IMLebanon

الخليج وشرارة الحرب

 

تخيّم أجواء ثقيلة على منطقة الخليج العربي، إيران «ناوية عالشرّ»، ورسائلها التخريبيّة وصلت واضحة للسعوديّة وللإمارات ونقل موقع الـ CNN الأميركي عن تقارير إستخباريّة أنّ إيران حرّكت صواريخ بالستيّة قصيرة المدى وصواريخ كروز على متن قوارب صغيرة للحرس الثوريّ الإيراني في الخليج، أميركا أيضاً أساطيلها جاهزة في الشّرق الأوسط، وأيّ حادث قد يتسبّب باندلاع حرب مدمّرة، لأنّها حرب سيكون فيها نظام الملالي «يا قاتل يا مقتول»، والأرجح أنّه سيكون «مقتولاً» لذا وعلى الطريقة الشمشونيّة سيسعى إلى إلحاق أكبر أذى بالمنطقة كلّها!

وفيما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالأمس «يأمل ألا تندلع الحرب مع إيران «تعيش المنطقة لحظة إعلان القلق والتّحذير من المخاطر، كانت الأمم المتحدة ـ كعادتها ـ تحذّر من تصاعد حدّة الخطاب في الخليج وتقول إنّه قد يؤدّي إلى «عواقب كارثيّة»، أمّا في منطقة الخليج فاختصر الصورة رئيس البرلمان الكويتي بوصف واقع المنطقة بأنّ «المرحلة القادمة خطيرة والأوضاع في المنطقة ليست مطمئنة»، الخليج على وشك الدّخول في حرب لا طاقة له بها، الحرب على وشك أن تندلع بين جنون وغطرسة الخامنئي، وغرور ورعونة ترامب، وحقيقة أن عرب الخليج لا يجرؤون على خوض حرب مباشرة مع إيران، سبق واستعانوا بصدام حسين وجيش العراق لمحاربة إيران الخميني!

السفينة «أرلنغتون» ستنضم إلى حاملة الطائرات «أبراهام لنكولن» وأربع قاذفات استراتيجية «B- 52»، و»أرلنغتون» قادرة على دعم الهجمات البرمائية والخاصة تنقل قوات مارينز وعربات برمائية وطائرتين، المنطقة باتت تعجّ بترسانات تكفي لخوض حرب عالميّة لا حرب إقليميّة، قد تكون المفارقة الوحيدة هي في صدور تعليقات عن القلق الذي ينتاب إسرائيل من الزجّ بها في الحرب المرتقبة، مع ملاحظة أنّ الكاتب زيف شافيتس في مقال له نشره قبل يومين موقع بلومبيرغ الأميركي «رجّح أن تكون التهديدات العسكرية الأميركية الأخيرة ضد إيران مجرد عرض مسرحي، لكنّ إسرائيل تستعد للأسوأ»!

 

أمّا لبنان، الغارق في غيبوبة التقشّف والموازنة، والذي لا يرى أبعد من أنفه القصير إذ اكتفى بشجب التخريب الذي تعرّضت له السعوديّة والإمارات، يتجاهل عن سابق تصوّر وتصميم أنّه لن يكون بمنأى أبداً عن أي حرب ستندلع في المنطقة، في الأساس أمين عام حزب الله سبق وأعلن أنّ حزبه لن يقف متفرّجاً في حال تعرّض إيران لاعتداء ـ من وجهة نظره ـ مع أنّها هي المخرّبة والمعتدية ومن يوزّع الشرور والحروب في المنطقة ومع هذا الدولة اللبنانيّة تخاف حتى من طرح السؤال بجديّة: أي جهنم ستفتح أبوابها على لبنان في حال ورّطنا حزب الله بالحرب المقبلة في الخليج؟!

لم تعد تملك إيران إلا خيار الإنتحار، مشروعها يلفظ أنفاسه وإن كان بطريقة مدمّرة، إنسحابها من المنطقة يعني النهاية، بالأساس إيران الخميني بدأت حياتها كدولة بتصدير الإرهاب والتخريب والاضطرابات في المنطقة، هذا نظام لا يعيش إلا على دماء الآخرين، لا يملك الملالي مشروعاً حقيقيّاً غير إراقة الدّماء، ومن المستحيل أن يرضح وينسحب من كل دول المنطقة التي أمضى أربعين عاماً وهو يستثمر فيها مليارات الشعب الإيراني ظنّاً منّه أنّه قادرٌ على احتلالها بنفس الطريقة الفارسية التاريخيّة «نشر التشيّع الفارسي»!