IMLebanon

هل يقبل المسلمون بإهانة رئيس الحكومة؟  

 

 

القرار، او مذكرة الاحضار، التي أصدرها القاضي فادي بيطار بحق رئيس الحكومة السابق حسان دياب يجب التوقف عندها، فمن الناحية القانونية يجب التوقف عند بعض الملاحظات:

 

أولاً: حسب المذكرة يجب جلب المستدعى عليه قبل يوم من جلسة الاستجواب مخفوراً، ما يعني أن يؤخذ الرئيس دياب بالقوة وينتظر في النظارة يوما كاملاً قبل استجوابه.

 

وكانت مذكرة الاحضار الأولى تحمل – وبكل وقاحة – عنوان السراي الحكومية، ما يعني ان القاضي بيطار مصرّ على اهانة دولة رئيس الحكومة.

 

المذكرة الثانية أصدرها بيطار بعد سفر الرئيس السابق حسان دياب الى الولايات المتحدة ليجتمع بأولاده الذين يعيشون هناك. والجدير ذكره أنه أعلن قبل سفره انه عندما تتشكل حكومة فسوف يسافر الى أميركا.

 

الاهانة الثانية أي مذكرة الاحضار الثانية ارسلت الى «عنوان منزله في تلة الخياط».

 

باختصار، هناك اصرار من القاضي بيطار على اهانة رئيس الحكومة، وهذا بحد ذاته جريمة، لا يمكن لأي مسلم القبول بها او السكوت عليها.

 

وأنا هنا أسأل سماحة المفتي: ما هو رأيه وموقفه مما يحصل؟

 

ثانياً: ما هو رأي وموقف روساء الحكومات السابقين؟ وماذا سيفعلون؟

 

ثالثاً: ما هو رأي وموقف النواب المسلمين بتصرف القاضي بيطار؟

 

أما إذا كنتم تريدون ان تعرفوا لماذا يتصرف البيطار هكذا؟ فإن علينا ان نتذكر ان الذي عينه هو المحامي والوزير السابق سليم جريصاتي، الذي هو في الحقيقة الممثل الشخصي للصهر العزيز، والخبير في تركيب «الطرابيش» القانونية والتي لا تخلو من الحقد والغيرة والحسد والانتقام. هذا الرجل عنده عقدة من «طوله» إذ يظن أنه أهم وأكبر وأطول من كل الناس، والمصيبة ان كل أعماله محصورة بالشر والانتقام.

 

وقد ثبت بالوجه الشرعي ان معظم القرارات والتصرفات التي ارتكبها فخامة الرئيس كانت بإيحاء وتدبير من المستشار، وهنا لا بد ان نذكر الرسالة الاولى للمجلس النيابي والرسالة الثانية، والأسوأ الرسالة التي أرسلها مع دراج الى منزل الرئيس سعد الحريري. كل هذا غير مألوف وغير طبيعي ويقال إن فيه الكثير من «قلة الأدب» وأصول التعامل، خاصة بما يختص بالعلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

 

أما رد المجلس النيابي في المرتين، فكان صفعة في وجه الرئيس. لكن على ما يبدو ان الأخير فقد حاسة الإحساس إذ إنه لا يعلم ماذا يجري حوله.

 

بالعودة الى القاضي بيطار، نريد ان نتوجه إليه ببعض الأسئلة:

 

أولاً: هل يعلم القاضي بيطار ما هي أصول المحاكمات بالنسبة للرؤساء والنواب، وان هناك محكمة خاصة لهذه القضايا؟

 

ثانياً: هل يعلم القاضي بيطار ان  رئيس الحكومة هو رئيس كل الأجهزة الأمنية، وبالتالي كيف سيتجرأ أي جهاز أمني ان يرسل أي عنصر لجلب رئيس الحكومة؟

 

ثالثاً: لماذا لا يريد ارسال مذكرة جلب بحق رئيس الجمهورية أيضاً بالرغم من ان فخامته وبتدبير واتفاق بينه وبين المحامي جريصاتي وبين القاضي بيطار كان قد أصدر كتابا يقول فيه انه يضع نفسه بتصرف القضاء، وانه مستعد للاستجواب.

 

السؤال هنا: ما هو رد القاضي بيطار؟

 

باختصار هذا كله معروف ومخطط له. فهناك نية للانتقام من الطائف، لأن فخامته يعتبر ان الطائف هو الذي جعله يهرب بالبيجاما من قصر بعبدا تاركاً زوجته وبناته الثلاث.

 

أخيراً أطالب سماحة المفتي ورؤساء الحكومات السابقين والنواب والفاعليات الاسلامية ان تأخذ موقفاً واضحاً وصريحاً لاعادة الأمور الى نصابها، وكف يد هذا القاضي الذي جاء به الصهر، للانتقام من الذين لا يحبونه، والمصيبة ان أكثرية اللبنانيين يكرهون الصهر وقد أثبتوا ذلك في دورتين انتخابيتين سابقتين.