IMLebanon

لا عودة للحلف الرباعي بـل تقاطع مصالح داخـلـية وخارجية

 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عودة «الحلف الرباعي» إلى الساحة السياسية مجدّداً في ظل التناغم والتواصل، ومن ثم التوافق على تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة العتيدة من «الثنائي الشيعي» وتيار «المستقبل» والحزب التقدمي الإشتراكي، وقد يصبح سداسياً من خلال «المردة» وحزب الطاشناق وشخصيات مستقلة، ولكن وفق المعلومات المؤكدة، فإن التوافق على الحريري، وأغلب الظنّ تكليفه الخميس المقبل، فذلك لا يعني أن هناك عودة للحلف الرباعي، أو كما يشاع اليوم السداسي، بل تقاطعت وتلاقت المصالح بين هذه المكوّنات السياسية إن على خلفية داخلية، ولاعتبارات إقليمية ودولية.

 

وفي السياق، تكشف مصادر سياسية بارزة، أن إيحاءات دولية وصلت عبر الموفد الأميركي دايفيد شينكر وتلقّفها البعض، بعدما كان على خلاف ومساجلات مع بيت الوسط، وتحديداً رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الذي قرأ المواقف الدولية بإمعان، بعدما تلمّس أن الموفد الأميركي لم يأتِ إلى لبنان فقط لمتابعة مسألة ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل فحسب، بل أعطى الشأن الحكومي مداه خلال لقاءاته واتصالاته مع كل المسؤولين اللبنانيين بما فيهم جنبلاط، وبالتالي، الذي استشفّ أيضاً أن هناك «قبّة باط» خليجية وعربية لوصول الحريري إلى رئاسة الحكومة، وليس الأمر محصوراً بالمبادرة الفرنسية وما أصابها من نتوءات وعدم التزام رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بالتعهّدات أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتنصّل منها، في حين أن جنبلاط، وعلى خط موازٍ يدرك من خلال متابعاته خطورة الوضع الإجتماعي وصعوبته ومعاناة الناس، ويرى بأن أي تعطيل لتشكيل حكومة في هذه الظروف الحرجة، يسبّب المزيد من الكوارث، وبمعزل عن الخلافات والتباينات السياسية والتي عبّر عنها بوضوح خلال حواره المتلفز، فإنه تواصل مع الرئيس الحريري، وأزال طبقة الجليد التي غطّت علاقاته في الآونة الأخيرة، وأكد بأن «اللقاء الديمقراطي» سيسمّي الحريري، بمعنى أن سيد المختارة، وبناء على المعطيات والأجواء التي لمسها خلال زيارته الباريسية، وصولاً إلى استضافته شينكر على مائدة الغداء، مشى بهذه التسوية أو الخطوات التي ستفضي إلى تكليف الحريري، والشروع بالعملية الإصلاحية، كونه يلتقط الفرص ويسير بالتسويات ولو على حسابه.

 

أما، وبالعودة إلى الحلف السياسي الجديد، فتشير مصادر متابعة ومواكبة لحراك هذا الحلف، إلى مرحلة اصطفافات سياسية جديدة مغايرة كلياً عن المرحلة السابقة، إذ بات جنبلاط والحريري مقرّبين من «الثنائي الشيعي» حول ملفات داخلية عديدة، وذلك على الرغم من الخلاف في بعض القضايا الإستراتيجية من سوريا إلى إيران، في حين تجزم بأن «الثنائي المسيحي»، أي «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» التقيا صدفة على عدم تسمية الحريري، وليس ثمة ما يجمعهما حول أي ملف سياسي داخل وخارجي، وفي المحصلة، فإن الإتصالات التي تبذلها بكركي لجمعهما حول طاولة واحدة، فمردّ ذلك يأتي على خلفية حادثة ميرنا الشالوحي، ومن الصعوبة بمكان أن يلتقيا، خصوصاً بعد خطاب رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في ذكرى 13 تشرين، والذي شنّ فيه هجوماً صاعقاً على «القوات اللبنانية».

 

ويبقى، وفق المصادر نفسها، أن الأطراف السياسية، ولا سيما القوى الأساسية، تنتظر الإستحقاق الإنتخابي الأميركي وما يجري في المنطقة من تطورات ليبنى على الشيء مقتضاه، مع العلم أن الخوف يجمع ما بين كل هذه القوى ، من حصول ثورة إجتماعية قريبة في حال لم تقدم على تسهيل عملية التكليف والتأليف.