IMLebanon

حزب الله حاسم بدعم كل حلفائه

تحالف التيار والقوات لا يشمل كل الدوائر

«الهم الانتخابي» بات الشغل الشاغل للقيادات السياسية على مختلف توجهاتها، وسط حسابات دقيقة، جداً يفرضها قانون جديد يعتمد للمرة الاولى في تاريخ لبنان على النسبية والصوت التفضيلي، وهذان الخياران يفتحان شهية الجميع من احزاب وفاعليات لخوض غمار الاستحقاق النيابي، مع درس حسابات الربح والخسارة بمقياس «ميزان الذهب».

القيادات السياسية تعترف بأن القانون يسقط «التحالفات المصيرية» وكل حزب يريد نفسه في الدرجة الاولى «وما حدا بيعرف مين مع مين» وكل منطقة تفرض تحالفاتها وشروطها، وماذا استطيع ان اعطيك ومادا تعطيني؟ ولذلك الانتخابات من دون برامج سياسية وانمائية، انما انتخابات ادوار واحجام؟

المعطيات الاولية تؤكد ان التحالف بين حزب الله والتيار الوطني سيكون في اغلب المناطق مقابل القوات اللبنانية والاشتراكي، اما الرئيس سعد الحريري سيحاول ان يرضي الجميع، ولن يخوض مواجهات كسر عظم مع احد، وسيحاول في بيروت صياغة تحالف يضم المستقبل والقوات اللبنانية والتيار الوطني وأمل والاشتراكي، لكن للشمال حسابات مختلفة كون الحريري ليس اللاعب الاول في ظل قوة الرئيس نجيب ميقاتي ودوره المحوري والاساسي والوزير السابق اشرف ريفي والنائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي، المدعوم من حزب الله حتى الرمق الاخير والمعركة على المنخار، اما لصيدا حسابات مختلفة عند الحريري والتحالفات ستكون مغايرة لبيروت، والتيار الوطني لن يخرج عن «طاعة» حزب الله ودعمه الكلي للنائب السابق اسامه سعد وبالتالي فان حسابات جزين ستكون مختلفة عن حسابات صيدا، وفي البقاع الاوسط والشمالي فان كل المعطيات تؤكد عن اتجاه لتحالف بين المستقل وأمل والتيار الوطني وحزب الله مقابل اتجاه قواتي لخوض الانتخابات بشكل منفرد مع غموض موقف مريام سكاف والنائب السابق نقولا فتوش، وفي البقاع الغربي فان توافقاً حصل بين الرئيسين بري والحريري وجنبلاط على دعم المرشح الشيعي قبلان قبلان. اما النائب جنبلاط فأعلن تمسكه بالنائب انطوان سعد، مع دعم حزب الله للمرشح ايلي الفرزلي عن المقعد الارثوذكسي وعبد الرحيم مراد عن المقعد السني بشكل مطلق وبدون حسابات ومسايرات.

هذه اللوحة تؤكد ان لكل منطقة تحالفاتها، لكن الثابت الوحيد تحالف حزب الله وأمل في المناطق المتواجدين فيها، مع دعم حزب الله لحلفائه وخصوصا للنائب طلال ارسلان والوزير السابق فيصل كرامي وعبد الرحيم مراد واسامه سعد وايلي الفرزلي ومن يرشحه الرئيس سليم الحص في بيروت وكل قوى 8 آذار، اما الرئيس نبيه بري فسيقف الى جانب رفيق عمره وليد جنبلاط في بعض الدوائر، وكذلك الى جانب الرئيس الحريري في بيروت وربما البقاع في ظل «كريزما» مفقودة بين شباب امل والتيار الوطني الحر.

وفي المعلومات، ان القوى الاساسية بدأت فتح دفاترها الانتخابية، وبدأ البحث بين حلفاء حزب الله ونائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم حول الاستحقاق كما ان المؤشرات الاولية تؤكد ان التحالف بين النائب وليد جنبلاط والقوات اللبنانية بدأ عملياً في مناطق تواجدهما من بيروت الى بعبدا الى عاليه – الشوف وراشيا والنائب جنبلاط والدكتور سمير جعجع وضعا اسس التحالف الانتخابي بينهما خلال اللقاء الاخير، والود بين مسؤولي الحزبين في عاليه – الشوف وراشيا وبعبدا عالي السقف، والاحصاءات بدأت.

وفي المعلومات ان النائب وليد جنبلاط حسم ترشيح النائبين اكرم شهيب وهنري حلو في عاليه وفي الشوف يريد تيمور جنبلاط الى جانب مروان حماده او نجله ونعمه طعمه وبلال العبدالله ومرشح ماروني بالاضافة الى وائل ابو فاعور في راشيا فيما الرئيس نبيه بري ميال الى النائب انور الخليل في حاصبيا. وبالنسبة للمقعد الدرزي في بيروت فالاختيار سيكون بالتشاور مع الرئيس الحريري، ومقعد بعبدا الدرزي مصيره مرهون بما تقضيه الظروف. لكن النسبية والصوت التفضيلي ستؤدي الى خسارة جنبلاط لثلاثة مقاعد على ابعد تقدير.

