IMLebanon

حوار الحريري ــ مراد: التشنّج يخفّ بقاعاً

اللافتات التي رفعتها في قرى البقاعين الغربي والأوسط فعاليات محسوبة على تيار المستقبل والوزير السابق عبد الرحيم مراد، مرحّبة بـ»الحوار السنّي ــ السنّي»، تؤشر الى مدى الارتياح الذي تركته مصالحة الرجلين في هذه المنطقة.

الاحتفالان السنويان لتكريم معلمي مؤسسات «الغد الافضل» التابعة لمراد، يومي السبت والأحد الماضيين، شهدا ترجمة لهذه المصالحة تمثّلت في مروحة الحضور الذي لم يقتصر كعادته على مناصري مراد، بل شمل عدداً كبيراً من مؤيدي تيار المستقبل. واللافت في الاحتفالين تغطية مراسلي تلفزيون المستقبل لهما بعدما كان هؤلاء قد توقفوا عن ذلك منذ عام 2005، وهو ما رأت فيه أوساط مراد «مزيداً من الايجابية، ما يعني أن زمن التهميش لقيادات لها وزنها قد ولّى»، وذلك رغم محاولات مستمرة لبعض «الصقور» المستقبليين التعتيم على المصالحة، عبر استثناء منسقية البقاع الغربي دعوة رؤساء بلديات ومخاتير الغربي ومنطقة راشيا من المؤيدين للحوار الى بيت الوسط الثلاثاء الماضي للقاء الرئيس سعد الحريري.

مراد يريد من الحوار وقف التمذهب والمستقبل تعزيزاً للتماسك المذهبي

وأوضح مصدر مستقبلي لـ»الأخبار» أن «منسّقية البقاع الغربي استثنت من يعتبرون جسر تواصل بين جميع الأفرقاء، لعدم إسماع الحريري ايجابيات لقائه مع مراد». ولفت الى أن الحريري استهجن عندما سمع من أحد المخاتير «الصقور» انتقاده للقائه مراد واتهام الأخير بأنه «عميل سوري ومن سرايا المقاومة»!

الى ذلك، شدّد مراد في احتفال السبت على «الحوار والتلاقي مع الجميع بما يعزز العيش المشترك». وأكد أن اللقاء مع الحريري «سبقته لقاءات مع مسؤولين في تيار المستقبل، ونقاط التوافق غلبت على أجواء الاجتماع»، فيما أكّد نجله حسن، في احتفال تكريم معلمي مؤسساته الأحد، أن «مساحة التلاقي مع الرئيس الحريري أكبر من الخلاف». وأضاف: «نقول للجميع لسنا سرايا. نحن مستقلون، ونبني جيلاً سلاحه العلم والمعرفة من خلال مؤسساتنا التربوية، وهذا لا ينفي أننا مع مقاومة العدو الصهيوني وأننا جهة من جهات المقاومة «. وشدد على «أن العروبة ستبقى خيارنا بامتياز وبوصلتنا الدائمة فلسطين، نصادق من يصادقها ونعادي من يعاديها، وإيماننا بعلاقات مميزة مع الشقيقة سوريا، ونؤكد دعمنا للجيش العربي السوري الذي يعمل من أجل وحدة سوريا، ونؤمن أيضاً بعلاقة جيدة مع الأشقاء العرب الذين وقفوا مع لبنان بأزماته، وخصوصاً المملكة العربية السعودية».

مصادر متابعة قالت إن حوار مراد ــ الحريري يحتاج الى تذليل بعض التساؤلات عند مؤيدي الفريقين، إذ إن الأول «يعتبر الحوار السنّي ــ السنّي تعزيزاً لموقف السنّة القومي والعروبي، ولوضع حدّ للتمذهب، فيما يرى فيه التيار الأزرق تعزيزاً للتماسك المذهبي».