IMLebanon

معركة حزب الله ضد الفساد ستشمل الحلفاء والاخصام

اطلق حزب الله معركته لمحاربة الفساد ولا يبدو انه سيوفر ايا من المرتكبين حيث لدى الفريق السياسي والحزبي المكلف متابعة الملف العديد من الوثائق والمعلومات وفق اوساط سياسية في فريق 8 آذار التي تدين جهات سياسية تورطت في ملفات سرقة للمال العام، ووفق الاوساط فان حزب الله كما يتردد في اوساطه لا يزمع التراجع عن الحملة التي اطلقها وهي حملة لا تشبه الزوبعة في الفنجان بل القنبلة الصوتية والمعدة للتفجير عندما تكتمل العناصر اللازمة للملفات.

وفق الاوساط ايضا فان الحملة لا تستهدف فريقا محددا او طرفا جرى تصوير المسألة بانها تصفية حساب وفتح دفاتر الحساب بين حزب الله والرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة عندما كان وزيرا للمال، كما ان الحملة مستمرة ولن يثنيه اي ضغوط وفي أسوأ السيناريوهات فان عدم التوصل الى كشف بعض الارتكابات هو بدون شك سيشكل رادعا لمن تسول لهنفسه ان يمتد الى المال العام.

وبين سجال ورد فعل بين حزب الله والسنيورة تؤكد الاوساط ان الظروف شاءت فتح حساب ال11 مليارا وربما قد يكون الآتي اعظم لدى النائب حسن فضل الله الذي يتابع هذا الملف، لكن حزب الله اكد بلسان قيادته السياسية انه لن يوفر احدا من الحلفاء كما الاخصام في السياسة بعد ان قرر الدفاع عن الناس ومصالحهم وحقوقهم في مواجهة فساد السلطة.

قد يكون الرئيس فؤاد السنيورة هو الخصم السابق لحزب الله الذي لا تتقبله بيئة الحزب التي تصالحت الى حد كبير مع رئيس الحكومة سعد الحريري لكن مجرد ذكر اسم السنيورة في البيئة السياسية لحزب الله لا يشبه الحريري نفسه رغم ان الاخير هو صاحب العلاقة في ملف المحكمة الدولية ولكن ما قصده حزب الله في افتتاح ورشة الحرب على الفساد سواء كان بالصدفة او عن سابق تصور وتصميم استهدف احد رموز 14 آذار السابقين والخصم الاكبر لحزب الله يحمل اكثر من رسالة باتجاه اطراف كثيرة الى جانب كونه حملة تنظيف السياسة من مفسديها وحماية الرأي العام من التجاوزات والارتكابات في المستقبل

ليس السنيورة وفق الاوساط المستهدف المباشر والوحيد في العملية الشاملة والكاملة والمقصود منها فتح دفاتر الهدر كما انه ليس مستهدفا لانه لا يملك حصانة او مظلة سياسية كما يتردد في بعض الاوساط بقدر ما هي رسالة تحذيرية واستباقية لمن تتيح له الوظيفة اليوم ان ينهب وهي رسالة بالدرجة الاولى الى احد التفاهمات السياسية بعدم الغرق في الاحلام وتضييع اموال سيدر ومساعدات المجتمع الدولي ليصبح مصير الاموال الدولية شبيها بمصير الديون والهبات التي منحت في مراحل سابقة للدولة اللبنانية.

فالحملة ليست موجهة ضد تيار المستقبل وان كان ثمة من يطلق شائعات وبالونات سياسية حول استهداف السنيورة تماما كما جرى في عملية الطعن بنيابة ديما جمالي بل هي حملة وعد بها حزب الله جمهوره في الانتخابات النيابية ويصر على ان تكون شاملة والايفاء بوعده اليوم وبالتالي فان فتح ملفات الفساد سيشمل الجميع ويدعوهم الى مراجعة خطواتهم واحتساب اي قرار.

اضف الى ان طرح مكافحة الفساد والقيام باجراءات تنفيذية له يكسب حزب الله نقاطا رابحة تضاف الى بعض الخطوات التي قام بها مثل قرار تجميد حركة النائب نواف الموسوي الحزبية التي فاجأت الرأي العام واظهرت ان حزب الله عابر للخطوط الحمراء داخل فريقه او جولات الوزير جبق التي وصلت الى الاطراف وحيث تقصد ان تكون فاتحة جولاته الصحية من عكار وما لها من دلالات سياسية.

بدون شك فان الرسائل الداخلية التي يبعثها حزب الله هي محور رصد الخارج ايضا الذي يراقب عمل الحزب واداءه السياسي وخصوصا ان تولي الحزب وزارة الصحة كان لقى اعتراضات من المجتمع الدولي وبالتالي فان نجاح حزب الله داخليا في السياسة وفي اخطر الملفات التي انهكت الخزينة اللبنانية سيكون محور متابعة من المجتمع الدولي ايضا.