IMLebanon

ليتك لم تزني ولم تتصدقي  

 

 

أكثر من ينطبق عليهم هذا القول هم المسؤولون الاميركيون، فقد أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن بلاده قد توصلت الى أنّ بشار الأسد استخدم غاز الكلور سلاحاً كيميائياً في هجوم أيار الماضي خلال الحملة على إدلب… وأعلن ذلك بمؤتمر صحافي عقده في نيويورك مضيفاً ان نظام الاسد مسؤول عن فظائع مروعة يصل بعضها الى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية… ومضى يقول: إنّ الولايات المتحدة الاميركية ستقوم بكل ما يلزم لضمان عدم استخدام النظام مجدداً الاسلحة الكيميائية ضد شعبه… مؤكداً ان واشنطن ستواصل الضغط على نظام الاسد الخبيث لإنهاء العنف ضد المدنيين السوريين والمشاركة في العملية السياسية التي تقودها الامم المتحدة، وأشار الى ان العلاقة التي تربط النظامين السوري والايراني بنتيجتها ان إيران تهدد السلم في المنطقة وفي العالم بأسره.

 

صح النوم… بومبيو يقول هذا الكلام وكأنه لا يعلم أن النظام السوري استعمل الاسلحة الكيميائية في الغوطة وسواها من المناطق السورية، هذا في السنتين الثانية والثالثة للثورة السورية، يومها تحركت الاساطيل الاميركية التي توجهت الى البحر الابيض المتوسط بأكبر حملة عسكرية بدعوى محاسبة النظام السوري على أفعاله… وفجأة اتصلت واشنطن بموسكو وكلفت روسيا أن تنقل جميع سلاح النظام الكيميائي الى «خارج سوريا» من دون تحديد أي موقع… وهكذا طوي الملف ولم يعد أحد يتحدث بهذا الموضوع: لا الى أين مضت الاسلحة الكيميائية؟ ماذا فعل بها النظام الروسي؟ ولماذا لم تتم محاسبة النظام السوري بحسب التهديدات الاميركية؟

 

والعكس صحيح، دخلت روسيا على الخط، ولو تأخرت أسبوعاً واحداً لكان هذا النظام في خبر كان أو في نفايات التاريخ، والواقع أنّ النظام، بعد استجداء زيارتين الى روسيا بعد وساطة قام بها على دفعتين قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني الى موسكو وعقد صفقات أسلحة ضخمة لإغراء الروسي كي يستقبل رأس النظام السوري، وهكذا تغيّرت الأحوال واستقبل بوتين بشار الأسد الذي كان قد أرسل والدته وزوجته الى دبي… بعدما كان أيضاً هرّب أمواله الى الخارج، فجاء الإنقاذ الروسي في الوقت المناسب.

 

السؤال: كيف لنا أن نثق بكلام بومبيو؟ وأصلاً كيف نثق بأميركا التي بدلاً من أن تحاسب النظام أنقذته من خلال الروسي، واليوم تدعي أنها ستحاسبه، وأنّ هذا النظام مرتبط بالنظام الايراني الارهابي؟

 

عوني الكعكي