جميع المواطنين، حتى الذين لم يستبشروا خيرا بحكومة المحاصصة واللون الواحد سياسيا وحكوميا، يريدون لهذه الحكومة أن تكذب مخاوفهم وهواجسهم وأن تكون حكومة انقاذ لا حكومة تفليسة، خصوصا ان تصريحات بعض الوزراء لم تحمل الاطمئنان بأنهم على قدر المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، وبالتالي يراقب الشعب اولا الخطوات الاولى لهؤلاء الوزراء ولعمل الحكومة مجتمعة في حال «زمطت» اليوم من عقبة البيان الوزاري في ثالث اجتماع لها بعدما تعذر انجازه امس، على الرغم من سوء توزيع الحقائب على الوزراء، لأن الانتماء الحزبي تغلّب على الاختصاص.
…………………..
الأيجابيات الظاهرة حتى الآن ان هناك خطة اقتصادية جيدة جاهزة للتنفيذ وفق وزير المال السابق غازي وزني، وان على الحكومة الجديدة المسارعة الى الاتصال بشركة «ألفاريز» للبدء بعملية التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وأي مكان آخر يستدعي ذلك.
الايجابية الثانية أن صندوق النقد الدولي على استعداد لتسليم لبنان مبلغ مليار و ١٣٥ مليون دولار، بشرط عدم تكرار اخطاء الحكومة السابقة التي فشلت في التفاهم مع الصندوق وتسببت بعدم تسليم هذه الاموال.
الايحابية الثالثة مسارعة الاتحاد الاوروبي الى اعلان دعم لبنان ومساعدته على مواجهة الازمات التي يتخبط بها.
……………………….
في مثل هذا اليوم من العام ١٩٨٢ تيتم لبنان باغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، والمؤكد ان لبنان وشعبه دخلا في ذلك اليوم طريق الانهيار الذي وصلنا اليه بعد حروب واحتلالات ومعاناة مستمرة، لأنه بداية كان هناك شعب يريد لبنان وطنا بديلا له عن وطنه. واليوم هناك من يريد تغيير وجه لبنان وتاريخه وهويته ونظامه على ما اشار اليه البطريرك بشارة الراعي في اكثر من عظة، وحيث ان جميع اللبنانيين يتشاركون اليوم في الفقر والوجع والمرض وانهيار الدولة والمؤسسات والاقتصاد والليرة، فهذا يعني أن الذين قتلوا بشيرا يومها قتلوا معه الدولة واوصلوا الشعب الى جهنم.