IMLebanon

هل اقتنع «حزب الله» باستحالة خيار فرنجية ليفتح خطوط التواصل مع قائد الجيش؟

 

تستمر الجهود الفرنسية من أجل إحداث خرق في الجدار الرئاسي، حيث من المنتظر وفقاً للمعلومات أن يكون الملف اللبناني بنداً من البنود التي سيبحثها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان عندما يلتقيه في وقت قريب، في حين تنتظر بيروت عودة المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف-لودريان ، الإثنين المقبل، في محاولة جديدة لحلّ الأزمة السياسية المستمرّة منذ عشرة أشهر، دون بروز أي معطيات إيجابية عن مهمته الجديدة، وما إذا كان سينجح في دفع الفرقاء السياسيين إلى ملاقاته في منتصف الطريق، تسهيلاً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وإذا كان «حزب الله» لا زال مصراً على دعم ترشيح حليفه سليمان فرنجية، إلا أن ما تم تسريبه عن اجتماع جمع قائد الجيش العماد جوزيف عون بالنائب محمد رعد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» قبل ايام، وإن حرص الطرفانِ على ابقاء هذا الاجتماع سرياً، فإنه فتح الباب لسيل واسع من التحليلات، حول ما يمكن أن يتأتَّى عن هذا الاجتماع، في ظل الصعوبات الكبيرة التي تعترض وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، في مقابل ما يقوله الحزب من خلال مصادره، أنه لا يضع فيتو على اسم قائد الجيش . فهل وصل «حزب الله» إلى قناعة بأنه غير قادر على السير بفرنجية، ما دفعه إلى إعادة فتح الخطوط مع العماد عون، وإن كانت الصورة لا زالت تحتاج إلى الكثير من الوضوح، بانتظار المسار الذي سيسلكه الاستحقاق الرئاسي في المرحلة المقبلة . رغم أن المقربين من الحزب يضعون لقاء رعد بقائد الجيش، في اطار التشاور، وإن كان تحت العنوان الرئاسي .

وفي هذا السياق، وبانتظار التحقق من زيارة موفد قطري إلى بيروت، متابعة للملف الرئاسي الذي لا تزال أبوابه موصدة، وفي سياق المشاورات الرئاسية، واصل سفير قطر الجديد الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، فزار المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، في حين زار سفير فرنسا المعين في لبنان هيرفيه ماغرو، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في زيارة بروتوكولية بعد استلام مهامه الديبلوماسية الجديدة في لبنان. وتم في خلال اللقاء تبادل الآراء ووجهات النظر في الشؤون اللبنانية. وأشارت المعلومات إلى أن الحراك الدبلوماسي الفرنسي، يأتي مواكباً للمساعي التي يقودها سفراء «الخماسية»، حرصاً من جانب الوسطاء، لإزالة العراقيل من أمام الولادة الرئاسية، على أمل أن يكون الجاري، أو الشهر المقبل، موعداً حاسماً لانتخاب الرئيس العتيد .

وقد أكدت مصادر وزارية لـ«اللواء»، أن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، أكد خلال اجتماع مجلس الوزراء، في السرايا، أمس، أن المدخل للأزمات التي يواجهها البلد، يكمن في الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، ليكتمل عقد المؤسسات الدستورية، لان لبنان الصيغة والكيان ، لا تستوي العدالة السياسية فيه إلا بتكامل مكوناته الوطنية»، مشددة على أن «المسؤولية في إجراء هذا الاستحقاق تقع على عاتق المكونات السياسية التي ترفض تقديم تنازلات، ما يطيل في عمر الشغور الرئاسي، الأمر الذي يهدد لبنان بمزيد من العواقب السلبية على مختلف الأصعدة.قد أكد الرئيس ميقاتي،«اننا نصرّف الاعمال ولا نتصرف بالوطن».نحن نتحمّل المسؤولية ولا نصادر السلطة، ولا نريد ان نكون بديلا لاحد» . وقال، «تحمّل المسؤولية ليس مسألة سهلة، ويشهد الجميع على أننا نقاوم ونسعى قدر المستطاع لتجاوز هذه المرحلة الصعبة» .

وكشفت المصادر، أن الرئيس ميقاتي وعدداً من الوزراء قد أثاروا مخاطر استمرار تدفق النازحين إلى لبنان، عبر ممرات غير شرعية. وما يبعث على القلق أن اكثرية النازحين الجدد من فئة الشباب، رغم الجهود التي يقوم بها الجيش والقوى الامنية لمواجهة  قوافل النازحين، ما يهدد جدياً تركيبة الواقع اللبناني، ويضع لبنان أمام تحديات بالغة الخطورة، وكذلك الأمر فتح الأبواب أمام  توترات أمنية متنقلة، قد لا يكون للقوى الأمنية قدرة على التصدي لها . ومن المقرر عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء، الاسبوع المقبل بمشاركة قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية، للبحث في أزمة النازحين، لأن المسؤولية جماعية وتتطلب تعاون الجميع.