IMLebanon

ليت سماحته لم يتكلّم

وقع السيّد حسن نصرالله في كلامه، مساء أمس، في سلسلة تناقضات إذْ يمكن تفنيد كلامه فقرة فقرة… لشدّة ما تضمّن من محاولة لتعزيز موقفه وتسفيه مواقف الآخرين، وإن بغير وجه حق. ولو شئنا أن نبدأ بالفقرة التي استهل بها كلامه وخصّصها للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتشديده، غير مرة على أنّها لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد… فإذا كانت المحكمة لا تعنيه فلماذا يخصصها بهذا الحيّز من إطلالاته التلفزيونية؟

ويكرّر سماحة السيّد كلامه، المعاد والمكرّر، عن أزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان معلناً التمسّك بالعماد ميشال عون المرشح «الأقوى والمنطقي والطبيعي الذي يمكن أن يحقق الإستقرار…» وفي قوله هذا واتهامه السعودية وبالذات الأمير سعود الفيصل بمعارضة عون كأنّه يحاول إبعاد التهمة الموجّهة إليه بأنّه يرشح عون شكلياً وليس جدياً… في أي حال فإنّ تكرار هذا الكلام أكثر ما تنطبق عليه «حكاية إبريق الزيت» الشهيرة في تراثنا اللبناني. وعندما يذهب السيّد في كلامه الى تبرئة إيران من أي مطامع يحضرني السؤال: ألم يستمع سماحته الى التصريحات من غير مسؤول إيراني عن «حدودنا التي تمتد من أفغانستان الى شواطئ المتوسط»؟.. وعن «إنّنا نحكم أربع عواصم هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء»، ألم يتناهَ إليه ما يجري في العراق حيث يهيْمَن قاسم سليماني على العراق ويتحكّم بقراره المالي والسياسي والأمني والنفطي؟ ألم تصله أخبار الـ30 ألف جندي وخبير إيراني الذين يحاربون في العراق ضد أهل السُنّة؟ وهو يطلب دليلاً على تدخل إيران، فهل من دليل أكثر من هذا؟

ثم انّ الأمين العام يدعو الى الحوار في شأن اليمن؟!. والواقع أنّ المملكة ومجلس التعاون الخليجي كررا الدعوة الى الحوار مراراً وتكراراً ولكن الحوثيين رفضوا لأنّ إيران لم تسمح لهم. ويمرّر سماحته كلاماً يتردّد باستمرار حول الوطنية… فهل يخبرنا كيف يوفّق بين الوطنية والولاء لولاية الفقيه؟

ويسأل: لماذا لا يقبلون اليمن في مجلس التعاون الخليجي؟

الجواب أنّ اليمن كان يمنين: الجنوبي الموالي للاتحاد السوڤياتي الذي كان أحد قطبَي التجاذب العالمي عندما أُنشئ مجلس التعاون… واليمن الشمالي… فأي يمن كان يجب أن يضمّوه الى التعاون» وكان اليمنان في صراع مرير؟

وهل يريدنا سماحته أن نعتقد بأنّ قاسم سليماني يتنزّه كسائح بين سوريا ولبنان والعراق حيث 30 ألف عسكري إيراني هناك وهم بمثابة سياح؟ وكيف يفسّر الفتوى التي أصدرها المرشد الخامنئي بالسماح للحرس الثوري بالقتال في العراق؟..

ويتحدث عن الديموقراطية، ونسأل السيّد: أي ديموقراطية في ظل الإحتكام الى السلاح؟.. والاحتفاظ بالسلاح؟.. والتهديد بالسلاح؟.. وبالنسبة الى ديموقراطية إيران فمعروف أنّ الانتخابات ونتائجها في مكان، والقرار الذي هو للولي الفقيه في مكان آخر.

ويقول للسعودية ودول الخليج: أنتم بسياستكم دفعتم الدول العربية للتوجّه الى إيران، ولم تكن إيران مَن شاء أن يتوجّهوا إليها… والسؤال: هل أنّ الرياض هي التي دفعت سوريا والعراق و«حزب الله» والحوثيين للتوجّه الى إيران؟ أي منطق هو هذا المنطق؟!.

أما ختام كلامه بالقول: «لا تفرحوا بغاراتكم الجوّية» مضيفاً أنّ الجميع يعرف أنّ القصف الجوّي يؤذي ولكنه لا يبدّل واقعاً ميدانياً… فنقول له: «إنّ البقية تأتي».

ونود هنا ان نذكّر سماحته بالخلاف الذي وصل الى حد القطيعة بين حليفيه نوري المالكي وبشار الأسد بعدما اتهم المالكي رأس النظام السوري بأنّه يرسل السيارات المفخخة الى العراق وذهب الى حد التلويح بقطع العلاقات بين البلدين، هذان هما حليفا ايران ونصرالله أليس كذلك؟!

عوني الكعكي