IMLebanon

حسن «زميرة» نصر الله  

ظهر مندوب الحرس الثوري الإيراني في لبنان حسن نصر الله أخيراً منكسراً مخذولاً متلعثماً، وهو يلقي كلمته على الهواء لاستعطاف العالم على العصابات الحوثية المجرمة بحق اليمنيين، والتي انهارت حصونها تحت نيران الصقور السعودية في عملية «عاصفة الحزم».

نسي نصر الله قبل أن يلقي كلمته الذليلة بتمسكن الثعالب أن يمسح دماء أطفال سورية والعراق العالقة في لحيته، لكنه لم ينسَ أن يؤكد إيمانه العميق بأن مرشد الثورة الإيرانية خامنئي «ولي أمر المسلمين» في تناقض صارخ ومضحك بين ما يدَّعيه من عدم تبعية حزبه لنظام طهران وبين ما يفعله من جرائم في لبنان وسورية والعراق لخدمة المشروع الإيراني وبالسلاح الإيراني أيضاً.

في عام 2008 وجَّه نصر الله «الممانع هيك وهيك» سلاحه إلى صدور اللبنانيين فخسر آخر مخدوع به، حتى أصبحت أشهر تسميه له في بلده وبين جيرانه «حسن زميرة»؛ لأن الخطابات الرنانة التي كان يلقيها للتشدق بـ«الوعد الصادق» و«النصر الإلهى» لم تعد قادرة على دغدغة مشاعر الضحايا وتحولت إلى «تزمير» يسبب لهم الصداع، وهو المنهج ذاته الذي سلكه «الحوثي» في اليمن عندما وجَّه فوهات المدافع الرشاشة إلى صدور اليمنيين الأبرياء، مستغلاً ضعف الدولة، وخيانات بعض القيادات التي اشتراها بالتومان الإيراني، ويبدو أنه صدّق بحق أن بإمكانه تكرار تجربة «التزمير الحزبلاوي» في صنعاء، وهو ما يمكن وصفه بحلم إبليس في الجنة، فلا جبال اليمن قابلة ثقافياً وتاريخياً وجغرافياً أن تصبح امتداداً لجبال زاغروس في إيران، ولا الشعب اليمني العربي الأصيل مستعد لنزع هويته وارتداء الهوية الفارسية تحت مظلة استيراد ثورة الملالي.

عصفت «عاصفة الحزم» خلال أيام بأحد أركان مشروع طهران في المنطقة، فتداعت الأركان الأخرى للتباكي عليه، كما فعل «سيد التزمير» في كلمته المصورة، لكن ذلك لن يغير شيئاً على أرض الواقع، فاليمن ستعود لليمنيين، وكذلك ستعود سورية لأهلها، لأن فقاعة الوهم بالقوة الإيرانية التي خُدع بها العالم طوال سنوات انفجرت، وكشفت بكل جلاء عن مشروع هزيل غير قادر عن الصمود والتوسع إلا في إطار الخيانات المحدودة وشراء الولاءات الموقت في بقعة هنا أو هناك وسرعان ما تعود الأمور إلى نصابها وكأن شيئاً لم يكن.

جنون «نظام الملالي» الذي يعيث فساداً اليوم في العراق وسورية ولبنان ويخسر في اليمن لم يكن ليستمر حتى هذه اللحظة لو أنه قوبل بحزم منذ بدايته، هو جنون دفع ثمنه قبل السوريين والعراقيين واليمنيين واللبنانيين الشعبُ الإيراني نفسه، دفع ثمنه من مقدرات وطنه واقتصاده لإشباع هوس بعض المضطربين الحالمين بإحياء الموتى من خلال إعادة الإمبراطورية الفارسية التي دفنها غبار التاريخ ولم يُبق لها أثراً إلا في جماجم مجانين الحرس الثوري.

سيستمر نصر الله بـ«التزمير»، وسيحاول الحوثي أن يزمر من تحت الأنقاض، وكذلك سيزمر من خلفهما نظام طهران، لكن كل هذا الإزعاج لن يستطيع إنعاش المشروع الإيراني الذي دخل مرحلة الاحتضار الأخير.