IMLebanon

دخل الحكم بشرف وأخلاق وخرج منه كما دخل  

 

من النادر أن يصل رجل الى السلطة ويتخلّى عنها… إذ أنّ حب السلطة ليس له حدود… ولا تقولوا هذا يحصل عند الأغبياء… لأنه عندما يصل الرجل أو المرأة الى السلطة «يجب» أن لا يتخلّى عنها إلاّ عندما يفارق الحياة.

 

الأمثال على التمسّك بكرسي الرئاسة أو الحكم كثيرة جداً، ولكن أسوأها هذا القيصر الذي يجلس في الكرملين متمسّكاً بالكرسي بكل أنواع التمسّك: ساعة رئيس جمهورية، وساعة رئيس مجلس وزراء بصلاحيات كاملة وبشكل يلغي الصلاحيات الرئاسية ويعود بعدها رئيساً ليستعيد الصلاحيات الرئاسية!

الصلاحيات مثل «المغيّطة» يمكن أن تأخذها وتردّها كما تريد… المهم أن يبقى القيصر على كرسي الحكم رئيساً للجمهورية أو رئيساً للحكومة، لا يهم طالما الصلاحيات كلها والدولة كلها تحت أوامره.

نعود الى وزير المالية اللبنانية سابقاً: وأعني هنا الوزير محمد الصفدي… هذا الرجل الشريف المحترم الذي يخاف الله والذي عمل بجهد وكد ووصل الى مرتبة الأغنياء في العالم بالمال وبالأخلاق… دخل الحكم نظيفاً عفيفاً ظريفاً أنيقاً شفافاً، وتاريخه السياسي يشهد له بذلك، خطه السياسي لم يغيّره يوماً، بقي كما هو مؤمناً بخطه السياسي وبعروبته وبصدقيّته.

الوحيد الذي أعطى مدينة طرابلس من قلبه وعقله وماله ومن دون أي منّة.

الوحيد الذي ظلّ ملتزماً بخط الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري.

بقي مع الشيخ سعد إنطلاقاً من إيمانه بأنه حامل الشعلة الوحيد والذي ضحّى بكل غال ونفيس، وأنفق المليارات من أجل الإبقاء على رسالة رفيق الحريري وخط الرئيس الحريري… مشروع الرئيس الحريري هو الإنماء والبناء والصدق والأخلاق والتعليم(…).

نعود الى طرابلس:

الوحيد، نعم الوحيد الذي عمل لمدينة طرابلس هو الوزير محمد الصفدي فحقق مشاريع عدة، وأنشأ مؤسّسات خيرية، وأقام صرحاً بصالات الاجتماعات وبمركز ثقافي ومراكز خدمات إجتماعية ومراكز طبية الخ…

أعطى كل شيء والأهم أنه لا يريد شيئاً في المقابل.

عندما شعر أنه يجب أن يرتاح أعلن ذلك بكل فخر واعتزاز بمؤتمر صحافي مؤكداً أنّ ماكينته الانتخابية مع «تيار المستقبل».

تخلّى عن الحكم بكل طيبة خاطر ومن دون أن ينظر الى الوراء.

أمّا الذين يرفعون الشعارات الكاذبة والفارغة فلم يفعلوا عمل خير لطرابلس إلاّ الوعود، وبقيَت وعودهم «عرقوبية» من دون تنفيذ.

وعدوا بالكهرباء ومن أجل ذلك حضّر الرئيس نبيه بري المجلس وجميع القوانين لكي يسهّل عملية إنشاء معامل وشركات خاصة للكهرباء ولكن الذي وعد لم يفِ بالوعد.

وعد بمصرف للفقراء منذ 7 سنوات برأسمال 25 مليون دولار (أي 5٪ من فوائد ثروته في سنة واحدة) ولكن هذا المصرف لم يبصر النور.

وصل الى أعلى المراكز في الدولة، وكل الذي فعله أنه استزلم لولاية الفقيه وإلى حلفائهم من دون أن يكون له رأي في الحكم! فقط كان صورة رجل يجلس على كرسي لا يتكلم ولا يفعل شيئاً.

طبعاً ليس وحده قليل الأصل بل للأسف أحد المقرّبين سابقاً والذي كان يدّعي أنه سيفعل كل شيء لطرابلس وأنه كان مع الشهيد فقط شريكاً في جيبه (أي جيب الشهيد) وطبعاً لم يقصّر بل استطاع أيضاً أن يحظى بأموال طائلة فقط لقاء كلام بكلام بكلام.

والطامة الكبرى الذي كان يحتل مركز موظف عادي جداً رفض أن يمد له… فطبعاً الرئيس سعد الحريري -الرئيس المعطاء- أعطاه ما لا يمكن أن يصل إليه بالحلم وبالحياة ولكي يكافئ الحريري ارتكب كل الخيانة والغدر

واستدراكاً: نسينا أنّ ذلك المليونير يوزّع الطعام على بعض الأهالي في طرابلس ويضع صوَرَه على صحون المأكولات! والأهم في الطبق اليومي هو «المقانق» لأنّه مغرم بالمقانق، ولا نعرف ما هو السبب!

عوني الكعكي