IMLebanon

رسالة هوكشتاين العسكريّة من “تل أبيب”!!

 

 

في القاهرة، خيبة امل من فشل المفاوضات بين حماس و “تل أبيب”، فيما واشنطن أعطت الضوء الأخضر المشروط لبدء عملية رفح. على المقلب الآخر في بيروت ترقب حذر لنتائج زيارة كبير مستشاري الرئيس الاميركي الى لبنان و “اسرائيل”، وانتظار ثقيل لمعرفة جواب حزب الله والحكومة “الاسرائيلية” على الطرح الاميركي المؤلف من ثلاث مراحل: تأمين الاستقرار الأمني والهدوء على طول الجبهة، ترسيم الحدود بعد حل النقاط العالقة والمتنازع عليها، وتطبيق القرار ١٧٠١ حرفيا، دون الأخذ بالاعتبار اي استثناءات او خصوصيات تكون نتيجته، في حال الالتزام بمراحله، انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون عرابا لتسويته، رغم ان ساعات الليل حملت معها مؤشرات غير ايجابية.

 

فلم يكد يغادر الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين بيروت، من مطار رفيق الحريري الدولي تحديدا، للقاء وزير دفاع العدو الاسرائيلي، الا وكانت الطائرات الحربية “الإسرائيلية” تنفذ استعراض بهلوانيا بالبالونات الحرارية في سماء المطار، في رسالة واضحة إلى الحكومة اللبنانية، بعد التهديدات باستهداف المؤسسات الرسمية والوزارات. علما ان العملية نفذت على ما يبدو وفقا لتوقيت دقيق مبني على معلومات استخباراتية، إذ كانت أجواء المطار خالية من اي حركة هبوط او إقلاع.

 

ووفقا لمصادر متابعة، فان ما حصل لا يمكن الا ان يؤخذ على محمل الجدية، إذ يمكن أن يكون مناورة لعملية استهداف جدية للمطار، رغم انه من الواضح أن الطائرات أرادت ان تكون ظاهرة على شاشات الرادار. وتابعت المصادر بأن العملية الاستطلاعية هي رسالة عسكرية، تصب في سياق الرسائل السياسية التي اوصلها هوكشتاين إلى بيروت ولاضفاء الجدية عليها، خصوصا ان الردود الأولية التي وصلت الى عوكر من جانب الثنائي الشيعي، والحركة العسكرية على الحدود التي ينفذها حزب الله، تؤشر بوضوح إلى أن “الأمور مش ماشية”، وأن الثنائي ومن خلفه الحكومة اللبنانية، ما زال عند موقفه ذاته، رافضا اي تفاوض تحت النار.

 

وكشفت المصادر أن احد من التقاهم الوسيط الاميركي خرج من اجتماعه بيقين ان اسهم العملية العسكرية ضد لبنان مرتفعة جداً، وأن الترتيبات الميدانية جارية على قدم وساق على كلا الجانبين، وهي تحظى بغطاء وموافقة أميركية، وهو ما عبر عنه بوضوح هوكشتاين بفصله المسار اللبناني عن غزة، الا ان الخلاف بين واشنطن و”تل أبيب” يبقى حول رقعة العمليات العسكرية ومدتها الزمنية أهدافها.

 

وتتابع المصادر بأن ثمة في الإدارة الأميركية، ممن اطلع على الخطط العسكرية “الإسرائيلية”، يتخوف من أن تكرار سيناريو ١٩٨٢ بذهاب “تل أبيب” بعيدا في عمليتها وتطورها، خصوصا ان كل المعطيات تصب في هذا الاتجاه، ففي الداخل “الاسرائيلي” وحدة موقف سياسية بين الحكومة المعارضة واجتماع على ضرورة حرب لبنان، فضلا عن التأييد الشعبي الكبير (تخطت نسبته ال ٧٥٪) لهكذا عملية مهما كان الثمن.

 

وختمت المصادر، بأن هذه الوقائع دفعت بوزير الخارجية الإيرانية أمير عبد اللهيان الموجود في الرياض، بالتواصل مع المعنيين في المملكة خلال الساعات الماضية، للضغط باتجاه تجنيب لبنان اي تصعيد وضبط الأوضاع، بعد الضربات التي وجهها الحزب في العمق “الاسرائيلي” ورد “تل أبيب”، خوفا من جر الأخيرة إلى مواجهة لا تخدم سياسة المحور راهنا.

 

فلمن ستكون الكلمة الفصل: للغة الحرب ام للغة الحلول الديبلوماسية؟