IMLebanon

الحريري وجّه صفعة لـ«المشبوهين»

من يراقب الاداء السياسي لرئيس الحكومة سعد الحريري يخلص الى القول: «الولد سر ابيه» بعدما نجح في احتواء اللغط الذي واكب ما تردّد عن «استدعاء» قائد الجيش العماد المغوار جوزيف عون الى السراي الكبير على خلفية عملية «قض المضاجع» التي نفذتها وحدات من الجيش اللبناني في مداهمة مخيمي النور والقارية في جرود عرسال والتي كانت حصيلتها تفجير 4 انتحاريين انفسهم في مواجهة القوة المداهمة موفرين بذلك على اللبنانيين 4 مجازر كانت ستحصل لو قيض للارهابيين الوصول الى اهدافهم المرتقبة في بلدات ومدن لبنانية، لا سيما لجهة الموقوفين الاربعة الذين ماتوا قبل التحقيق معهم بسبب امراض مزمنة ما دفع جهات مشبوهة ومعروفة الى التشكيك بأسباب الوفاة بدعم من حقوقيين هم ابعد الناس عن الحق ووسط تهويل بأن الدول المانحة معنية بجلاء اسباب الوفاة، والتهويل ايضا بأن الادارة الاميركية بصدد اعادة النظر بنظام المساعدات للجيش اللبناني.

وتقول اوساط مقربة من الحريري ان طلبه الاجتماع مع العماد عون يرافقه وزير الدفاع يعقوب الصراف فسرّه البعض انه لضرب هيبة المؤسسة العسكرية من جهة والتحريض عليها من جهة اخرى الا ان هذا البعض اصيب بخيبة امل كبرى خصوصا وان الحريري اعلن ان «الدعم السياسي للجيش اللبناني هو دعم غير مشروط مؤكدا ان قيادة الجيش تحرص دائما على المدنيين قبل ان يتكلم اي شخص عن هذا الموضوع والمؤسسة العسكرية لا تشوبها اي شبهات ومن يحاول ان يصطاد في الماء العكر «فليخيط في غير هالمسلة».

وتشير الاوساط نفسها الى ان موقف الحريري اعاد الى الاذهان موقف والده الشهيد رفيق الحريري في العام 2000 يوم تعرض الجيش اللبناني لكمين اقامه التكفيريون من جماعة «التكفير والهجرة» الذي قاده آنذاك بسام الكنج الملقب «ابو عائشة» بهدف اقامة امارة اسلامية في جرود الضنية وسقط للجيش دزينة من الشهداء، فقد  سارع يومذاك الشهيد الحريري لزيارة قيادة الجيش ايام العماد ميشال سليمان واعلانه دعمه للمؤسسة العسكرية وكان في تلك الفترة خارج رئاسة الحكومة يوم تم اقصاؤه لصالح الرئيس سليم الحص في عزّ صراع الحريري مع الرئيس اميل لحود.

وتقول الاوساط المقربة من الحريري، ان الجهات التي غالبا ما سعت الى الايقاع بين «تيار المستقبل» والمؤسسة العسكرية معروفة بالاسم وتتلطى بعباءة الدين كون الانفتاح والاعتدال لدى التيار الازرق لا يتناسب مع التطرف والتكفير الذي تعمل على ارسائه في الشارع السني، ولا عجب ورود اسماء بعض المشايخ في جلسات المحكمة العسكرية على لسان متهمين بأنهم غرّر بهم للالتحاق بصفوف التيارات التكفيرية «كداعش» و«النصرة» من قبل هؤلاء.

ولم يزدهر الفكر التكفيري في الشارع المذكور، الا عندما تعرّض الحريري لانتكاسات معروفة ادت الى مغادرته رئاسة الحكومة والبلد في آن لاسباب وصفت آنذاك بأنها امنية.

ولعل اكثر ما اثار حفيظة الجهات المشبوهة عام 2007 تضيف الاوساط، وقوف «تيار المستقبل» الى جانب المؤسسة العسكرية في معارك نهر البارد ايام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة يوم حاول شاكر العبسي اقامة «امارة اسلامية» في الشمال بعدما نجح في اختطاف مخيم «نهر البارد» وكذلك الامر في آب من العام 2014 يوم هوجمت المواقع العسكرية للجيش اللبناني في عرسال يوم استشهد الضابط نور الدين الجمل وخطف العسكريون من قبل «داعش» و«النصرة» فقد سجل المراقبون حركة مريبة للجهات المشبوهة نفسها دخلت على الخط تحت عنوان الوساطة بينما الشهيد الجمل هو شقيق العميد المتقاعد محمود الجمل احد ابرز القياديين في «تيار المستقبل« في بيروت، وما يثبت ان الجهات المحرضة على الجيش تلقت صفعة من «تيار المستقبل» ان الوفد الذي سيرافق الحريري خلال الشهر الجاري الى واشنطن يضم قائد الجيش العماد عون الى جانب وزير الخارجية جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وان التهويل بإعادة نظر واشنطن بالمساعدات العسكرية للجيش يبقى في خانة تمنيات الجهات المشبوهة على حدّ قول الاوساط، بينما الحقيقة عكس ذلك وان الحريري يسير بثبات على خطى ابيه بدعم المؤسسة العسكرية على خلفية المقولة:

«وطن لا يحميه سلامه تستباح ساحته» وكان الجيش وسيبقى حصرماً في عيون المشبوهين.