IMLebanon

«حزب الله» يحتلّ لبنان رسميّاً

لم يعد يجدي الإصغاء لكلام أمين عام حزب الله في أي إطلالة، الرجل مأزوم حتى أذنيْه، بل أكثر من ذلك فقد الرجل حسّ إدراكه أنّه فقد زمام المبادة، ومع هذا، فقط في لبنان يتصرف بوصفه «الخاطف الأرعن» على طريقة المستعدّ لتعريض سلامة المخطوفين لكلّ أنواع المغامرات والتدمير من أجل مشروعه، ومن لم يتبصرّ بعد ظهور مشروع هوية لبنان ودولته وشعبه، فهو مصاب بعمى القلب قبل عمى البصر!!

يعيش لبنان مأساة مستعارة من زمن المارونيّة السياسيّة، وإن بمواصفات مختلفة بشدّة، فما تفعله «الشيعيّة السياسيّة» بالتكافل والتضامن بين حزب الله القابض على عنق لبنان، وبين رئيس المجلس النيابي القابض على المجلس النيابي والمنفرد بتفسير الدستور برأيه، «الصدام» اللبناني مع «الثنائيّة الشيعيّة» آتٍ مهما ادّعت السياسات اللبنانيّة إنّ الأمور قابلة للحلّ، هذا خداع وكذب بحت!!

ذبحت «الثنائية الشيعيّة» التصويت بالأكثرية أو بأكثرية الثلثين الديموقراطية في الجلسات الحكومية كما نص دستور ما بعد الطائف، واستبدلها حزب الله بفقرة تحدّث فيها في وثيقته السياسية عن «الديموقراطيّة التوافقيّة»، فقتل كل حياة وحركة حكومية وشلها وقيّدها «بالتوافق» و»الثلث المعطل» وقضت «الثنائيّة الشيعيّة» على دور المجلس النيابي بصفته «مجلس إنتخابي في حال انعقاد دائم لانتخاب رئيس للجمهوريّة»، وما سلم من يدِ حزب الله أمرٌ واحد فقط ـ وحتى لا ينخدعنّ أحد فهو سلم إلى حين ـ فالأخ الرئيس نبيه بري باقٍ في هذه المرحلة طالما هو قائم بالمطلوب منه في هذه «الثنائيّة الشيعيّة»!!

أي إذلال يشعر به اللبنانيّون، عندما يطل أمين حزب الله حسن نصرالله من وراء «غباشة» الشاشة، ليوزع الرئاسات الثلاث، فينيط الثانية مجدداً بوكيلها في الرئاسة الثانية، ويفرض مرشحاً وحيداً على مسيحيي لبنان، ويُذلّ الطائفة السُنيّة وزعاماتها والرئيس سعد الحريري تحديداً عندما يعتبر نصرالله أنه «منحكي باسم رئيس الحكومة»، مشهد مقزّز تشعر فيه أنّه جالس على كرسيّه ويرمي بعظمة من هنا لهذه الطائفة ، و»جلموقة» من هناك لتلك الطائفة، ما شاهدناه إهانة غير مسبوقة بتاريخ الدولة اللبنانيّة!!

أمين عام حزب الله اختطف الدولة اللبنانيّة والشعب اللبناني، وطالما بقي هذا الشعب صامتاً ينظر من بعيد تاركاً السياسيين ينالون الاهانات التي يستحقونها، على هذا الشعب أن يعرف أن توقيته للوقوف بوجه حزب الله تأخر كثيراً، حان وقت الوقوف بوجه السطو على السلطة في لبنان وعلى الرئاسات الثلاث، حان الوقت، للوقوف، سلميّاً، بوجه المشروع الإيراني في لبنان، حان الوقت لرفع الصوت والمطالبة بتطبيق القرار 1559 والقرار 1701 والمطالبة بتطبيق اتفاق الطائف وسحب سلاح ميليشيا حزب الله كما سائر الأحزاب اللبنانيّة، كلّ الطوائف انهزمت مع نهاية الحرب واتفاق الطائف إلا «الثنائيّة الشيعيّة» كانت تخطط لما هو أبعد بكثير…حان الوقت ليستعيد اللبنانيون المبادرة وأن يسحبوا البساط من تحت قدمي سيّد 8 آذار، حرصاً على لبنان الرسالة، واجبنا يقتضي أن نواجه بالكلمة فقط المشروع الإيراني ومؤامرته الكبرى علينا، وإلا على لبنان السلام!!