IMLebanon

التغيير والتطوّر العسكري لحزب الله أجبر جيش العدو على تغيير خططه وتكتيكاته 

 

 

بين ما يجري على ارض الميدان جنوبا، من تطور للعمليات العسكرية النوعية من قبل طرفي الصراع، وتنوع الرسائل المتبادلة، وبين ما يطلق من بالونات اختبار عن مساع ديبلوماسية وتسويات ومبادرات متقدمة، فرق كبير لا تتطابق حقائقه مع وقائعه، او على الاقل اماني القائمين بالمفاوضات، مع رغبات الممسكين بزر الحرب على الارض.

 

فيوما بعد يوم تؤكد الوقائع ان المنطقة ككل بين طهران وواشنطن، والساحة الجنوبية خصوصا، وبين “اسرائيل” وحزب الله تتحكم بها حرب الرسائل، اكثر مما هي الحرب التقليدية المتصاعدة الحدة وصولا الى الحرب الشاملة، ذلك ان طرفيها يتفاوضان بالنار محققين اهدافهما باقل الخسائر الممكنة، وضمن قواعد تضمن احجام الجميع.

 

فمن استهداف محطة ميرون الى اليوم، واضح ان حجم الرسائل وخفاياها تخطى الحدود المعهودة. وفي هذا الاطار، ووفقا لمصادر عسكرية يندرج الكمين المركب الاخير، الذي اوقع به حزب الله قوة من لواء غولاني خلال تنقلها، بين فكي كماشة قواته، ما ذكر بكمين انصارية لجهة الاستعداد والجاهزية التي توافرت، والتي اكدت بما لا يقبل الشك ان الكمين معدّ بشكل محترف، حيث نجح الحزب في تنفيذ عملية مركبة، موائمة بين ثلاث اسلحة: الصواريخ المضادة للدروع، الصواريخ المتوسطة المدى، ومدفعية الهاون، حيث ادى التنسيق فيما بينها الى تحقيق نتيجة ممتازة.

 

ووفقا لعسكريين مخضرمين، شهدت عمليات حزب الله منذ السابع من تشرين تغييرا جذريا في نوع وكمّ العمليات المنفذة وآليات التنفيذ، حيث عمل مقاتلوه في اكثر من مكان بمنطق الجيوش المنظمة، التي تنسق النار بين وحداتها، حيث استطاع الحزب ان يهضم التجربة السورية ويستخلص تجربته فيها.

 

وتتابع الاوساط، ان الكمين الاخير بيّن ان مخابرات حزب الله تملك امكانات تحرك كبيرة في الداخل “الاسرائيلي”، وقادرة على الرصد والمتابعة لاي هدف على مدار الساعة والتعامل معه وفقا لمقتضيات اللحظة، بما يخدم الاستراتيجية العامة للمواجهة، حيث الاهم تسخير اي عمل عسكري في خدمتها.

 

وفي هذا الاطار، تكشف الاوساط ان حزب الله نجح طوال الـ ٢٠٠ يوم من حرب الدعم لغزة على طريق القدس، في اثبات انه يملك كمّا كبيرا من السلاح على انواعه، وقدرة فائقة على التكيف مع ظروف المواجهة، بعدما نجح في خرق نقاط ضعف المنظومات الدفاعية “الاسرائيلية”،  و “التسلل” عبرها الى داخل فلسطين.

 

وختمت الاوساط بان هذا التغيير والتطور اللاحق بحزب الله اجبر جيش العدو الاسرائيلي على تغيير خططه وتكتيكاته، بعدما بات مكشوفا امام حزب الله، معتمدا اعادة التموضع والانتشار لقواته كل اسبوع تقريبا، ما يعني من الوجهة العسكرية استحالة ان يطول هذا الوضع على ما هو عليه لفترة طويلة.