IMLebanon

يرى القشة في عين غيره ولا يرى الجسر في عينه

 

أغرب تصريح سمعته من مسؤولين أميركيين يقولون إنهم سوف يراقبون كيفية استعمال الاسلحة التي يبيعونها الى المملكة العربية السعودية!

فعلاً هذا الكلام عجيب غريب يصدر عن دولة يعتمد إقتصادها على خلق النزاعات والحروب والإقتتال في جميع أنحاء العالم لكي تسوّق أسلحتها، والاميركيون يعلمون جيداً أنه عندما تتوقف الحروب فإنّ مصانعهم ستتوقف وسوف يصاب اقتصادهم الذي يعتمد إعتماداً كبيراً على بيع السلاح إضافة الى إيجاد فرص العمل في مصانع الصلب والسلاح.

لذلك علينا أن نأخذ في الإعتبار أنّ كل من يتحدث غير ذلك يكون كاذباً مئة في المئة.

من ناحية ثانية، لو قرأنا تاريخ جميع الدول العظمى في هذا العالم لتبيّـن لنا أنّ تاريخها ملطخ بالدماء… وعلى سبيل المثال ماذا عن حرب ڤيتنام؟ وكم بلغ عدد القتلى الأبرياء جراء القصف بمقاتلات الفانتوم على مختلف أنواعها، والقذائف التي تبلغ أوزانها بالأطنان؟ وكم هو عدد قنابل النابالم المحظر استعمالها عالمياً وتحت طائلة العقوبات، والتي ألقيت على الأبرياء والآمنين في أنحاء عديدة من العالم؟ ولكن فرفور ذنبه مغفور.

وماذا عن روسيا؟ وما فعلت في الشيشان؟ وكم عدد القتلى والجرائم التي ارتكبتها في حق الشعوب؟ وكم هي أعداد الضحايا من الأطفال والشيوخ والنساء من الشعوب المظلومة؟!.

وماذا عن بريطانيا العظمى المملكة التي «لا تغيب الشمس عن أراضيها» كما كانوا يسمونها؟ وماذا عن المستعمرات وعن الظلم والإستبداد الذي مارسه الاحتلال البريطاني بحق الشعوب، فقط نتوقف عند كلمة مستعمرة أي حكم الغير بالقوة واستلاب حقوقه، فأين هذا العالم الذي يدّعي الحرص على حقوق الانسان وعلى الحريات وعلى الديموقراطية؟

هذا كله كلام في كلام…

وكي لا ننسى فلا بد من أن نتحدث على أكبر جريمة ارتكبت بحق الانسانية، وكيف أنّ الانكليزي دعم الصهاينة… طبعاً علينا أن لا ننسى بالذات «وعد بلفور»، وكيف ساعد البريطانيون اليهود على قتل الفلسطينيين وإخراجهم من أرضهم ومدنهم وقراهم وحاراتهم وبيوتهم في فلسطين وتشريد خمسة ملايين فلسطيني طردوا من وطنهم الى أربع جهات المعمورة.

وهنا لا بد من الإشارة الى أنّه كم وكم من القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة بحق إسرائيل وضرورة الانسحاب الاسرائيلي، ولكن إسرائيل لم تنفذ قراراً واحداً منها بفضل الدعم الاميركي وغيره.

وهنا أيضاً كم وكم من الجرائم يرتكبها جيش العدو الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني أولاً وضد الدول العربية المتاخمة لفلسطين المحتلة (الاردن وسوريا ومصر ولبنان)؟

وحتى المفاعل النووي العراقي الذي دمره الطيران الاسرائيلي عام 1981، وأميركا طبعاً تؤيّد ذلك لأنّ ما يهمها فقط أمن إسرائيل والحفاظ عليها؟

واليوم يتحدثون عن المملكة العربية السعودية ومساندة الشرعية في اليمن بعدما احتلها الحوثيون بمساعدة عسكرية بلا حساب من إيران إضافة الى المال والنفط.

ويتحدثون عن قنابل الطائرات ولا يتحدثون عن احتلال مجموعة مسلحة بدعم من دولة معادية للإسلام والعالم العربي ألا وهي إيران من أجل مشروع فتنة سنّية – شيعية تحت ستار مشروع ولاية الفقيه والتشييع.

وماذا عن قتل الحوثيين الرئيس علي عبدالله صالح فقط لأنه كشفهم وكشف مشروعهم ومشروع التشييع وسيطرة إيران على اليمن؟

عوني الكعكي