IMLebanon

هل أضحت «حميميم» عاصمة سوريا؟!  

 

لفتتنا زيارة الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين الى قاعدة حميميم العسكرية الجوية الروسية بدلاً من أن يتوجّه الى دمشق العاصمة، وهذا لم يسبق أن حصل في عهد أي رئيس سابق في سوريا أن يحط رئيس جمهورية ضيف في قاعدة عسكرية ليوافيه الرئيس السوري إليها… ولكنه حدث مع بشار:

 

1- وهذه ليست المرة الأولى التي يتوجه بشار الى حميميم… فقبل أشهر توجّه الى تلك القاعدة وكانت ترافقه سبع سيارات، فمنع الجميع من الدخول باستثناء سيارة بشار وحدها.

2- في توقف بوتين في القاعدة واستدعاء الأسد نوع من الاستخفاف… فأين السيادة السورية على الأرض السورية؟

3- يفترض بالرئيس الزائر أن يتوجّه الى القصر الجمهوري وليس الى القاعدة.

4- الصور التي نشرت عن الزيارة بدا فيها بوتين بين جنرالاته ووراءه يقف الأسد، وهذه إهانة كبرى… لا نظن أنّ أي رئيس يقبلها حتى في مجاهل أفريقيا.

5- يبدو في الصورة بشار يحاول مع أحد مسؤولي البروتوكول التقدّم الى مساواة خطوات بوتين الذي لم يعره أي اهتمام، بل كان ماضياً في سبيله يتحدّث الى ضبّاطه. (ونظراً لضيق المجال في الصفحة الأولى حوّلنا الصور الى صفحة العربيات والدوليات »١٥«).

6- لا يمكن مقارنة هذه الزيارة الى سوريا بأي دولة، خصوصاً أنّ بوتين توجّه من سوريا الى مصر حيث التقى رئيسها عبدالفتاح السيسي قبل أن ينتقل مساء الى تركيا.

7- والواضح أنّ بوتين يتصرّف وكأنّه ولي أمر بشار ووصي عليه، ما يذكرنا بالاستعمار القديم، وكأننا عدنا الى عصر الإستعمار وسوريا باتت مستعمرة روسية… فيما بشار لم يقم أي احترام لرمز الرئاسة السورية التي كانت مهابة أيام والده الراحل حافظ الأسد.

8- أمّا تصريح بوتين في أنقرة عن اقتراب موعد التسوية في سوريا… فالملاحظ أنّه لم يدلِ به في سوريا! وهذه أيضاً دلالة إهمال وعدم اهتمام ببشار.

كلمة أخيرة… هل هذه سوريا التي عرفناها، التي في العام 1973 شنّت حرباً على إسرائيل وانتصرت فيها؟

هنا حصرنا كلامنا بالدور الروسي، ويمكن الحديث عن أدوار إيران و»حزب الله» و»الحشد الشعبي»… ولم يعد أحد يتحدّث عن الدولة السورية وعن الشعب السوري… وهذا كله بسبب تمسّك بشار بالكرسي وارتكابه مسلسلاً طويلاً من الأخطاء والرعونة.