IMLebanon

«حزب الله» والعروبة المزعجة

 

يغتاظ حزب الله ومسؤوليه ويفقدون صوابهم كلّما تردّدت أصداء كلمة عروبة عن هويّة لبنان وعاصمته بيروت، والعروبة هنا ليست بمعنى المصطلح السياسي «العفن» الذي أكره لبنان منذ خمسينات القرن الماضي وما تلاه من عقود استخدمت فيها العروبة لوضع اليد على لبنان واستتباعه لديكتاتور هنا وآخر هناك، العروبة هنا هي هويّة لبنان أكثر من أي شيء آخر.

 

الشيخ نبيل قاووق عضو المجلس المركزي في حزب الله فقد صوابه بسبب هذه «العروبة»، شنّ هجوماً خرق فيه سقف التهدئة ونظرية النأي بالنّفس على المملكة العربيّة السعوديّة ملصقاً كلّ تهم وممارسات النظام الإيراني الذي صرف حتى اليوم ومنذ العام 1982 مليارات الدولارات صرفها النظام الإيراني على حلفائه في لبنان، في وقت يرزح فيه من يصنّفهم الحزب عملاء للسعوديّة النظام السعودي هو الذي موّل العدوان الأميركي على سوريا، وهو الذي يسلح الإرهابيين في سوريا، وهو الذي ينفق مئات مليارات الدولارات لا ليحرر فلسطين أو ليحارب إسرائيل، وإنما ليتسلح من أجل محاربة اليمن وتهديد قضية الشعوب والدول العربية والإسلامية»، فيما الذين يُشرّفهم قاووق ويعتبر أنهم حماة سوريا ونظامها يفعلون ما يأمرهم به نظام ولاية الفقيه من كبار العلماء!

هاجم قاووق «الذين يرتكبون المجازر في اليمن، وينفقون الأموال ليؤججوا الفتن وليموّلوا الحروب والعدوان»، هنا علينا أن نسأل الشيخ قاووق: ما الذي أخرج الرجل عن صوابه، هل ما تفعله إيران منذ العام 2003، «النظام السعودي هو الذي موّل العدوان الأميركي على سوريا، وهو الذي يسلح الإرهابيين في سوريا، وهو الذي ينفق مئات مليارات الدولارات لا ليحرر فلسطين أو ليحارب إسرائيل، وإنما ليتسلح من أجل محاربة اليمن وتهديد قضية الشعوب والدول العربية والإسلامية»، أين أنفقت السعوديّة أموال الفتنة، أليست إيران هي التي أطلقت حزب الله شياطين الفتنة، نظام الخميني منذ إيران غيت، أليست هي وأذرعتها في المنطقة الغاضبون دائماً، ولكن هذه المرّة لم يستطع الشيخ نبيل قاووق إلا أن يفضح إيران وعملائها في المنطقة!

من المؤسف ان يعتبر حزب نبيل قاووق أن «انتصارالغوطة هو أعظم انتصارات سوريا منذ بدء الأزمة السورية، وهذا الذي أغضب السعودية وأميركا، وبالتالي أرادوا أن يعوضوا هزيمتهم وفشلهم»، ما شأن العرب والعروبة بالضربة الثلاثية لنظام بشار الأسد؟ وهل أصبح قتل الشعوب رجالاً ونساءً وأطفالاً بالغازات السامّة انتصاراً؟!

ما يؤلم حزب الله ومن ورائه إيران وبشدّة الضربة التي تلقّاها الحرس الثوري الإيراني بقصف مطار الـ T4، وما يفزع حزب الله حقيقة هو أنّ انتماء لبنان وهويته العربيّة ما زالت حاضرة بقوة، وأنها تخوض النزال الانتخابي وأنّها حيّة ترزق وأنّ حزب إيران لم يستطع بكل ترسانة سلاحه أن يغيّر حرفاً واحداً في مسألة ارتباط لبنان بمحيطه العربي، وأنّ هذا الارتباط وكل استقواءات السنوات الماضية أثبتت فشلها الذريع!

واحدة من عجائب الأمور هي أنّ أدوات إيران في لبنان والمنطقة ينظّرون لفكرة تبنيه الحزب أمر تشويه وجه لبنان العربي بقول قاووق «اليوم انفضحوا ـ أدوات السعوديّة ـ نتيجة خطابهم الطائفي والتحريضي الموتور، وإن الذين يمعنون في خطاب التحريض، يؤكدون كل يوم أنهم لا يؤتمنون على البلاد والعباد، ولم يؤتمنوا على إنجازات الوطن والمقاومة»، «يا عيني.. وباختصار شديد أنتم تتهمون الآخرين بأنهم أدوات، «يا عيني.. أنتم أدوات إيران» وتظنّون كلّ الناس مثلكم!