IMLebanon

الحريري سيخوض معركة الفرعية في طرابلس لاعادتها الى عباءته

 

بعد إبطال نيابة ديما جمالي والاستعداد للانتخابات الفرعية في طرابلس، يبدو ان الطامحين لحجز مقعد نيابي في عاصمة الشمال كثر، وإن لم يعلنوا بعد حقيقة ما يجري، إلا ان الكل في انتظار الكل، على الرغم من ان نيابة جمالي باتت مضمونة لدى تيار المستقبل وفق النظام الأكثري، وفي ظل معلومات عن تحالف مرتقب بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، فيما تتواصل الاتصالات والمفاوضات في شأن المقعد النيابي المذكور، بين كافة القوى السياسية الموجودة في طرابلس.

 

الى ذلك تشير مصادر تيار المستقبل الى ان إعادة المقعد مهم جداً لديهم، لانه حق لهم، وبالتالي فإن الرئيس الحريري سيخوض المعركة من طرابلس تحديداً، ضمن خطة تحرّك بمشاركة وجهد منسقيات التيار في كل لبنان، من دون ان تستبعد حصول توافق او حدوث معركة انتخابية، لان كل الاحتمالات مفتوحة عادة وفي اي انتخابات. لكنها اكدّت في الوقت عينه بأنها ستخوض هذه المعركة لإعادة الاعتبار لتيارها، من الناحيتين السياسية والشعبية في عاصمة الشمال، وبالتالي لتوجيه رسالة للخصوم بأنهم غير قادرين على إضعاف التيار في طرابلس، كما لا يجوز خسارة مقعد نيابي للتيار، لاننا سندخل في لعبة التوازنات في مجلس النواب.

 

اما فيما يتعلق بجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية – الأحباش فهم أكثر المعنيين بالمعركة، لانهم الجهة الطاعنة بعد سقوط مرشحهم طه ناجي، اذ سيشاركون من جديد، وهم بصدد التشاور مع فريق 8 آذار لإتخاذ قرار إدارة معركتهم، لكنهم في انتظار إعلان ميقاتي عن قراره، اي رفض او قبول التحالف مع الحريري.

 

وعلى خط النائب فيصل كرامي والوزير السابق اشرف ريفي، فالتريث سيّد الموقف لديهما، لان الوقت لا يزال يسمح لهما بالتحضير اكثر فأكثر، قبل إعلان موقفهما النهائي في هذا الاطار.

 

في غضون ذلك ينقل بعض اهالي طرابلس نقمتهم الشديدة على جميع القوى السياسية في المدينة، ويؤكد معظمهم عدم رغبته في المشاركة في الانتخابات الفرعية، لانهم يتوقون الى حقوقهم التي ُسلبت منهم، والى العمل ولقمة العيش لان المدينة تعاني الفقر والجوع والبطالة، اذ مرّت سنوات تحولوا خلالها الى وقود لمعارك القوى السياسية النتاحرة سياسياً وعسكرياً، وجرى إستغلال فقرهم للاستحواذ على أصواتهم الانتخابية في المرحلة الماضية، اما اليوم فالشعب غاضب خصوصاً بعد إقفال مكاتب الخدمات مع قلة المساعدات، وعدم تأمين فرص عمل وكل هذا يدعونا الى إعلان مقاطعتنا للانتخابات لاننا غير مُبالين بها، وهذا يعني بأن نسبة الاقتراع ستكون متدنية جداً. لافتين الى ان مدينتهم عاشت لأكثر من خمس سنوات حالة من الفلتان الأمني، أثّرت على كل نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وهي ما زالت لغاية اليوم تعاني التداعيات الكارثية لتلك الأحداث، من خلال فقدانها طاقاتها الشبابية في المعارك او عبر دخولهم السجون، فدفعوا الاثمان الباهظة جرّاء سياسة بعض زعمائهم، مع الاشارة الى ان دراسات البنك الدولي صنّفت طرابلس المدينة الأكثر فقراً على ساحل البحر المتوسط، في ظل احصاءات بأن اكثر من نصف سكانها يعيشون تحت خط الفقر.