IMLebanon

تجاوب حزب الله مع المبادرات لا يعني التخلّي عن مرشحه الرئاسي

الحوار مع الوطني الحرّ في مواجهة التعقيدات… هل يصل الى تفاهم رئاسي؟

 

تم تفسير الخطوات التي صدرت من قبل حزب الله، سواء لناحية تجاوبه مع الحوار والتفاهم من دون شروط مسبقة، او حركته تجاه أفرقاء كما حصل في لقاء النائب محمد رعد بقائد الجيش جوزف عون، على أنه إشارة رئاسية من حارة حريك باستعداد الحزب للقبول بخيار رئاسي غير مرشحه الأساسي سليمان فرنجية، واكثر من ذلك ذهبت التحليلات للقول ان حزب الله اقترب ضمنا من الاقتناع بخيار عون محاولا الحصول على تأييد النائب جبران باسيل، والوقوف على مطالب سليمان فرنجية وشروطه.

 

سريعا جدا سقطت كل الاجتهادات، وما كان يعول عليه من مسعى قطري رئاسي، يبدو انه سيسلك الخط نفسه الذي سارت عليه المبادرة الفرنسية، فالافتراض الذي يطرحه المجتهدون شيء، والواقع السياسي شيء آخر كما تقول مصادر سياسية، التي تعتبر ان حزب الله لا يمكن ان يتبنى خيارا رئاسيا ما لم يوافق عليه ثلاثة أطراف هم بالتراتبية: سليمان فرنجية أولا و نبيه بري ثانيا وجبران باسيل ثالثا.

 

وتقول المصادر ان بري يدعو الى طاولة حوار وجلسات نيابية لن تتوقف قبل انتخاب رئيس، لكنه لم يصدر أي موقف يؤكد تخليه عن دعم فرنجية، فيما حوار حزب الله والتيار الوطني الحر يضع في أولوياته ترشيح فرنجية ومحاولة جر التيار الى معركته الرئاسية، اما حزب الله فالمؤكد انه ينظر الى فرنجية على أنه الحليف المطلق، والمطابق لمواصفات الرئيس الذي لا يغدر بالمقاومة، فعلاقة حزب الله – فرنجية “سوبر” استراتيجية ولم تتأثر بأي حدث سياسي، وبنظر الثنائي الشيعي يمتلك رئيس “المردة” الحيثية الوطنية والمسيحية، التي يمكن ان يلتقي حولها المتخاصمون في السياسة .

 

وعليه، تقول المصادر تسقط المقاربة التي تحدثت عن موافقة ضمنية لحزب الله على قائد الجيش، وما قيل عن عملية تفاوض قام بها الحزب لإقناع حلفائه، فلقاء رعد – عون كان أطلق العنان لقراءات كثيرة ومتناقضة، فثمة مَن وجد تحوّلا من جهة حزب الله يصب في خانة دعم العماد جوزف عون، او على الأقل تأكيد ان لا “فيتو” على ترشيحه، في حين اعتبر آخرون ان اللقاء جرى تحميله أكثر من حجمه، فالأمر متروك لنتائج حوار حزب الله والتيار، اذ يسود الاعتقاد ان حزب الله لن يسير بمرشح يستفز حليفه التيار الوطني الحر او حليفه الأول تيار المردة.

 

عدا ذلك، فان ترشيح قائد الجيش يواجه عقبات داخلية، أبرزها عقبة جبران باسيل التي تعتبر الأصعب راهنا، خصوصا ان حزب الله ليس في صدد التراجع عن دعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، بناء على المعطيات الواردة اعلاه، وليس مخفيا ان الجزء الأساسي من مفاوضات حزب الله – باسيل تتعلق بانتخاب فرنجية ودعم معركته، على الرغم من المؤشرات التي دفعت الى الاعتقاد بحصول انفتاح من قبل حارة حريك على خط ترشيح العماد جوزف عون، ربطا بما حكي عن مسعى قطري في هذا الاتجاه، وربطا بتعقيدات مشهد انتخاب فرنجية واستحالة تأمين نصاب نيابي لجلسة انتخابه، في ظل مقاطعة الكتل المسيحية الكبرى، حيث من الصعب ايضا وصول حوار حزب الله والتيار الى تفاهم رئاسي، نظرا لمجموعة الشروط التي يريدها التيار ويعجز عن تلبيتها الحزب،  مما قد يخفض منسوب التوقعات بوصول حوارهما الى تفاهم.

 

قراءة المؤشرات الحقيقية تؤكد، ان حزب الله باق على موقفه الأولي من ترشيح رئيس “المردة”، وباعتقاد كثيرين ان الخطوات التي قام بها ليست إلا ضغوطا لدفع العملية الرئاسية، وتعجيل الحوار وليس أكثر.