IMLebanon

«حزب الله» وحافة الإفلاس

عكس حديث نائب حزب الله نواف الموسوي بالأمس عن تدني سعر برميل النّفط إلى ملامسة العشرين دولاراً حال قلق كبرى يعيشها حزب الله وإن جاء كلام الموسوي مغلّفاً بكيل اتهاماته وبثّ أحقاده ضدّ المملكة العربيّة السعوديّة، لأوّل مرّة يُبدي حزب الله مخاوف أمام «شعبه» وفي حفل تأبين في حسينية بلدة بيت ليف الجنوبية.

تفاصح نواف الموسوي وكشف لأوّل مرّة حجم الذعر الذي يضرب فريقه الممانعاتي وحجم توتّره الماليّ، وقد صرّح بهذا الرّعب بقوله: «النظام السعودي يشكل تهديداً لجميع الدول التي تقاوم الهيمنة الأميركية من خلال العمل على تخفيض سعر برميل النفط الذي من الممكن أن يصل إلى الـ20 دولاراً، وسيجعل كثيراً من الدول على حافة الانهيار إن لم يكن في هاوية الانهيار، والعراق في طليعة تلك الدول»، وهنا مربط الفرس…

»العراق إلى هاوية الإنهيار»، بالطبع لم يتجرّأ نواف الموسوي على الحديث عن النّهب الممنهج الذي تمارسه إيران لخيرات العراق، ولا نهبها المنظّم لحقول نفطه التي حوّلتها إلى حقول إيرانيّة لا عراقيّة، لم يتردّد الموسوي في إبداء قلقه على نظام فلاديمير بوتين تحت مسمّى «الاتحاد الروسي»، مسؤول العلاقات الدوليّة في حزب الله لا يعرف أنّه لم يعد هناك شيء اسمه «الاتحاد» منذ انهيار الاتحاد السوفياتي إذ قال : «النظام السعودي يستخدم قدراته النفطية من أجل تخفيض سعر برميل النفط، والسبب والهدف من وراء ذلك هو توجيه ضربة إلى الاتحاد الروسي والدول التي تقف خارج الهيمنة الأميركية»!!

السُذّج الذين كانوا يصغون إلى نواف الموسوي لم يتنبهوا لسؤاله «وماذا عن الاتفاق الأميركي ـ الإيراني»؟! وبصرف النظر عن كمّ الحقد الذي أبداه الموسوي كما حزب الله تجاه المملكة العربيّة السعوديّة ـ وهذا أمر لا ينال من المملكة ـ وهو أمرٌ يُدلّل على حجم القلق الذي ينتاب إيران وحزب الله معها من «اليقظة والحزم السعودي» الذي فاجأ به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حلفاء السعوديّة قبل «أعدائها» ـ وفي طليعتهم إيران ـ لأنّ هذا الحزم أصبح خطّ النّار الأول في إسقاط المشروع الإيراني في المنطقة من اليمن إلى سوريا، وبالتأكيد سيتسبب هذا في سقوط حزب الله «منّو لحالو»!!

»إنهيار وإفلاس العراق»، هي إعلان غير رسمي عن «إفلاس إيران»، لكأن حزب الله بات مضطراً لإخبار شعبه أنّ الأمور ذاهبة إلى مزيد من التقصير في دفع الرواتب والمستحقّات و»ثمن» المقاتلين الذين يسقطون دفاعاً عن نظام بشّار الأسد، وهذا بحدّ ذاته أمرٌ مبشّر بالخير للبنان، وإيران وروسيا معها يدركان جيداً أنّ حجم التأثر الذي قد يلحق بالمملكة من ملامسة برميل النفط لسعر 20 دولاراً ضئيل جداً، وأنّ انهيار اقتصاد روسيا وإيران والعراق قد يُغيّر مصير هذه الدول، فيما تملك المملكة كلّ الإمكانيّات لصمود اقتصادها حتى لو تدنّى سعر برميل النفط ما دون الـ 20 دولاراً وأقلّ.

بات خطاب حزب الله لجمهوره لا يتجاوز حدود التحريض وبثّ السموم والحقد ضدّ المملكة، وسواءً كان هذا الخطاب يتلطّى تحت عنوان محاربة التفكيريين والاتهامات التي باتت معزوفة لا تنتهي بسبب إفلاس وعجز حزب الله وحاجته إلى اختراع عدوٍّ يدّعيه أمام شعبه يبرّر به مقتل أبنائهم، حتى المناسبة التي أطلق فيها نواف الموسوي العنان  لأحقاده ضد السعوديّة كانت حفل تأبين!!

للمرّة الأولى يشعرنا قلق حزب الله بارتياح، فانهيار القيصر الروسي وكسرى الفارسي والعراق أو «الكوفة» التي قتلت الأئمة عليّ وولديه الحسن والحسين ومزّقت تاريخ الإسلام بالحقد والفتن، ولم تكن عبر تاريخها إلا «الكوفة» الخائنة أصل الفتنة وشرورها، للمرة الأولى علينا أن نترقّب لحظة انهيار المشروع الإيراني برمّته من بوابة العراق التي دخل منها إلى المنطقة، وعندها علينا أن نقول لحزب الله وأجندته «باي باي يا حلوين»!!