IMLebanon

صورة نادر الحريري ـ حسين الخليل.. بين العيدين

تفاهم «مبدئي» على جدول أعمال الحوار

صورة نادر الحريري ـ حسين الخليل.. بين العيدين

موعد الحوار بين «حزب الله» وتيّار «المستقبل» يدنو، بالرغم من عدم وجود مؤشرات توحي بأنّ التحضيرات لـ «اليوم الكبير» تجري على قدمٍ وساق. حتى أنّ رجل «المستقبل»، نادر الحريري، الذي من المفترض أن يجلس على يمين أو يسار الرئيس نبيه بري، وضّب أغراضه وقطع تأشيرة السفر إلى الخارج. وتيرة الهجوم والانتقاد بين الطرفين أيضاً لم تنقطع أخبارها.

كذلك، فإن ما صدر عن رئيس مجلس النوّاب نبيه بري يشير إلى أنّ «دولته» بدا عاتباً على المسؤولين عن الحوار. صوت نبيه بري يستعجل الحوار بقوله «إذا كان المعنيون غير مستعجلين فلن أكون ملكياً أكثر من الملك»، يشي بأن العراقيل باتت ترتفع في وجه «مشاريع المتحاورين».

كلّ شيء يسير، وكأن لا حوار في المدى المنظور. وكاد أشرف ريفي أن يعيد منذ يومين خلط الأوراق من جديد، بتحديد «شروط تعجيزيّة» للجلوس مع «حزب الله»، تبدأ من انسحابه من سوريا. لتكون الأمور كما لو أنّها عادت إلى نقطة الصفر.

إذاً المعطيات تشير إلى انخفاض الحماسة، ربّما، عند «المستقبل» و«حزب الله»، وإلى جمود قد يطيح «السقف الواحد»، الذي سيجلس تحته الطرفان.

في المقابل، فإن العاملين على هذا الملفّ ينفون أي جمود أو تراجع أصاب «الطاولة الموعودة»، ويؤكّدون أن «الأمور ماشية كما يراد لها أن تسير. فلا عراقيل ولا معرقلون»، لافتين الانتباه إلى أن ارتباط نادر الحريري بمناسبة خاصّة في الخارج أجّلت التواصل بين جميع الأطراف، فيما عودته إلى بيروت ستعيد حرارة المشاورات إلى سابق عهدها. وهذا فعلاً ما حصل، فما إن حطّ الحريري في بيروت، حتى التقى وزير المالية علي حسن الخليل، أمس، لمناقشة تفاصيل جدول الأعمال.

تقطع هذه الشخصيات الشكّ باليقين، لتقول إن «إرادة الحوار موجودة». الأمل عندهم كبير بأن يُستأنف التواصل ليكون موعد الحوار بين عيدي الميلاد ورأس السنّة.

وحدها آمال جمال الجراح ستهبط إلى أقصى معدلاتها بعد أن اتفق الجميع بأنّه سيكون خارج «غرفة الحوار». ووحدهم بري ونادر الحريري وحسين الخليل، سيجلسون على الطاولة ويوزّعون الابتسامات يمنة ويسرة.

وإذا كان البعض داخل تيّار «المستقبل» يشدّد على أنّ «موعد الحوار لم يحدّد حتى الساعة لأنّ جدول الأعمال لم يُنجز بعد، بالرغم من كونه يستند، في إطاره العام، على حديث الرئيس سعد الحريري في إطلالته الأخيرة»، فإن بعض الشخصيّات العاملة على ملفّ الحوار تجزم بأنّ الإطار العام لجدول الأعمال تمّ تحديده، ولم يتبقّ سوى تفاصيل النقاط التي ستبحث، والتي سيعمل رئيس مجلس النوّاب على «تدوير زواياها».

وتعتقد هذه الشخصيّات أن أبرز المواضيع التي سيتمّ بحثها هي:

– تخفيف الاحتقان وتجفيف منابع الحملات الإعلاميّة والسياسيّة بين الطرفين.

– مواجهة الإرهاب سياسياً ودينياً وثقافياً وإعلامياً.. والأهمّ هو التعاون الأمني والتنسيق بين «حزب الله» وتيّار «المستقبل» لرفع الغطاء وإلقاء القبض على متورطين في هذا الملفّ، على غرار ما يحصل من تعاون داخل مجلس الوزراء.

– تفعيل عمل المؤسسات الدستوريّة، التي سيكون على رأسها التسريع في انتخاب رئيس للجمهوريّة. بالإضافة إلى تفعيل عمل مجلس النوّاب ولو على أساس تشريع الضرورة، على اعتبار أن هناك الكثير من مشاريع القوانين التي تحتاج إلى تشريع، ومنها ملف سلسلة الرتب والرواتب.

كما أن المجتمعين سيناقشون كيفيّة «تحرير» مجلس الوزراء من «قيد» العراقيل التي حتّمها توقيع الـ24 وزيراً على المراسيم، بحيث يتمّ تفعيل الحكومة لتخوض في بحث المواضيع الخلافيّة، مثل إقرار المرسومين المتعلقين بالنفط.

وبالتالي، فإن صورة الحريري والخليل ستكون متوفرة «لمن يرغب» قبل نهاية العام الحالي. هذه الصورة تحديداً يعوّل عليها المعنيّون، إذ أن «تسييل القرارات» ليس ضرورة. الأهمّ هو أن يتحاور الطرفان، ولو كان جدول الأعمال محصوراً بـ«أزمة الكوريتين»!

مكاري: الحوار برئاسة بري

وفي سياق متصّل، حسم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الجدل حول مكان الجلسة الافتتاحية للحوار، مؤكدا أنها ستكون في عين التينة برئاسة وحضور بري.

وأوضح مكاري لـ«المركزية» أنّ «جدول الاعمال فارض نفسه، اي ان لا صعوبة في تحديده، فهناك امور اكبر من ان تُحلّ، وهذا ما اعلنه الرئيس الحريري في اطلالته التلفزيونية الأخيرة كسلاح حزب الله وتدخله في سوريا، وتبقى الأمور الداخلية كمسألة تنفيس الاحتقان السنّي ــ الشيعي، قانون الانتخاب ورئاسة الجمهورية».