IMLebanon

هل أصبح «الحزب» جاهزاً للحوار؟!

 

 

الدعوة الى الحوار، حتى وإن جاءت متأخرة 22 سنة تثير سؤالاً أساسياً هو هل أصبح «الحزب» يملك قرار الدخول في تسوية على سلاحه؟

 

وهل إيران تسمح له أن يضع سلاحه تحت إمرة الجيش اللبناني أو حتى بالمشاركة مع الجيش اللبناني قرار الحرب والسلم؟

 

الحقيقة أنّ مشروع التشييع في العالم العربي لم يتوقف منذ عام 1978. أي منذ قيام الثورة الاسلامية الايرانية في إيران، يوم تخلّت أميركا عن شاه إيران، لأنه رفض أن يلبّي طلبها بشن حرب ضد الدولة العراقية والقضاء على الجيش العراقي، الذي منع اسرائيل من احتلال دمشق في حرب تشرين عام 1973.

 

على كل حال ومنذ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000، لو كان «الحزب» يملك قرار السلاح منذ ذلك الوقت، لكان عليه أن يتوقف عن إبقاء السلاح خارج الدولة، كذلك فإنّ ما جرى عام 2006 حيث ادّعى الحزب يومذاك انه يريد أن يحرّر أسْراه فأقدم على خطف جنديين إسرائيليين ليبادلهما بأسّراه، ولكن ذلك لم يتحقق بل إن ما تحقق هو:

 

1- تدمير البنية التحتية في لبنان من جسور الى طرقات، الى محطات كهرباء… والغريب العجيب ان تلك الحرب استمرّت 32 يوماً فقط، بينما للتذكير فإنّه خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان تمت محاصرة بيروت 100 يوم، حيث كانت بيروت تُقْصَف من الطيران من الجو ومن البحر من البوارج ومن بعبدا حيث كانت الدبابات الاسرائيلية تحاصر قصر بعبدا.

 

2- الخسائر البشرية بلغت 5000 قتيل وجريح من المواطنين ومن الجيش ومن المقاومة.

 

3- كُلْفَة الخسائر المالية بلغت 5 مليارات دولار أميركي. وبالتأكيد فإنّ هذه المبالغ هي ديون على الشعب اللبناني وليست على الحزب فقط.

 

4- جرى انسحاب الحزب من الجنوب الى شمال نهر الليطاني في حين ان المنطقة بين إسرائيل وبين لبنان ظلت تحت إشراف الامم المتحدة، لتنفيذ القرار 1701 الذي يشبه الى حد كبير القرار 452 عام 1978 يوم احتلت اسرائيل جنوب لبنان وأقامت دولة سعد حداد.

 

على كل حال، يجب على الحزب أن يعلم جيداً انه مهما حاول أن يحكم لبنان، فإنه لا يستطيع أن يكون بديلاً عن الدولة… وإنّ الشعب اللبناني لا يمكن أن يُحْكَم من أي دولة خارجية إن كانت عربية كما هي الحال خلال الاحتلال السوري منذ عام 1975، الى الانسحاب عام 2005. كذلك نقول للحزب إنّ لبنان لا يمكن أنْ يُحْكَم من طهران أيضاً، والتاريخ أثبت ذلك.

 

أمّا بالنسبة لمحاولة الحزب القول إنّه يريد أن يساعد على معالجة الموضوع الاقتصادي. ولكننا نقول للحزب: إنّ التجربة الايرانية فشلت في إيران، وفشلت في العراق، وفشلت في سوريا… وإنها بالتأكيد ستفشل في لبنان، ونحن نتذكر حين طرح السيّد في يوم من الأيام أنه يطلب من المواطنين أن يزرعوا أمام بيوتهم فأدّى ذلك الى الفشل. كذلك في قضية معالجة موضوع البنزين والمازوت. والجميع يذكر أيضاً أنّ السيّد طبّل وزمّر ووعد بالبواخر التي كان يعتقد انها ستحل مشكلة البنزين ومشكلة المازوت، فباءت كل هذه المحاولات بالفشل أيضاً.

 

وكي نذكّر السيّد أنّ حقيقة التراجع لا بل الفشل في إنعاش الاقتصاد اللبناني سببه أنّ الحزب يريد أن تكون بيروت عاصمة للمقاومة… ولكن فاته أنّ بيروت ولبنان لا يمكن أن يكونا مجتمع حرب، لأنهما لا يملكان المقومات التي تؤهلهما للحروب.

 

أمّا ما جرى بالأمس في الانتخابات النيابية حول سقوط الرموز السورية السبعة وهم: المير طلال أرسلان الى وئام وهّاب الى أسعد حردان الى فيصل كرامي الى إيلي الفرزلي الى مروان خير الدين الى الدكتور احمد دباغ وغيرهم.

 

المهم هذه كانت رسالة إيرانية لسوريا بأنّ القرار في لبنان أصبح كلياً بيد إيران، وأنّ هذا الموضوع، أي موضوع الغاز اللبناني الذي يسبّب خلافات كبيرة بين لبنان وإسرائيل. لكن إيران تريد أن تقول لأميركا ولإسرائيل: إذا كنتم تريدون أن تبحثوا هذا الموضوع فإنّ الجهة الوحيدة الصالحة هي إيران.

 

وللتذكير أيضاً، فإنّ السيّد مؤخراً وفي أكثر من مرة قال إنّ سلاحه ليس فقط للدفاع عن الأراضي اللبنانية بل هو مسؤول ايضاً عن الدفاع عن الغاز والنفط في البحر في المنطقة المتنازع عليها… وإنّ سلاحه هو ضمانة عن هذا النفط وعن هذا الغاز اللبناني تحت أي ظرف من الظروف.