IMLebanon

لو يصرف حزب الله تهديداته ضد اسرائيل

 

لم يجد حزب الله امامه، للرد على الدعوات والضغوط المطالبة بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، سوى توجيه تهديداته ضد خصومه بالداخل، مستعيدا عبارات لطالما استعملها كبار قادة الحزب سابقا، مثل «قطع الايادي» التي تمتد لسلاح الحزب وما شابه، بينما يتناسى انه وافق على اتفاق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي١٧٠١، الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة، وبموجبه فهو مجبر على تسليم سلاحه باقرب وقت ممكن، تفاديا لمضاعفات وردات فعل سلبية، تكون اشد وطأة ضده .

يتجاهل الحزب وكل من تبقى منه، ان زمن تهديداته، بقطع اصبع خصومه الداخليين، في حال طالبوا بوضع سلاحه تحت سلطة الدولة، كان يخيف البعض منهم، طيلة وصاية الحزب وهيمنته على لبنان خلال السنوات الماضية. اما اليوم فلا يهابه احد منهم، بعد ان فقد هذا السلاح يافطة وجوده، وسقطت كل وظائفه، بعد حرب المشاغلة التي شنها الحزب ضد اسرائيل،لمناصرة الشعب الفلسطيني واسفرت عن الحاق الضرر الفادح بالحزب، قيادة وافرادا، وتدمير منازل وممتلكات عشرات الالاف من منازل اللبنانيين، والحاق خسائر فادحة بالاقتصاد اللبناني عموما.

لو اثبت حزب الله ان سلاحه اظهر فاعليته بالدفاع عن لبنان، وعن الحزب نفسه، ولم يتسبب باحتلال قسم من اراضيه من جديد، بعدما تم تحريره من الاحتلال الاسرائيلي عام الفين، وبتهجير مئات الالاف من سكان الجنوب وتدمير منازلهم وقراهم ومدنهم، لكان بالامكان تسليط الضوء على اسباب عدم تسليمه للدولة .

كل يوم يمضي والاعتداءات الاسرائيلية وعمليات الاغتيال لكوادر الحزب وعناصره، وتدمير ما تبقى من مخازن اسلحته ومواقعه العسكرية مستمرة، بلا رادع فعلي، تظهر بوضوح فقدان سلاح الحزب لكل وظائفه التي يتلطى خلفها، الرافضون لتسليمه الى الدولة اللبنانية.

كان الاجدى لكل من يطلق التهديدات، تارة بتفجير البلد كما يروج البعض لذلك، وتارة اخرى بالحرب الاهلية، ضد كل من ينادي بتسليم هذا السلاح الى الدولة، التي يسعى المسؤولون فيها، لحل هذه المشكلة بالحسنى والتفاهم، كما قال رئيس الجمهورية مؤخرا، ان ينفذ تهديداته ضد العدو الاسرائيلي الذي يسرح ويمرح فوق مناطق المواجهة، بدل ان يطلقها ضد المطالبين بتسريع خطى حلها بالداخل ضمن الاطر الشرعية.

تعبّر التهديدات التي يطلقها بعض قادة حزب الله ومسؤوليه، ضد السلطة، او اي طرف سياسي، كلما تعالت المطالبة بتسليم سلاح حزب الله، عن تخبط ملحوظ لدى هؤلاء، والعجز عن اتخاذ قرار نهائي بخصوص حل مشكلة السلاح، الذي بات يشكل عبئا ثقيلا على الحزب نفسه، ولم تعد له وظيفة، الامواجهة اللبنانيين دون سواهم.