IMLebanon

أولويات حزب الله في الإنتخابات المقبلة تختلف عن الـ ٢٠١٨ قراره بدعم حلفائه انتخابياً… والتنسيق جار للحفاظ على الأكثرية

 

 

مسألتان أساسيتان لن يقبل الحزب ان يفرّط بهما في الإنتخابات النيابية في ٢٧ آذار، هما الحفاظ  على الأكثرية النيابية الحالية في إنتخابات ٢٠٢٢ ودعم حلفائه المسيحيين.

 

صحيح ان حزب الله يخوض حرب جبهات مفتوحة في الداخل في ملفات سياسية وقضائية، لكن جبهة الانتخابات لن تكون أقل قسوة عليه وعلى حلفائه، ولأن التيار الوطني الحر محاصر داخليا بالشائعات، وتضررت صورته لدى الناخبين المسيحيين مما سيؤثر عليه انتخابيا، فان هناك قرارا ثابتا لدى الحزب بدعم التيار في عدد من الدوائر المشتركة حيث يلزم الأمر.

 

ويؤكد المتابعون للوضع الإنتخابي والتفاصيل المتعلقة بالتصويت المسيحي، ان وضع التيار انتخابيا لم يعد جيدا ومشابه لما كان عليه في اي الإنتخابات الماضية، كما ان تكتل لبنان القوي فقد عددا نوابه الذين غادروه لأسباب سياسية معروفة ويحتاج بالتالي الى ضبضبة بيته الداخلي وتجميل صورته المشوهة.

 

يتحدث المطلعون على الموقف الانتخابي في حارة حريك، ان اجتماعات حصلت ضمت قياديين من التيار الوطني و»المردة» قبل فترة، جرى فيها تحديد دوائر السخونة بين الطرفين وترسيم الخطوط حيث يفترض ان يتدخل حزب الله بين حليفيه المسيحيين لتقريب وجهات النظر او سحب المرشحين في خطوط التماس المشتركة بينهما.

 

لم يعرف عن حزب الله في الحكومات الماضية انخراطه في التجاذبات السياسية والعناوين الداخلية، الا ان المتغيرات والأحداث التي حصلت منذ ٤ آب والتحقيق في جريمة مرفأ بيروت، وما يحصل من اتهامات يصفها الحزب بالاستنسابية، تقتضي تحصين جبهة الأكثرية النيابية والخروج رابحين من انتخابات ٢٠٢٢ ، فقوةحزب الله من قوة حلفائه وتقوية التيار انتخابيا في مناطق الاشتباك مع «القوات»يصيب معراب، بعد ان وصل الاشتباك السياسي معها الى الذروة.

 

كعادته في كل الاستحقاقات، يحاول حزب الله ان يُقرّب المسافة بين حلفائه في بعبدا وعين التينة وزغرتا في هذه الإنتخابات، وان كانت محاولاته الماضية لم يكتب لها النجاح وخاض الثلاثة معارك قاسية في انتخابات 2022، خصوصا ان الأمور غير منتظمة بين العهد والتيار و «المردة» وبين التيار و «حركة أمل»، وبين رئيس «المردة» سليمان فرنجية ورئيس التيار جبران باسيل  ورئاسة الجمهورية وعوائق كثيرة، فالنائب جبران باسيل حليف قوي لحزب الله وان اختلف معه في بعض المحطات، وفرنجية حليف صادق لم يشكك مرة في نوايا السيد حسن نصرالله، ووافق على تسمية ميشال عون رئيسا للجمهورية لأســباب إستراتيجية وجوهرية، مع الإشارة الى ان الطرفين، أي فرنجية وباسيل، محكومان بالظروف نفسها، ووضعهما معقد مسيحيا وملاحقان بالعقوبات من واشنطن (عقوبات فنيانوس وباسيل) مما يخلق مشاكل لهما في البيئة المسيحية .

 

للطرفين حاجة الى حزب الله، ويحتاجان لمؤازرته بالحواصل الانتخابية، فباسيل فقد تحالفاته  السياسية مع «المستقبل» و»القوات» مما جعله «عاجزا «عن صوغ تحالفات قوية متكلا على الصوت الشيعي في مناطق معينة مثل بعبدا وكسروان جبيل وبقاعا، فيما فرنجية مرتاح في عدد من المناطق ويحتاج الى مساندة في أخرى.