IMLebanon

حكومة «العفريت الأزرق»  

 

 

نجحت الطبقة السياسية «ما غيرها» بتحويل أنظار اللبنانيين طوال الأيام الماضية عن «ما هيّة» الحكومة المطلوبة، وما هي خطتها لإنقاذ لبنان، وما هي خطة عملها وبرنامجها للخروج بلبنان من هذه الحفرة العميقة التي قد تتحوّل في أي لحظة إلى مقبرته، وجنحت بهم وحبستهم في دائرة الإسم المقترح لرئاسة الحكومة العتيدة!

 

«إن شا الله يكون إسمو العفريت الأزرق»، ليس مهماً على الإطلاق إسم رئيس الحكومة العتيد حتى لو كان «سعد الحريري»، لأنّه حتى الرئيس الحريري فشلت حكومته في إنقاذ لبنان، وقد توقعنا هذا الفشل منذ اللحظة الأولى لتشكيلها وقلنا أنّها حكومة لا تملك خطة عمل لإنقاذ البلد وليس لديها خطة طوارىء ولا تملك حلول جديّة سوى فرض الضرائب على المواطن «المعتّر» حتى انفجر الشارع في وجهه بعد اقتراح ضريبة الـ 6 دولار على الواتس أب، الحقيقة باختصار أنّ الحكومة المنتظرة أيضاً ستكون حكومة فاشلة لأنها لا تملك لا خطة طوارىء ولا خطّة إنقاذ، وأنّها ستكون من أكثر الحكومات عجزاً!!

 

حتى لو ترأس الحكومة العديدة سوبرمان وباتمان وسبايدرمان وتصرف اللبنانيّون بخيال طفلٍ يتوقّع من هؤلاء الأعاجيب ستفشل هذه الحكومة، والحقيقة الجارحة التي علينا مصارحة الناس بها أنّ هذا العهد لا يهمّه سوى إنقاذ نفسه وصهره واستمرار حكمه، والثنائيّة الشيعيّة حزب الله وحركة أمل لا يكترثان لإنقاذ لبنان بل لإنقاذ أجندتهما المحليّة والإيرانيّة، كلّه يريد إنقاذ حصصه، ونحن مقبلون على أيام حكومية أسوأ بكثير من تلك التي عشناها، ولبنان ذاهب إلى مزيد من العزلة والمحاصرة والانهيار!

 

للأسف كلّ حكومات لبنان «بتعبّي الميّ بالسلّة»، وأيّ سلّة في لبنان تعني فقط محاصصة وتقاسم مغانم السّرقة، لم يتركوا للبنانيّين خياراً سوى البقاء في الشّارع، والتمسّك بمطلبهم الأهم رحيل هذه الحكومة، لقد أعلنها اللبنانيّون أنّهم لا يثقون بهذه الطبقة السياسيّة، قد يكون اعتزال هذه الطبقة السياسة حتى موعد الانتخابات المقبلة وترك المجال للقيادات الشابّة وأهل الاختصاص الأكفّاء ليعبرون بلبنان إلى برّ الأمان، لقد شبع اللبنانيّون من فساد هذه الطبقة، لقد حان وقت «بداية التغيير» وكفّ يد هذا «العطّار» الفاسد والمفسد!!

 

لبنان فعلاً أمام أزمة إيجاد حكومة تتمكن من الإمساك بزمام الأمور، ولن يكون سهلاً الوصول إلى هكذا حكومة لا تكنوقراط ولا تكنوسياسيّة ولا تكنوعسكرية ولا حكومة أخصائيّين، أي حكومة من هذه الحكومات ستفشل في إدارة البلاد، وطالما الوضع مستمرّ لبنان ذاهب نحو الهاوية وبأسرع مما يتصوّر الكثيرون!

 

سبق وقلنا، ونعيد ونكرّر للّذين يستقتلون للدخول والبقاء في جنّة السّلطة، وبعيداً عن ادّعاءات إنقاذ البلد، أو خطط النهضة التي يعدون بها اللبنانيّين، ولا يتهيّبون الوضع اللبناني المعقّد اليوم، ولا يملكون مشروعاً حقيقيّاً ولا حتى خطّة طوارىء لمواجهة الواقع الصعب، وحتى الآن لا يملكون تصوّراً ولا خطّة ولا مشروعاً لإنقاذ البلد من انهياره الاقتصادي المحتوم، لا يملكون أيضاً تصور الحدّ الأدنى للردود التي سيبلغها ردّ فعل الشارع اللبناني، والتي قد تتجاوز حد الانفجار وتذهب أبعد بكثير أكثر مما قد يخطر على بال أي مسؤول يعتبر أنّ الثورة في أربعينها هذه هي ذروتها وأن اللبنانيّين سيموتون خوفاً وذعراً من زعران حزب الله وحركة أمل، للمناسبة على الجميع أن يفكّروا مطوّلاً أنّ الشعب اللبناني سيفاجئهم بأكثر ممّا يتخيّلون!