IMLebanon

عندما يُغيّر حسن نصر الله أقواله

 

 

محزن حال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، حوّل الرّجل نفسه إلى طُرفة على لسان الصغير والكبير باستثناء «جمهوره» الذي يعتقد فيه «العصمة»، وعلى قدر تفاهة الحديث عن «زرع البلاكين» الذي أصبح نكتة اللبنانيين والمنطقة، لا بُدّ من الإشارة إلى أخطر ما في كلام نصر الله أنّ الرّجل بكلّ المستشارين وجهاز الشّورى بظهره لا يعرفون أن يفرّقوا بين «الزّرع عالبلاكين» و»الأمن الغذائي» لشعب ما، ومع هذا ما يزال يصدّر نفسه للكلام باعتبار أنّه يفهم في كلّ شيء على طريقة «نيللي» في فوازير «أم العرّيف»!!

 

المهمّ، ليس هذا ما نريد أن نتحدّث عنه في هذا الهامش، بل نريد أن نتحدّث عن «الأمين العام» و»السيّد» «صاحب العمامة» والذي يعتبره جمهوره «لا يأتيه الكذب من بين يديه ومن خلفه» ويعتقدون مخلصين «الصدق عالعمياني» في أي كلمة يقولها، حتى هو يعتقد هذه الصفات في نفسه إلى درجة أنّه ينسى أقواله السابقة الموثّقة تلفزيونياً وفي خطابات «مركزيّة» عاشورائيّة، هذه «سقطة» لا تغتفر على الأقل للمجموعة المنوط بها التحضير وجمع المعلومات لخطابات السيّد، بعض الأخطاء تكون قاتلة لمن يطرحون أنفسهم مقدّسين!!

 

خرج علينا حسن نصر الله أمين عام حزب الله ليقول لنا أنّه سيحاول أن يكون إيجابياً ما استطاع، فتح الآفاق وتراجع عن أقواله في موضوع التوجّه شرقاً وموضوع تغيير وجه لبنان ونفى سعي حزبه لتغيير هويّة لبنان، وأن هناك «صديق» إسمه إيران جاهز ليبيعنا «النفط» بالليرة اللبنانيّة، كل هذه «الدّيباجة» التي ألقاها «تقيّة» في وجوهنا، لم ينتبه «الإخوة في حزب الله» من حوله أنّه في يوم التاسع من محرّم العام الماضي وقف ليخطب ويصرخ ويزمجر في وجوه اللبنانيين عن لحظة «حسم الخيارات» وأنّه «يا مع محور أميركا وحلفائها من الأنظمة العربيّة..  يا مع إيران وحلفائها»، خانت الذاكرة أمين عام حزب الله، منذ العام الماضي قرّر الرّجل أنّه على الشعب اللبناني أن يكون في «محور المقاومة»، حتى نائبه ـ بلا زغرة فيكن ـ الشيخ نعيم قاسم خلال فترة تشكيل الحكومة خرج على اللبنانيين وخيّرهم أيضاً «إمّا أن يكونوا مع حزب الله وإما هم مع إسرائيل»!!

 

هذه «التقيّة» يحفظها اللبنانيّون عن ظهر قلب، تقيّة «السيّد حسن» دينه ودين آبائه ولا دين لمن لا تقيّة له، وسيتحمّل اللبنانيّون مسؤوليّة عدم زرع بلاكينهم بمحصول كافٍ من القمح والأرز والفول والعدس والشعير وقصب السكّر والشمندر السكّري متى وقعت المجاعة!!

 

حان الوقت

 

ليردّ اللبنانيّون على ترّهات سوقهم إلى المجاعة بتظاهرات لبنانيّة جديّة عند أبواب سفارات العالم تطالب بإنقاذهم من حالة اختطافهم المستمرة منذ 40 عاماً، وتطالب العالم ومجلس الأمن بتطبيق قراراته وعلى رأسها القرار 1559 والقرار 1701، تظاهرة بوضوح شديد ضدّ سلاح حزب الله المتسلّط على رقاب اللبنانيين والدولة اللبنانيّة وسيادتها ومصادرة الرئاسات الثلاث ودور مجلس الوزراء مجتمعاً في اتخاذ قرارات السّلم والحرب ورهنها للأجندة الإيرانيّة وتسليم مصير اللبنانيين بوضع هذه القرارات في يد الوليّ الفقيه علي الخامنئي!!

 

هذا المشهد تحديداً هو الذي يخشاه حزب الله، وهو الّذي هدّد اللبنانيّين خوفاً منه في 8 آذار العام 2005، ومجدداً نستعير ما سبق وأوردناه في مقالٍ سابق، بأنه من المفيد أن نتذكّر بتأمّل شديد تلك اللحظة في 27 كانون الأول من العام 2013، عن

 

دما قُتلت ظلال حزب الله محمد شطح في انفجار سيارة مفخخة بعد تغريده في 26 كانون الأول قبل يوم من مقتله: «حزب الله يهوّل ويضغط  ليصل إلى ما كان النّظام السّوري قد فرضه لمدة 15 عاماً: تخلّي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية»… وللأسف لقد وصل!!