IMLebanon

«حزب الله» والانسحاب من سوريا

يُحكى كثيراً هذه الأيام عن اقتراب موعد انسحاب حزب الله من سوريا، والكلام عن هذا الانسحاب لا يعدو كونه تحليلات واستنتاجات ترتكز على الإيقاع الروسي في الواقع السوري، وملفت ما تناقلته مواقع الأنباء عن صحيفة «آكي» الإيطالية بأنّ قوّات روسيّة خاصة بدأت تحلّ محلّ «حزب الله» في مناطق عدّة في ريف دمشق الشمالي والغربي، وفي القلمون في ريف دمشق بشكل واضح، وفي بعض مناطق ريف دمشق الغربي بشكل بسيط وتمهيدي»، الكلام نقلته الصحيفة عن مصادر في المعارضة السوريّة واعتبرت أنّ هذه التحرّكات توحي بانسحاب قسري إلزامي من هذه المناطق، للحزب وأكدت على تسريبات من موالين للسلطة بأنّ «الحزب سينسحب من أكثر من 80% من المناطق التي يُسيطر عليها في سوريا بناءً على أوامر روسيّة»!!

مصادر المعارضة السوريّة، أثبتت على مدى سنوات الثورة السوريّة الستّ أنّها إعلاميّاً لا تختلف كثيراً عن إعلام النظام السوري، وأنّها تستخدم في أحيان كثيرة نفس أسلوب النظام في الترويج لمعلومات مغلوطة ـ حتى لا نقول شيئاً آخر ـ حتى الساعة الحديث عن عودة حزب الله من سوريا فيه الكثير من الكذب على الرأي العام، قرار ذهاب الحزب إلى سوريا صدر من طهران بعد استدعاء أمينه العام على عجل للقاء الخامنئي، وتمّ تنفيذ الأمر على وجه السرعة قبل سقوط النظام المحاصر في العاصمة دمشق، لذا قرار عودة الحزب من سوريا يتخذه صاحب قرار الحرب والسلم فقط والقابع في طهران، فالذي أرسل الحزب إلى سوريا وحده يملك قرار عودته، وإيران ليست في وارد الاستسلام في هذه اللحظة لروسيا، ولا لسواها، قبل اتضاح الواقع الأميركي الجديد..

مغادرة حزب الله لسوريا، لا تعني بالضرورة أنّه سيتفرّغ للشأن اللبناني، للحزب جبهات كثيرة سترسله طهران للمقاتلة فيها مهما كانت صورة هذا القتال، ما زال أمامه اليمن والبحرين وأماكن كثيرة تسعى إيران لتركها فريسة الاضطراب إلى حين نجاحها في تغيير أنظمتها وإلحاقها بولاية الفقيه، والذين يشكّون في هذا الأمر نحيلهم على المخطّط المستمر الذي بدأه الخميني وتركه وصيّة  لجمهوريّة ولاية الفقيه…

من دون تعليق، ولا تحليل، ولا إعادة قراءة، هذا بعض ممّا جاء في وصيّة الخميني التي نشرت بعد موته عام 1989 والتي كتب معظمها في الخامس عشر من شهر شباط عام 1983 وأتمها فيما بعد:

«الى الشعوب المظلومة والشعب الايراني

إني الآن أوصي الشعوب – الشريفة المظلومة والشعب الايراني العزيز، الذين منَّ الله عليهم بهذا الصراط المستقيم الإلهي، غيرالمرتبط بالشرق الملحد، ولا بالغرب الظالم الكافر- أن يظلوا أوفياء لهذا النهج بكل صلابة واستقامة والتزام وثبات. وأن لا يغفلوا لحظة عن شكر هذه النعمة، ولا يسمحوا للأيادي القذرة – لعملاء القوى الكبرى، سواء عملاء الخارج أم عملاء الداخل، الذين هم أسوأ من عملاء الخارج – أن يحدثوا أي زلزال في نيتهم الطاهرة وإرادتهم الحديدية، وليعلموا انه كلما ازداد ضجيح وسائل الإعلام العالمي والقوى الشيطانية في الغرب والشرق، فإن ذلك دليل قدرتهم الإلهية وسيجزيهم الله تعالى على أعمالهم في هذا العالم، وفي العوالم الاخرى. إنه ولي النعم وبيده ملكوت كل شيء. وأطلب – بمنتهى الجد والخضوع – من الشعوب المسلمة أن يتبعوا الأئمة الأطهار عظماء وأدلاء عالم البشرية – وأن يلتزموا بمعارفهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية بالروح والقلب، وبذل الأرواح والتضحية بالاعزاء. ومن جملة ذلك الفقه التقليدي، فلا ينحرفوا عنه أبداً فهو إيضاح لمدرسة الرسالة والإمامة، وضامن لرشد الشعوب وعظمتها سواء في ذلك الأحكام الأولية أم الأحكام الثانوية فهما مدرسة الفقه الإسلامي، ولا يصغوا إلى الموسوسين الخناسين المعاندين للحقّ والدّين… وليعلموا أيّ خطوة انحراف تشكل مقدمة لسقوط الدين والأحكام الإسلامية وحكومة العدل الإلهي»!