IMLebanon

الحريري يزاحم ميقاتي في طرابلس

زيارة الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إلى طرابلس، أول من أمس، لا تشبه زياراته السابقة إلى عاصمة الشمال، إذ جاءت تلبية لدعوة شخصيات كانت حتى الأمس القريب مقربة من الرئيس نجيب ميقاتي، الخصم اللدود لتيار المستقبل.

نحو 240 شخصية حضرت إلى مطعم «نوسترا كازا»، في شارع المطاعم في منطقة الضم والفرز الحديثة في المدينة، بدعوة من صاحبه أحمد البقار. وكان شقيق الأخير، جلال البقار، عضو بلدية طرابلس، وزميله خالد صبح، في مقدمة مستقبلي الحريري لدى وصوله، علماً أن الاثنين كانا من المقربين من ميقاتي، قبل أن يختلفا معه على خلفية أزمة مشروع مرأب سيارات ساحة التل.

الزيارة، التي بدت محاولة من الحريري لانتزاع بعض من أوراق ميقاتي في مدينته، طرحت تساؤلات عن حقيقة ما يُروّج عن احتمال قيام تعاون بين الحريري وميقاتي في الانتخابات النيابية المقبلة، وعن صحة ما أشيع عن احتمالات التقارب بين الرجلين في إطار الانفتاح الذي أبداه الرئيس سعد الحريري أخيراً، برعاية وطلب سعوديين، على بقية أركان الطائفة السّنية.

انفتاح من تيار المستقبل على مقربين سابقاً من ميقاتي

غير أن أوساطاً مقربة من ميقاتي حاولت التخفيف من طابع الزيارة وتأثيرها في الشارع الطرابلسي، وأكّدت أن ميقاتي «غير منزعج من الانفتاح الحريري على هؤلاء لأنهم مهما ابتعدوا عن ميقاتي، فسيقفون في النهاية الى جانبه إنطلاقاً من المصالح المتداخلة ومن حسابات طرابلسية بحتة بعضها عائلي». وأوضحت أن هناك «تقاطعاً بين ميقاتي والحريري حول ضرورة إستيعاب مثل هؤلاء الأشخاص، لأنهم يتمتعون بحيثية عائلية وشعبية ويمكن أن يتسبّبوا بمشكلة للطرفين إذا حاولوا تشكيل قوة ثالثة وسيتسببون بوجع رأس كبير للجميع».

هذا الإنطباع أكدته السنوات الست المنصرمة من عمر المجلس البلدي الحالي، إذ تبين أن بعض الأعضاء مثل البقار وصبح وعربي عكاوي، على سبيل المثال، يشكلون رافعة للسياسيين، وأنّ احتواءهم مصلحة للحريري وميقاتي معاً بهدف تقليص حضورهم وتأثيرهم ودورهم، تمهيداً لاحتوائهم.

وغير بعيد عن هذا المنطق، قالت مصادر مقربة من تيار المستقبل إن الأمين العام للتيار في زيارته الأخيرة لطرابلس «ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. فهو، أولاً، أخذ من طريق ميقاتي شخصيات مقربة منه بالأسلوب نفسه الذي اتبعه رئيس الحكومة السابق معنا. وثانياً، قطع الطريق على إمكان نشوء مجموعة قد تمثّل نواة لقوة سياسية إضافية على السّاحة السّنية ما سيجعل إمساك هذه الساحة لاحقاً مكلفاً جدا إذا تعددت رؤوسها. وثالثاً، كانت الزيارة مناسبة للقاء الحريري شخصيات من عائلات طرابلسية المختلفة لم يتسنّ له لقاؤها في زياراته السابقة التي كانت تنحصر في من يدورون في فلك التيار الأزرق تحديداً».

وقد أكّد الحريري أمام من التقاهم في طرابلس أن هذه اللقاءات «ستستمر، ونحن منفتحون على الجميع، وعلى المجتمع الأهلي في طرابلس، مباشرة لا بالواسطة، وأهل طرابلس أدرى بوجعهم، وأي أمر يساعد سنصبّ جهدنا لتأمينه إن كان عبر الدولة، أو عبر المؤسسات الدولية».