IMLebanon

مُقرّبون مـن الحريري : عودتــه لا علاقة لها بالعمل الحكومي

 

تتوقع مصادر نيابية واسعة الإطلاع، أن يكون «الإنقلاب» الذي يجري الحديث عنه، على الرئيس المكلّف حسان دياب، التطوّر الذي سيعيد تحريك الشارع، ويفتح الباب واسعاً أمام عودة الطرح القديم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، حول ضرورة تأليف حكومة تكنوسياسية يشارك فيها ممثّلون عن الحراك الشعبي، وبالتوازي، عودة الحديث عن احتمال عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إلى دائرة الضوء، خصوصاً وأن إجازته قد شارفت على النهاية. وعلى الرغم من أن المقرّبين من الحريري يرفضون هذه المقاربة معتبرين أن عودته لا تصب في سياق العمل الحكومي أو التدخّل في المشهد الحكومي المأزوم، فإن المصادر النيابية المطلعة نفسها، تقول أن الظروف الراهنة تفترض تضافر الجهود من قبل كل الأطراف السياسية وطي صفحة الخلافات السابقة، والتركيز فقط على الواقع المالي والإقتصادي والإجتماعي الكارثي، والعمل ولو في الوقت الراهن، على تشكيل خلية أزمة سواء من خلال حكومة تصريف الأعمال، أو من خلال حكومة جديدة، تشارك فيها كل القوى السياسية من دون استثناء، وذلك بهدف «إصلاح ما يمكن إصلاحه» قبل الإنهيار الكبير.

 

وتكشف المصادر ذاتها، أن خلاصة المشهد الحكومي على مدى الأسابيع الأربعة الماضية، هي المراوحة عند نقطة الصفر، وبالتالي، فإن هذا الواقع يشكل حافزاً أمام الجميع من أجل التخلّي عن كل التزاماتهم واصطفافاتهم السابقة، سواء في المعارضة أو خارجها، وذلك، لأن الأزمة تستوجب عملاً مكثّفاً واستثنائياً من خلال حكومة تصريف الأعمال في حال تعذّر تأليف حكومة جديدة، لأن التعقيدات الناشئة والضغوط التي يتعرّض لها الرئيس المكلّف سوف تضعه عاجلاً أم آجلاً أمام طريق مسدود. وبالتالي، عودة الأمور إلى المحطة الأولى، وهي محطة استقالة حكومة الرئيس الحريري وتسمية دياب.

 

ومن ضمن هذا السياق، تشير المصادر النيابية نفسها، إلى أن رفض المقرّبين من بيت الوسط لأي طروحات مرافقة لعودته إلى بيروت، ينطلق من أن الحريري ما زال متمسّكاً بما سبق وأعلنه لجهة ترؤسه حكومة اختصاصيين مستقلين، مع العلم أن هذه العناوين تبقى قابلة للنقاش بصرف النظر عن الخطوات السياسية المرتقبة، والتي سيقوم بها من خلال دينامية سياسية جديدة تقارب التحديات التي يواجهها اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والسياسية. ولذا، تؤكد المصادر ذاتها، أن اللقاءات المرتقبة للحريري، والتي لن تقتصر فقط على نواب كتلة تيار «المستقبل»، بل ستشمل قيادات سياسية وحزبية، سوف تشكّل مجالاً لإعادة النقاش في طبيعة المرحلة الداخلية بعد تزايد الأخطار والتحديات على كل المستويات، وذلك في ضوء إشكالية عدم القدرة على تشكيل حكومة من لون واحد وسقوط عملية تأليف حكومة جديدة في وحول التجاذبات السياسية.

 

وعن احتمال عودة الحريري، بعدما تجدّد الحديث عن هذه العودة في الكواليس السياسية، تجيب المصادر النيابية نفسها، أن الأمر بسيط، وهو التناغم مع مطالب الحراك والعمل على تشكيل حكومة إنقاذ لتمرير المرحلة الصعبة.