IMLebanon

٤ مؤشرات خارجية مُشجّعة للتأليف

 

هل حان وقت الانفراج الحكومي، ام ان ازمة الثقة المتفاقمة بين الرئيسين عون والحريري تزيد من تعقيدات عملية التأليف ؟ المعطيات الداخلية المتعلقة بالنزاع على الحصص والحقائب والاسماء لا تشير الى تغيير ايجابي ، لكن التطورات الخارجية الاخيرة المؤثرة في المسار الحكومي في لبنان تبعث على الاعتقاد بان هناك عوامل ومؤشرات ايجابية ممكن ان تنعكس على الساحة اللبنانية لمصلحة الحلول.

 

ما هي هذه التطورات بمنظار مراجع سياسية مطلعة ؟ ترى المراجع ان عملية تشكيل الحكومة محكومة اولا بتراجع القوى المحلية عن تصلبها لمصلحة الحلول التوافقية ، لكن ثمة عوامل خارجية مهمة يمكن ان تشكل عوامل مؤثرة في هذه القوى من اجل تليين مواقفها وتسريعها الولادة .

 

ابرز هذه المعطيات والتطورات :

 

١- انتقال باريس الى مرحلة جديدة من التعامل مع القوى اللبنانية الفاعلة لاعادة تزخيم مبادرتها من اجل تاليف حكومة مهمة انقاذية تحقق الاصلاحات كشرط اساسي لتامين الدعم اللازم للبنان .

 

وتسعى فرنسا في هذه المرحلة الى ممارسة ضغوط مباشرة على الجهات والاشخاص الذين يعرقلون المساعي والحلول من خلال الاجراءات التي اعلنها وزير خارجيتها قبل ايام من زيارته المرتقبة للبنان غدا الاربعاء .

 

ويقول احد المطلعين على اجواء المبادرة الفرنسية ان زيارة لودريان تعتبر محاولة حاسمة لوضع المسؤولين اللبنانيين امام مسؤولياتهم قبل مباشرة فرنسا ودول اخرى ربما الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا تنفيذ اجراءات ضاغطة ضد مسؤولين وشخصيات لبنانية متهمة بتعطيل تشكيل الحكومة ، لا سيما في ظل صعوبة واستحالة اتخاذ عقوبات جامعة من دول الاتحاد الاوروبي .

 

ويرى المصدر ان الزيارة التي سبقها الاعلان عن عقوبات او اجراءات عقابية حيال المسؤولين عن التعطيل تعتبر اليوم محكا لمسار المبادرة الفرنسية، وهي محطة مهمة قبل تغيير باريس قواعد اللعبة مع الملف الفرنسي.

 

٢- انتظام مفاوضات فيينا المتعلقة بالملف النووي الايراني واحراز الجولة الاخيرة تقدما يمكن البناء عليه ، واعلان الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني عن قرب رفع العقوبات عن طهران وتحقيق تقدم في المفاوضات.

 

٣- وبموازاة اجتماعات فيينا برزت عودة الحوار المباشر بين الرياض وطهران بعد قطيعة طويلة ، وذلك من خلال لقاءين عقدا في الاسابيع الاخيرة في بغداد بين مسؤولين أمنيين كبار من كلا البلدين .

 

وقد تركت اخبار ما جرى ويجري في العاصمة العراقية انطباعا ايجابيا عززه كلام ولي العهد السعودي الايجابي باتجاه طهران وترحيب الحكومة الايرانية بهذا الموقف واعرابها عن اعادة العلاقات وتحسينها مع المملكة.

 

-4 دخول موسكو منذ اسابيع على خط المساعدة من اجل تحسين وتوفير الشروط والاجواء لتسريع تشكيل الحكومة، لا سيما انها قررت منذ اشهر قليلة تعزيز حضورها في لبنان الذي تعتبره بلدا حيويا مؤثرا لدورها ونشاطها في المنطقة لا سيما في سوريا .

 

واللافت في هذا المجال اعراب وزير الخارجية الروسي لافروف عن تفاؤله بقرب حل الازمة الحكومية كما نقل عنه مؤخرا.

 

لكن هذه المؤشرات الخارجية الايجابية لا يوازيها تحول في المواقف الداخلية لا سيما عند الرئيسين عون والحريري باتجاه التهدئة والمرونة في حلحلة العقد التي تحول دون تشكيل الحكومة.

 

ويكشف مصدر سياسي مطلع عن ان التوتر الشديد الذي سجل مؤخرا بين الحريري من جهة ورئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل من جهة ثانية انعكست بوضوح على احاديث واجواء رئيس الحكومة المكلف ، وحصل همس في صفوف بعض المقربين منه والاوساط المحيطة ببيت الوسط انه لم يعد يستبعد بالمطلق الاعتذار، وانه فاتح البعض في هذا الموضوع قبل التطرق اليه قبل ايام مع رؤساء الحكومات السابقين.

 

ويقول المصدر ان الجميع نصحوه بان يستمر في تحمل مسؤولياته، وعندما وصل هذا الحديث الى الرئيس بري كان جوابه انه لا يؤيد الاعتذار ويشدد في الوقت نفسه على وجوب العمل بكل ما يمكن من اجل تشكيل الحكومة باسرع وقت. ولم يتبلغ حزب الله برغبة او ميل الحريري المستجد ، وحرص في الوقت نفسه على عدم التعليق المباشر، لكن احد المسؤولين اكتفى بالقول ان الحزب على موقفه الايجابي من الحريري، لكنه يؤكد في الوقت نفسه على الحوار مع رئيس الجمهورية لانتاج الحكومة في اسرع وقت.

 

وفي هذا الشأن تتجنب اوساط بيت الوسط الحديث عن تعديل في موقف الحريري ، لكن احد النواب المقربين يقول ان هناك قناعة لدى قوى عديدة بضرورة استمرار ه وعدم اعتذاره.

 

وترى مصادر سياسية مطلعة ان فكرة الاعتذار ربما تطرح اليوم بعد ارتفاع وتيرة التصعيد من باب اختبار الاجواء وردود الافعال، وقد تكون محاولة من رئيس الحكومة المكلف لرمي هذه الكرة بوجه الجميع في ظل انسداد افاق تاليف الحكومة.

 

وفي المقلب الآخر لم يسجل اي تطور جديد في موقف بعبدا والرئيس عون الذي تقول مصادر مقربة منه انه ينتظر الحريري لتقديم تشكيلة متكاملة وفق الملاحظات التي ابداها في لقاء بعبدا الاخير ثم على صيغة ال٢٤ وزيرا .

 

والى جانب ذلك يستمر الصراع بقوة بين الحريري وباسيل الذي تجلى على هامش زيارة كل منهما الى موسكو. وحتى اليوم فشلت كل المساعي لعقد لقاء بين الرجلين كانت آخرها مساعي بكركي ثم محاولة باريس التي فشلت في اللحظة الاخيرة بسبب رفض الحريري التجاوب معها وهذا ما ازعج القيادة الفرنسية ووضعته في خانة تصعيب واعاقة المساعي المبذولة لمعالجة العقبات امام تاليف الحكومة .