IMLebanon

فقط “حزب الله “… الباقي تفاصيل

 

حتى لو اعترف أعضاء من «حزب الله»، بالصوت والصورة، عن أن شحنات الأمونيوم القاتلة في ميناء بيروت، كانت تتبع الحزب، بغرض الاستخدام العسكري في سوريا أو غيرها، فلن يغير هذا «الاعتراف» الذي هو سيد الأدلة، من حقيقة الأمر في لبنان شيئاً.

قبل أيام، وحسبما نشر الإعلام اللبناني، وفي «العربية» أيضاً، فجّر سائق لبناني يدعى عماد كلشي مفاجأة من العيار الثقيل عن تفجير مرفأ بيروت، حيث اعترف بنقل نيترات الأمونيوم مرتين إلى الجنوب، أي معقل ميليشيا «حزب الله».

السائق قال لوسائل إعلام لبنانية إنه «كتم الأمر طوال سنة لأنه لم يكن يجد من يثق به لإبلاغه به»، مضيفاً أنه «في صباح 4 أغسطس (آب) 2020، رأى تحركات غير عادية وغريبة للأجهزة الأمنية في موقع المرفأ».

كما قال إن بوابة العنبر رقم 12 كانت سليمة وليس فيها أي مشكلة، والعنبر رقم 12، هو موقع انفجار مرفأ بيروت، وذلك رداً على من حاول جعل الانفجار المهول في بيروت هو نتيجة خلل فني أو هشاشة الباب أو سوء التخزين… فكل هذه الحجج واهية مفتعلة.

لبنان أصلاً كان يشهد سقوطاً حراً نحو القاع منذ 2019 والبنك الدولي نفسه جعل حالة لبنان الاقتصادية هي الأسوأ منذ منتصف القرن التاسع عشر!

بات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المائة من قيمتها أمام الدولار، فيما ارتفعت أسعار مواد أساسية بأكثر من 700 في المائة خلال عامين.

كل ما يجري في لبنان سببه المباشر هو هيمنة إيران من خلال تابعها «حزب الله»، على مفاصل الدولة، وعلى القرار السيادي فيها، لصالح الأجندة الإيرانية، ما سوى ذلك تفاصيل… تفاصيل قبيحة ومؤثرة ومدانة، لكنها تفاصيل في النهاية تزيغ البصر عن الجملة الرئيسية، وهي عجز لبنان عن أن يكون دولة بالحد الأدنى.

الكل يحاول تحريف النقاش عن مجراه الأساسي هو استعادة الدولة من يد الدويلة، وتحرير القرار اللبناني من الاحتلال الإيراني، صحيح هناك علل أخرى في لبنان مثل المحاصصة الطائفية والمحسوبية والاستزلام السياسي وتأثيرات دول خارجية، واحتراف الفساد لدى الساسة وتوابعهم، لكن هذا كله ليس سوى «أذن الجمل» بينما الجمل بما حمل هو تحديداً: حالة «حزب الله»، فقط لا غير.

برهان ذلك، أن كل حروب لبنان منذ عقود، وكل العقوبات المفروضة عليه، وكل الفتن الطائفية وجل الاغتيالات السياسية وكل الاحتقانات الداخلية وتوصيل الجنرال عون للقصر الجمهوري، وتمكين ظاهرة جبران باسيل، وغير ذلك كثير، كله بفعل «حزب الله»، الذي هو عضو متصل بجسد «الحرس الثوري» الإيراني.

تلك هي الحكاية.