IMLebanon

فشل وتنازلات… لكن «الكورونا» أنقذته…  

 

 

نعم، لولا «الكورونا»، لما بقيَت هذه الحكومة 10 عشرة أيام، ولكنّ الحظ، عندما يلعب دوره فما من أحد يستطيع أن يقف أمامه.

 

ذكرتني كلمة الحظ، بالمغفور له الرئيس شفيق الوزان، الذي قال لي في أحد الإفطارات في فندق السمرلاند: ما رأيك يا أستاذ، لأول مرة في تاريخ لبنان يتغيّر رئيس الجمهورية، ويبقى رئيس الحكومة، فالمفروض هو العكس… أجبته بسرعة وبعفوية: يا دولة الرئيس، الحظ يلعب لعبته فهناك مثل يقول «حظ أعطيني وفي البحر إرميني».

 

يا دولة الرئيس لا تقل إنك حققت 97 ٪ من مشاريعك، فهنا لا بد من التذكير بالأمور التالية:

 

أولاً: تقول إنك حققت كما ذكرنا 97 ٪ من مشاريع الحكومة. سؤال بسيط: ماذا فعلت بالنسبة لارتفاع الدولار أمام العملة الوطنية؟ طبعاً الجواب سلبي جداً، فهل هذا هو إنجازك الاول؟

 

ثانياً: أطلقت على حكومتك «حكومة خبراء وإنقاذ» فلنبدأ بالخبراء، فلماذا استعنت بشركات عالمية لتسألها عن رأيها بالنسبة لليوروبوند، هل ندفع أو لا ندفع. يا دولة الرئيس أريد أن أبسّط الأمور عليك، تصوّر أنك استدنت من جارك ألف دولار، ووعدته عندما استدنت منه، أنك ستسدّد له المبلغ في تاريخ محدّد، وجاء يوم السداد وأنت لا تملك المال لتسدّده، فماذا تفعل؟ هل تشتم جارك الذي تفضّل عليك وأقرضك في وقت الضيق؟ أم تقول له لا أريد أن أدفع، أم تقول له يا جار أرجو أن لا تؤاخذني، فظروفي صعبة ويمكن أن تصبر عليّ.

 

يا دولة الرئيس حكومة الإنقاذ، ليست بحاجة أن تدفع الملايين من أجل استشارة أنت لست بحاجة إليها.

 

ثالثاً: في الوقت الذي يسعى حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، لكي يمدّد انفجار الأزمة و»يشتري» الوقت، وهو الذي ترك اللبنانيين يعيشون نعمة الاستقرار المالي لمدة 27 سنة. بالرغم من أنّ الإدارة السياسية للبلد هي التي يجب أن تُـحاسب، فأنت فوراً ومن دون أي تفكير ألقيت باللوم على حاكم مصرف لبنان، وبعد فشلك طلبته واجتمعت معه ليلاً كي تطلب منه مساعدة الحكومة في لجم ارتفاع الدولار أمام الليرة، فكان ذا خلق رفيع ومهذباً وفضّل مصلحة الوطن على مصلحته، فوعد وإن شاء الله سينفّذ.

 

رابعاً: ماذا فعلت بالكهرباء التي سببت خسارة 46 مليار دولار أي نصف الديون المترتبة على الدولة؟

 

طبعاً، لا شيء. ولولا دولة الرئيس نبيه بري ووزراؤه في الحكومة، لكانت فضيحة معامل سلعاتا قد صدّقت. وأرجو أن تكون قد اطلعت على كتاب سيزار أبي خليل عام 2017 حين كان وزير الطاقة يومذاك، كان يطلب من مدير عام الكهرباء كمال حايك شراء 200 ألف متر مربع، في سلعاتا بـ1000 ألف دولار للمتر، يعني يطالب بـ207 ملايين دولار، من دولة مفلسة ليدخلها جيوب حكام «الخاصة»؟ فهل هذا ضمن الإنجاز أيضاً؟

 

خامساً: معالي نائب رئيس الحكومة، الله يحميها، وبسبب عاطفتك على جنس حوا، أعطيتها مجموعة من المكاتب، ومكاتب أخرى لفريق عملها، وأنّ من يدخل الى القصر الحكومي يظن أنّ رئيس الحكومة هو السيدة الوزيرة، وهنا لا أعرف ماذا أقول، لم يُعْطَ أي رئيس حكومة تنازلاً عن صلاحياته كما تفعل أنت؟ فلماذا تتنازل؟ لست أدري وهذا إنجاز آخر.

 

سادساً: أما الإنجاز الأكبر في سلسلة إنجاز حكومتك، حكومة النجاح 97 ٪، فهو أنك انتقلت من منزلك في تلة الخياط الى القصر الحكومي، ومعك كل عائلتك، أنا أفهم ذلك، حساباتك غير حسابات الآخرين، أنت جئت الى هذا الموقع بالصدفة، وباختيار جهة متخصصة في تفشيل رؤساء الجمهوريات. إنّ أسوأ مُخَطِط إجرامي في لبنان هو أنه يعطيك التعليمات، ويقول لك ماذا تفعل، وكأنك لا تعرف المثل الشعبي: «إلحَقْ البوم يدلك على الخراب» وهذا ما تفعله.

 

من ناحية ثانية انهم أوصلوك الى هذا الموقع، هذا الوصول الذي لا يمكن أن يتكرر، لذلك انتهزت هذه الفرصة مع وجود تفكير آخر هو انك تريد أن تقلّد الرئيس فؤاد السنيورة الذي بقي في القصر الحكومي سنة متحدّياً «حزب الله» وأنصاره الذين كانوا يريدون احتلال القصر، ولكن يا دولة الرئيس الأمور تغيّرت. فأنت تريد أن تقلّد الرئيس السنيورة مع تبدّل الأحوال… فشكراً لـ»كورونا» التي أنقذتك، وما تمّ هنا هو أيضاً من إنجازات حكومة 97 بالمئة نجاح.

 

عوني الكعكي