً (الجنين)، وهذا المشهد «السوريالي» هو (فعلاً) حقيقي، ولا شك في ان القراء تصطدم انظارهم به يوميا تقريبا… نقول ليس فقط ذلك ما يتسبب لك بــ «سترس» شديد إنما ايضاً مرور الدراجات عكس السير، وفجأة يفرّخ واحدهم عن يمينك وآخر عن يسارك، «وينبّز»    امامك معرّضاً ذاته وايضاً «مجموعة» الركّاب ابناء العيلة للخطر… وتارة تراه يقفز من عن يمينك لتنقذك العناية الالهية (وحدها) من ان تبتلى به!

وانت لا تستطيع  ان «تواجه» الاسواق التي يصح في سلعها الجيدة مطلع تلك الاغنية: «نار يا حبيبي نار».

وعموماً فإنّ الاسواق فارغة، فالمحال التجارية تصوفر، فيما «عجقة السير» في ذروتها، ليصح فينا ان وضعنا اشبه ما يكون بسيارة شغالة المحرك وهي واقفة «بوان مور».

وبالتالي فهي تستهلك المحروقات، وتستهلك ذاتها مجانا ومن دون اي تقدّم. ومن نافل القول ان نردد معزوفة افتقادنا وسائل النقل العام، لذلك نرى أنّ راكباً واحداً او راكبين اثنين على الاكثر في السيارة الواحدة… و «خود» على عشرات آلاف السيارات وعوادم تنفث السموم  و… الموت!

أمّا جيوب المواطنين الفارغة فهي مثل البطون الخاوية، ولأرباب العمل ألف عذر وعذر (…) ومعظمها لا يركب على قوس قزح، وكثيرها يجافي الواقع.

واذا كنت من سيّئ الطالع  فيكون عليك (مثل الداعي لك) ان تتوجه الى الشمال عبر «المعبر المستحيل» من انطلياس الى طبرجا ذهاباً، ومن طبرجا الى نهر الموت اياباً… والله يطولك يا روح..

لذلك، ولعشرات الامثلة الاخرى التي يمكن ضربها عن حق وحقيق نرحب بالاعياد المجيدة ليس فقط لمعانيها السامية، انما لانها ربما تمنحنا الحظ في ان نتمتع بسويعات هادئة.

وسلفاً كل عيد وانتم بخير.