IMLebanon

الحريري: أنا أمّ الصبي

 

خيراً فعل الرئيس سعد الحريري بأنّه عقد مؤتمراً صحافياً فصارح الشارع كما صارح الرؤساء والزعماء والقيادات جميعاً.

 

الشارع السنّي يعيش حالة غليان وغضب والسبب بكل بساطة التجاوزات التي يقوم بها الوزير جبران باسيل.

 

أولاً وابتداءً- من رفعه شعار «استعادة حقوق المسيحيين» وكأنه يتهم أهل السنّة بأنهم صادروا تلك الحقوق… مع العلم أنّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يقول، منذ اللحظة الأولى لدستور «الطائف»، بالمناصفة، مهما كانت النسبة في التوازن… فأين هي ضائعة حقوق المسيحيين يا جبران؟

 

ثانياً- ثم إنّ ما قام به الوزير باسيل بمطالبة جهاز أمن الدولة بالدخول الى وزارة الخارجية والمغتربين، هو عمل مشين لم يسبقه إليه أحد، متحدياً كرامات كبار الديبلوماسيين والموظفين معتدياً على حقوقهم بما لم يُقدم عليه أحد في تاريخ لبنان الديبلوماسي.

 

ثالثاً- تحدث الرئيس الحريري عن المحكمة العسكرية بصراحة وشفافية ولم يوفر أحداً باتهامه تحيّز هذه المحكمة والتصرّف الأخير لمفوّض الحكومة لديها بأنّه غير مقبول بأي شكل من الأشكال.

 

رابعاً- البلد لا يجوز أن يدار بزلات لسان وسقطات وتسجيلات، ولأول مرة يتحدث الحريري عن «جمّدنا البلد ٩ أشهر حتى تشكيل الحكومة» يعني لم يصادف يوم راحة واحداً من الشحن الذي يستهدفه، وشدّد على المدّة الطويلة لإقرار الموازنة حتى أقرّها مجلس الوزراء، واليوم الله أعلم متى ينتهي إقرارها في مجلس النواب.

 

خامساً- «أنا ذهبت الى قمتي مكة المكرّمة كرئيس حكومة لبنان كله، وتكلمت كرئيس حكومة لبنان كله، والسطر الأول في الدستور يقول إنّ لبنان بلد عربي، وهو إلى ذلك مؤسّس للجامعة العربية… وكان هذا التذكير مفيداً أنه عندما يقف رئيس الحكومة على منبر فهو يتحدّث باسم لبنان، فكم بالحري إذا كان ملتزماً في أقواله بالبيان الوزاري، وقد إلتزم بالنأي بالنفس لأن الذي خرج عن النأي بالنفس «هم الآخرون وليس نحن».

 

سادساً- يجب ألاّ نضع الدول العربية والسعودية في موضع الخصومة، خصوصاً أنه ما من مدينة أو بلدة أو قرية لبنانية إلاّ ونالتها مساعدات من السعودية، وأنّ ما من بيت في لبنان تقريباً ليس له أبناء في السعودية، والأربعة مليارات دولار تحويلات من السعودية تسهم في حلحلة الأزمة الاقتصادية في لبنان، والسياحة في لبنان لا تقوم إلاّ بالخليجيين.

 

سابعاً- في كلامه عن طرابلس وتضامنه معها رفض بقوة الحملة الشرسة على شعبة المعلومات… وطبعاً رفض بقوة أي تهجّم على الجيش والقوى الأمنية كلها.

 

باختصار فإنّ الرئيس سعد الحريري تحدّث، أمس، بمسؤولية وبوطنية وبأسلوب رجل الدولة الرفيع، وبحرص على الوطن وكأنه أمّ الصبي.

 

عوني الكعكي

تصويب

 

ما قلناه أمس حول النظام الايراني لم يكن القصد منه آية الله الخميني وهو المرجعية الدينية التي نحترم ونقدّر، مثله مثل آية الله السيستاني وشيخ الأزهر وقداسة البابا.

 

ع. ك.