IMLebanon

دويلة ابتلعت الدولة

 

 

المضحك في الواقع القائم أنّ العهد وصهره يمنّون النّفس بأسماء من الطائفة السُنيّة عسى ولعلّ يستبدلان بها الرئيس المكلّف سعد الحريري، حتى حزب الله يدرك أنّه ليس بمقدوره العبث في توازن الطوائف وإن حاول مراراً وسبق وجرّب وباءت تجربته بالفشل، ومع هذا بعض صغار النفوس يركضون لتلميع صورتهم ولرشّ حفر الطرقات بالزّفت علّ سواده يبيّض وجوهها، من دون أن يقول لنا العهد وسيّده كيف سيسحبون التكليف الذي أتى بعد تسمية ملزمة لرئيس الحكومة المكلّف، وأي دستور يتيح لهما تحقيق هذه الأوهام الخائبة؟!

 

المفروض أن ينشغل بال العهد بالكلام الذي أطلقه أمين عام حزب الله حسن نصرالله بالأمس والذي ينتزع فيه صلاحية الدولة ويضعها في مواجهة دول العالم والعقوبات المفروضة على إيران باستدراج فرضها على لبنان بإعلانه من دون أدنى حياء من مصادرته صلاحيّات الدولة بأنّه “سنذهب إلى إيران ونفاوض الحكومة الإيرانية ونشتري بواخر بنزين ومازوت ونأتي بها الى ميناء بيروت ولتمنع الدولة إدخالها إلى لبنان”، المضحك في كلام نصرالله أنّه لا يعرف أين يتمّ إفراغ هذه البواخر، فهو يريد أن يأتي بها إلى ميناء بيروت باعتبار أنهم معتادون على استخدام هذا المرفأ الذي دمروه بتخزينهم فيه نيترات الأمونيوم لنظام بشار الأسد ليستخدمها في قصف شعبه بالبراميل المتفجرة!!

 

والمؤسف أنّ السلطة التي لا ترى أبعد من أنفها القصير، بل لا ترى تحت قدميها وتتجاهل عن سابق تصوّر وتصميم كلّ السيناريوات الرديئة التي تعصف بلبنان فيما الدولة اللبنانيّة عاجزة حتى عن طرح سؤال جديّ واحد عن مصير لبنان وشعبه والعهد وتياره وصهره منشغلون في عرقلة تشكيل الحكومة!

 

لبنان في عنق زجاجة يظلّ عالقاً فيه دائماً مهما اختلفت أسماء أزمته، نحن أمام فراغ حكومي مخيف ووسط نهر تماسيح مفترسة تمنع تشكيل حكومة جديدة وتحاصر الرئيس سعد الحريري معرقلة محاولته إيجاد حكومة تتمكن من الإمساك بزمام الأمور، ولا نظنّ أبداً أنّه سيكون من السّهل الوصول إلى حكومة مهما كان نوعها تكنوقراط ولا تكنوسياسيّة ولا حكومة أخصائيّين، أي حكومة من هذه الحكومات لن تتشكل بـ”بركة” عقد وعراقيل جبران باسيل، وإن تشكّلت فستفشل في إدارة البلاد، ما دام العهد يترك لصهره جبران الإمساك بزمام صلاحيات التشكيل أو التعطيل!

 

نظرة من اللبنانيّين حول حجم الانهيار الذي ينتظر الجميع تجعل فؤاد المرء ينخلع من مكانه، يتسارع الانهيار حتى لنكاد نظنّه سيقع في طرفة عين، وهنا لا بُدّ من القول أنّ الحلول السلحفاتيّة العاديّة لن تغيّر حرفاً في مسار الانهيار، وهذه الطبقة السياسيّة تغضّ طرفها عن كلّ هذه الحقائق المخيفة من أجل مصالحها الشخصيّة، كلّ هؤلاء لا يبالون لو مات الشعب كلّه في سبيل بقائهم في مناصبهم، مكتفين بالحراك التقليدي الذي لا يقدّم ولا يؤخّر، هناك فريق في البلد لا يريد لا دولة ولا بلد إلا بما يتناسب وأجندته فقط!!

 

كلّ هذا في وقت لا يتردّد فيه مرشد الدويلة في الإعلان أنّه وبرغم أنف الدّولة سيجرّ لبنان إلى مواجهة العالم في خرقه العقوبات على إيران وعلى النفط الإيراني الممنوع على أي دولة استيراده، في وقت يترجّى فيه لبنان دول العالم والبنك الدّولي لمدّ يد المساعدة له، الدويلة مصرّة على أخذ لبنان إلى حيث لا يريد ولا يجب أن يكون، لقد بلغنا مرحلة ابتلعت فيها الدويلة الدولة وقرارها ومصيرها، والآتي على يد حزب الله أعظم!!