IMLebanon

مطر لـ “الديار”: ننتظر مُعجزات لحصول الإستحقاق الرئاسي الحريري لديه شعبيّة كبيرة وحاضرة… والبلد بحاجة إليه 

 

 

أكد النائب إيهاب مطر لـ “الديار” أن “مصيبة لبنان مرتبطة بالقوى السياسية اللبنانية من احزاب حاكمة وأطراف لا تضع مصلحة لبنان كأولوية، وهذه المصيبة تنعكس دائما على واقع لبنان واستحقاقاته ومنها استحقاق الرئاسة. وذكّر بأن “الدستور حّدد بشكل واضح آلية انتخاب رئيس، لكن لا يريدون تطبيقه، بل يريدون تمييع الإستحقاق ووضعه في بازارات البيع والشراء، وكل جهة تريد رئيس يلبي مصالحها الخاصة أو أجندتها السياسية، من دون أي اهتمام بواقع اللبنانيين، فهل تم انتخاب النواب لتعطيل الإستحقاقات، وليس غريباً على القوى السياسية هكذا تصرفات، فسبق وشهدنا تعطيلا للرئاسة امتد سنتين ونصف السنة، ونحن أمام سيناريو متكرِّر”.

 

اما بالنسبة لحراك “الخماسية”، أشار إلى أن “عملها أشبه بوسيط بين اللبنانيين أنفسهم، وليست هي المخوّلة بتسمية رئيس أو انتخابه، فمهما تحرّكت الخماسية إذا ليس هناك من قرار داخلي بانتخاب رئيس فلا قيمة لكل المبادرات الخارجية، لأن أصل التعطيل داخلي” . وشدّد على ضرورة “أن تكمل الخماسية عملها وتجتمع قريباً ليعود ويزورنا لودريان كممثل عنها ويضعنا بعناوين الصفات والمعايير وتحدّد بعدها جلسة، لكن الرئيس بري يربط الجلسة بحوار هناك انقسام حوله، وحزب الله يربط الإستحقاق بأحداث غزة، والمسيحيون منقسمون. لهذا لست متفائلاً بالوصول الى انتخاب رئيس في مرحلة قريبة… ونتمنى حصول معجزات تسرِّع في هذه العملية، لأن انتخاب الرئيس واجب علينا”.

 

وحول الملف الرئاسي، أكد أن “أحداث غزة والإجرام الإسرائيلي بوجه الفلسطينيين واللبنانيين في الجنوب فرضت نفسها على المشهد في لبنان، لكن هذا لا يعني أن نترك استحقاقاتنا الداخلية ونتفرّج، بل يجب تحصين الداخل من عدو غاشم، والإنطلاق في رحلة الوحدة الوطنية عبر انتخاب رئيس، أما من يعتبر أن الميدان سيحدِّد الرابح والخاسر في لبنان، فهو يجري حسابات خاطئة، لأن مستقبل البلاد يبنى وفق الدستور وليس وفق ميدان الجبهات، فانتخاب الرئيس يتم بالتصويت السري في المجلس، وليس بإطلاق الصواريخ والنار عند الحدود، لذا، نتابع أحداث غزة بشكل يومي ونتضامن مع أشقائنا هناك، وعيننا على الجنوب متمنيين ألا تتّسع الحرب، وأن يعود قرار السلم والحرب الى الدولة وحدها عبر الجيش اللبناني”.

 

وبالنسبة لحركة الموفدين، شدّد على أنه “من الواضح هناك اهتمام دولي وعربي بأمن لبنان واستقراره لمنع اتساع رقعة الحرب، وكل الموفدين ينقلون شعورهم بالخطر على لبنان ويطالبون بامرين، أولهما الإسراع في انتخاب رئيس ليكون للبنان إدارة تتمثل بحكومة أصيلة، وثانياً ضبط الحدود عبر القرار ١٧٠١، وكل الموفدين ينقلون رسائلهم إلى حزب الله، بانتظار الموفد الأميركي هوكشتاين، الذي يحمل شكل التسوية لوقف العمليات جنوباً والتي ستتزامن مع بداية مفاوضات لوقف القتال في غزة”.

 

وما إذا كنا على شفير حرب تستهدف لبنان، أكد أن “لا ثقة بالعدو، فهو يبحث عن أي إنجاز، خصوصا بعد الخسارة التي مني بها جراء طوفان الأقصى، وبالتالي، التهديدات الاسرائيلية يومية، فيما هناك رسائل مقابلة ترفض الحرب، فحتى حزب الله لا يريد الحرب، لهذا كل السيناريوهات مفتوحة طالما الميدان مشتعل، وتعتمد اسرائيل سياسة الضربات التي تستهدف الكوادر والقياديين، بصرف النظر عن الجغرافيا من جهة، وتستمر المعارك مع حزب الله جنوباً من جهة أخرى، إلى حين انتهاء طبخة التسوية ودخول الهدنة حيّز التنفيذ، فإن كل الأمور ممكنة، علماً أن أخطر الضربات حصلت وطالت عمق الضاحية الجنوبية، لكن من الواضح أن حزب الله يرفض استدراجه إلى حرب واسعة، وكان لافتاً استثناء لبنان عن المعركة الإيرانية ـ الأميركية الأخيرة، التي ترجمت بضربات في سوريا والعراق والاردن واليمن، وحكماً البحر الأحمر”.

 

وعن تحرّك للمعارضة تحضيراً لأي مرحلة سياسية جديدة، قال: “لا زلنا على تواصل كنواب، وتواصلي مع كل الكتل بحثاً عن مخارج تساهم في إتمام استحقاق الرئاسة الذي أعتبره سيد الاستحقاقات”.

 

وحول التضارب في المعلومات حول عودة الرئيس سعد الحريري إلى العمل السياسي، أوضح “أن الحريري لم يتّخذ قراره وأنه وحده من يملك القرار، وأن جمهوره يطالبه بالعودة وسيعبِّر عن ذلك في حشد كبير أمام الضريح، لكن الأكيد أن البلد بحاجة لشخص كالرئيس الحريري الذي حافظ على جمهوره رغم غيابه، والساحة السياسية تتّسع للجميع ولدينا الكثير نتفق عليه، وبالنسبة لي فإن ١٤ شباط هو يوم اغتيال لبنان، جراء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بصرف النظر عن العناوين السياسية الحالية”.

 

وما إذا كانت عودة الحريري ستُحدِث تغييراً حقيقياً على صعيد التمثيل السني، لفت مطر الى أنه “بانتظار قراره بالعودة من عدمه، لا شك أن هناك تغييراً حصل جراء غيابه، وأيضاً قد نشهد تغييرات في حال عاد إلى العمل السياسي، وقد تكون هناك فرصة للتعاون معه لمصلحة لبنان، وذلك كنائب طرابلسي مستقل حصلت على تمثيلي الشرعي في الإنتخابات النيابية، وبمعركة خضتها كمستقل ولا أزال كذلك، لآل الحريري بصمة كبيرة في تاريخ وحاضر لبنان وليس هناك من شخص ينتهي في السياسة، خصوصاً أن الحريري لديه شعبية كبيرة ولا تزال حاضرة”.