IMLebanon

إستقالة الحريري غيّرت «أولويّات» زيارة الراعي الى السعوديّة

 

رغم كل الضغوط و«الحملات» الضمنية التي تعرض لها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لثنيه عن زيارة السعودية، نظرا لحساسية الموقف بعد التطورات الاخيرة، حط البطريرك الماروني رحاله في الرياض في يوم طويل حافل بالمحطات التي لكل منها اهميتها ودلالاتها، قبل ان يحمل معه الى الفاتيكان نتائج تلك الزيارة في زمن الانفتاح السعودي الذي بدأ مع زيارة العاهل السعودي لعاصمة الكثلكة ولقائه البابا.

فبين بعبدا مقر رئاسة الجمهورية وقريطم حيث مبنى السفارة السعودية، التي قررت على ما يبدو تأجيل ايفاد سفيرها الجديد الى بيروت، تتقاذف الاطراف السياسية كرة الاستقالة الحريرية ومصير الشيخ المغيب، فيما يقف بينهما رأس الكنيسة المارونية الذي يبدي امام المقربين منه تشاؤمه من الاوضاع ومآلاتها في حال استمرت المقاربات ذاتها للازمة في ظل سقوط التسوية الرئاسية مع انفراط عقد التحالفات التي قامت على اساسها،وعودة البلاد الى الاصطفاف السابق.

وفيما علم أن دولة الامارات سحبت دعوة كانت وجهتها لوفد لبناني لحضور أحد المؤتمرات التي تقام في دبي، عشية سفر الوفد الى دبي، بحجة أنه غير مرغوب بهم في الإمارات، تحدثت بعض المعلومات عن اتصالات من رجال اعمال لبنانيين مقيمين في السعودية مع عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية والكنيسة لحث البطريرك على تلبية الدعوة الملكية للوقوف على حقيقة ما يحكى عن لوائح ترحيل بحق لبنانيين تم اعدادها، والحصول على ضمانات بهذا الخصوص، في الوقت الذي لوحظ غياب بعض رجال الاعمال المحسوبين على التيار الوطني عن السمع وعلى الشاشة ونأيهم بنفسهم عن الازمة مفضلين الابتعاد حاليا بانتظار جلاء الصورة.

مصادر مسيحية شاركت في التحضير للزيارة افادت الى ان الظروف المستجدة اكسبت الزيارة التاريخية المنتظرة اليوم للبطريرك الراعي بعدا جديدا، اذ ان استقالة الحريري وما رافقها من تداعيات غيّر الكثير في طبيعة الزيارة ودلالاتها، بعدما بات لقاء الشيخ سعد بأهمية لقاء الملك سلمان، معتبرة ان البطريرك سيحمل معه الهم اللبناني وليس المسيحي وسيطرح امام الملك بحضور ولي العهد المخاوف التي تراكمت خلال الايام الماضية،

وكشفت المصادر نفسها ان البطريرك الراعي سيستقبل استقبال رؤساء الدول لجهة الحفاوة، متحدثة عن «مفاجأة سعودية» توازي باهميتها ومعناها الزيارة بحد ذاتها، مشيرة الى ان هدف المملكة من الزيارة واضح وهو ايصال رسالة لكل من يعنيهم الامر وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية وحزبه حول اهمية الدور المسيحي في لبنان عموما والموارنة خصوصا منذ قيام الدولة، وان شيئا لن يثني الرياض عن دعمها واحتضانها للبنان، كما كانت دوما وهي اصرت على ايصال تلك الرسالة عبر البطريرك الماروني.

ورأت المصادر ان بكركي لطالما كانت الشريك الاساسي للمملكة في كل الحلول التي طرحت للبنان، سواء كانت مباشرة ام بالواسطة، وان تكريم المملكة اليوم للبطريرك ليس سوى شكر على كل التعاون الذي قام بين الطرفين طوال الحقبة الماضية، وعلى استقبالها للملك المؤسس على ارضها عام 1953، مبدية كل الاحترام والتقدير لسيد بكركي الذي تعرض للكثير من الضغوط لثنيه عن تلبية الدعوة، كما تعرض في 1990 البطريرك السابق لحملة تخوين لثنيه عن السير في تسوية الطائف.

واكدت المصادر ان البطريرك الماروني سيسمع من الملك ما كان سبق للاخير ان قاله خلال زيارته لروما حيث حاز يومها لبنان ومسيحيوه على حيز هام من المشاورات وكان هناك اتفاق على دور لبنان الرسالة في المنطقة كما جاء في الارشاد الرسولي الذي تدعمه السعودية وتؤكد على روحيته كقاعدة للحوار المسيحي الاسلامي في المنطقة، معتبرة ان الراعي لن يدخل في زواريب السياسة الضيقة انما سيقارب الملفات من منطلق وطني،وقد تكون مواقفه التي اطلقها من واشنطن السبب الاساس وراء «نقزة» البعض من تلك الزيارة، خاصة ان البعض خرج ليقول انها جاءت تمهيدا لتلك الزيارة.