اما القوات اللبنانية فإنها تدرس الوضع المسيحي جيدا فإذا تم التحالف مع العونيين في الشوف وعاليه فهي تريد مقعدا ارثوذكسيا في عاليه ومارونيا في الشوف للنائب جورج عدوان مع مقعد ماروني للعونيين في عاليه ومقعد اخر في الشوف واذا فشل التحالف فإن القوات قد تلجأ الى خيار المستقلين او التحالف مع الكتائب وهذا امر مستبعد وعندها ترتفع حظوظ النائب دوري شمعون.

وفي حال تحالف العونيين  وارسلان وحزب الله والقومي ووهاب ومستقلين فإن المعركة ستكون كسر عظم في ظل وجود 5 آلاف صوت شيعي، لكن «امل» لا يمكن ان تخوض معركة ضد جنبلاط. وكل الحسابات مفتوحة.

وفي المعلومات ايضاً ان الوزير السابق وئام وهاب يتجه الى تشكيل لائحة ثالثة ومرتاح لامكانية الخرق عبر النسبية والصوت التفضيلي.

ويبقى للوزير السابق ناجي البستاني دور مفصلي. في انتخابات الشوف وعاليه لدوره الانمائي في المنطقة حتى ان النائب وليد جنبلاط اعترف بقوة الوزير السابق البستاني وحضوره، والوزير البستاني معروف باعتداله ولعب ادواراً سياسية «فككت» الكثر من الالغام السياسية وهو يدرس خياراته في ظل علاقات جيدة مع جميع القوى.

وفي موازاة دائرة عاليه بعبدا، فان معركة دائرة زغرتا الكورة بشري البترون ستكون معركة رئاسة الجمهورية مع وجود 4 مرشحين هم: سمير جعجع وسليمان فرنجيه وجبران باسيل وبطرس حرب، وحساباتها مختلفة عن باقي المناطق،  وام المعارك ستكون في البترون بين الوزير جبران باسيل والشيخ بطرس حرب وهما يضعان كل ثقلهما في المعركة ولا مجال لاي دعسة ناقصة، والشيخ بطرس حرب يدرك ان الاتجاه يسير لتحالف بين التيار والقوات اللبنانية مع عدم استبعاده شخصاً للتحالف مع المردة. لكن النائب حرب غير قلق لرهانه على الناخب البتروني ووفائه، ويعرف حجم الامكانات للمنافس الاخر، وفي المقابل يضع الوزير جبران باسيل كل ما يملك في هذه المعركة ويدرس خياراته بدقة، وهو يعمل «ليلاً ونهاراً» وعلى كل المستويات، وفي زغرتا فان معركتها ستوازي بحماوتها البترون، ويعرف النائب سليمان فرنجيه ظروف المعركة الحالية وعلاقته المتوترة مع التيار الوطني الحر، وحزب الله قادر على ترتيب البيت الداخلي، وبالتالي لن يخوض العونيون معركة كسر عظم ضد النائب سليمان فرنجيه. وهذا لا يلغي حجم خصوم فرنجيه في هذه الدائرة في ظل وجود قوى في زغرتا تنافس المردة وهم القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، النائب السابق ميشال معوض  وهذا ما سيعطي دفعاً كبيرا للمعركة.

وفي الجنوب لا يوجد معارضة حقيقية بوجه الثنائي الشيعي والحلفاء لكن النسبية والصوت التفضيلي ستؤديان الى خسارة الثنائي الشيعي لمقعد او مقعدين. واللعبة  الانتخابية قد تسمح للثنائي الشيعي بتوزيع الاصوات على اللائحتين مما يجعل الخرق امراً صعباً. وانتخابات الجنوب دائماً تكون بمثابة استفتاء للمقاومة وليس عملية انتخابية، في ظل المنظار الدولي المركز على نتائج انتخابات الجنوب والبقاع والضاحية.

وفي بعلبك الهرمل، فالامور محسومة للثنائي الشيعي ويبقى الصراع على المقعد الماروني، ويبدو النائب اميل رحمة مرتاحا لعودته بدعم الثنائي الشيعي لكن للتيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية مرشحيهما، وكذلك للنائب سعد الحريري عن المقعد السني والمعركة ستكون حامية.

البارز في الانتخابات مشاركة المجتمع المدني في كل المناطق اللبنانية بعيدين عن احزاب السلطة، وسيتم التركيز على الشخصيات الثقافية والرياضية والاجتماعية، وسيكون للمجتمع المدني لوائحه في كل المناطق مع التأكيد على عدم التحالف او التنسيق مع اي قوة ممثلة في السلطة، وتكشف قيادات في المجتمع المدني ان خطواتهم ستفاجئ الجميع، والاجتماعات متواصلة.

انتخابات 2018 مفصلية، والقيادات السياسية العليا قد تلجأ لدعم لائحتين وتوزيع الاصوات لقطع الطريق امام اي لائحة منافسة لكن استياء القيادات السياسية من القانون، اصبح مكشوفاً لجهة التصويت للائحة، وعدم التشطيب، وهذا يلغي ارادة الناخب، ويدفع الكثيرين الى عدم المشاركة.