IMLebanon

حزب الله شكل هيئة العمل الحكومية وعين مستشارين مختصين لكل وزير… وملف الدواء على النار

 

ما اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسـن نصرالله امس الاول عن إنطلاق ورشة مكافحة الفساد بملفين هو باكورة ما يحضره حزب الله للدخول الى المعادلة الداخلية من بوابتها الواسعة سياسياً وحكومياً وخدماتياً وحتى إدارياً.

 

وتؤكد معلومات ان حزب الله شكل قبيل تشكيل الحكومة هيئة العمل الحكومي والتي يرأسها نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم والهيئة تتوسع وفق ما تقتضيه الحاجة. ومنذ ايام اتخذ القرار بتعيين مجموعة مستشارين متخـصصين لكل وزير من وزراء حزب الله الثلاثة للاطلاع ومتابعة المـلفات كافة الصالحة و«الطالحة» بالاضافة الى متخـصصين في كل المجالات لمتابعة الملفات والقضايا الاخرى في الوزارات الاخرى وفي مرافق الدولة كافة كي يكون هناك المام دقيق وشفاف بكل ملف وقضية وتفصيل. وتشير المعلومات الى ان ملف الدواء صار على النار وقد تم تكليف مختص في هذا المجال ليقوم بما يلزم من دراسات وابحاث ووضع خلاصته خلال فترة محددة. وتلفت المعلومات الى ان حزب الله اكثر من جاد في ما يقوم به وهو لم يدخل في هذه المعادلة الا لينجح وليحقق انجازات.

 

في المقابل تؤكد اوساط في 8 آذار وعلى تماس مباشر بما يجري داخل حزب الله ان إعادة التموضع الداخـلي للحزب بدأ منذ فترة الانتخابات النيابية وقبلها خلال مناقشات قانون الانتخاب والذي اراد حزب الله بالتوافق مع الرئيس نبيه بري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان يكون بادرة إصلاح حقيقي للنظام السياسي وعبر تشكيل طبقة سياسية واسعة التمثيل وتنال رضى اكبر شريحة ممكنة من الشعب اللبناني. وخلال فترة الانتخابات وخصوصاً ومع تصاعد الاحتجاجات والصرخات المطلبية داخل البيئة الشيعية وخصوصاً في البقاع وبعلبك والهرمل والتي حملت حزب الله وحركة امل مسؤولية انصاف بيئة المقاومة والحاضنة لها منذ انطلاقتها والتي قدمت الغالي والنفيس من الدماء والشهداء ليتحرر لبنان من العدو الصهيوني واخيراً من فلول الارهاب والتكفير. وتشير الاوساط الى ان حزب الله يدرك تماماً ان المواجهة العسكرية والامنية واللوجستية مع العدو هامة بقدر ما هي هامة مواجهة العدو الداخلي اي الجوع والحرمان والفقر والعوز وتعذر الخدمات الصحية والانمائية والمعيشية.

 

ومع إستمرار حزب الله والمقاومة في رأس المواجهة مع العدو الصهيوني والمفتوحة على كل الاحتمالات وخصوصاً على ارض الميدان السوري تبقى الجبهة الجنوبية محكومة بالتوازنات التي ثبتتها المقاومة في وجه العدو الذي يعرف خطورة العبث مع جهوزية المقاومة. ومع تمسك المقاومة بسلاحها ووضعيتها الدفاعية العسكرية بدأت عملية انتشار داخلية وموضعية وشاملة من الحكومة عبر تعزيز الحضور الفاعل في وزارة الصحة خصوصاً بالاضافة الى وزارة الشباب والرياضة وشؤون مجلس النواب الى التصدي لملف الفساد والهدر في الصفقات والصرف من دون موازنات والتوظيفات العشوائية والتي تمت خلال فترة الانتخابات من دون مسوغ قانوني وخارج مجلس الخدمة المدنية.

 

وتلفت الاوساط الى ان في الاسبوع المنصرم سجل حزب الله حادثتان او واقعتان لافتتان وتؤكدان حجم اصرار حزب الله على المهادنة الداخلية والتصدي للهم الاجتماعي والاقتصادي والمشاركة الفعالة للسلطة من خلال اعتذار النائب محمد رعد عن تصريحات عضو كتلة الوفاء للمـقاومة النائب نواف الموسوي وما خلفه من سحب لفتيل التوتر في الشارع والبرلمان مع الكتائب والقوات وجمهوريهما بالاضافة الى منح نواب كتلة الوفاء للمقاومة الثقة لحكومة الرئيس سعد الحريري «الى العمل» وهي سابقة لم تحصل منذ العام 1992 وحتى اليوم حيث لم يمنح حزب الله الثقة لاي من حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري او حكومات الرئيسين سليم الحص وعمر كرامي.