IMLebanon

بحثاً عن زعامة بديلة

تسيطر المعركة الانتخابية في إسرائيل على المشهد السياسي هناك، حيث تبرز بصورة خاصة جهود نتنياهو في الدفاع عن زعامته السياسية، والسباق المحموم بين الاحزاب الإسرائيلية في تقديم نفسها كزعامة سياسية جديدة.

لقد حاول نتنياهو استغلال الهجوم الارهابي في باريس من اجل تحقيق هدفين اساسيين يخدمان حملته الانتخابية: الأول التشديد على دور بلاده في محاربة الارهاب الجهادي جنباً الى جنب مع دول الغرب؛ والثاني اظهار تضامن بلاده مع يهود فرنسا وحضهم على الهجرة الى إسرائيل حيث يجدون الامان الذي فقدوه في بلدهم الام.

لكن نتنياهو لم ينجح في تحقيق مراده. فمشاركته في تظاهرة باريس أحرجت الفرنسيين، وتحولت موضوع جدل بين الإسرائيليين الذين رأى كثيرون منهم في دعوته يهود فرنسا الى الهجرة في هذا الوقت بالذات اساءة الى العلاقة مع فرنسا وبروباغندا انتخابية. يبدو نتنياهو اليوم مستعداً لان يفعل كل شيء لاقناع الاسرائيليين بانه الوحيد القادر على تولي السلطة لولاية ثالثة، في حين يبذل خصومه كل ما في وسعهم لاقناع الناخبين بالعكس تحت شعار” كل شيء ما عدا نتنياهو”.

في ظل احتدام الصراع بين معسكر اليمين القومي بزعامة نتنياهو ومعسكر احزاب الوسط واليسار، تكاثرت تنبؤات الخبراء الأمنيين بان السنة المقبلة ستكون حافلة بالاحداث والتطورات التي من المنتظر أن تزعزع الوضع الامني في المناطق الفلسطينية وتؤدي الى موجة عنف جديدة. لكن التركيز الاعلامي على خطورة المرحلة المقبلة، وما ينشر نقلاً عن مسؤولين عسكريين ليس بريئاً تماماً وهو بدوره يخدم اغراضاً انتخابية مثل اثارة مخاوف الناس وترويج نتنياهو باعتباره الوحيد المؤهل لمعالجة الملفات المعقدة مثل الصراع مع الفلسطينيين والبرنامج النووي الإيراني وخطر “حزب الله” والتنظيمات الجهادية.

تستند براعة نتنياهو في معالجة هذه المواضيع المعقدة الى امرين: خبرته في ادارة النزاع مع الفلسطينيين الى ما لا نهاية، وتركيزه على الخطط العسكرية للدفاع عن أمن إسرائيل في وجه المخاطر الخارجية. لكن هذه البراعة قد لا تنقذه من فشل محتمل. اذ تدل جميع المؤشرات على ان الوضع الفلسطيني في الضفة الغربية معرض للانفجار اذا ما استمرت إسرائيل في رفض تحويل عائدات الضرائب الى السلطة، وان الوضع في قطاع غزة أقرب الى الكارثة في ظل جمود عملية اعادة اعمار غزة بعد الحرب الاخيرة وتفاقم الضائقة الحياتية.

ولكن على رغم تعقيدات الوضع الاقليمي، فان ما سيحسم مصير زعامة نتنياهو ليس سياساته الخارجية والأمنية بل خططه الاجتماعية والاقتصادية، اذ يبرز اكثر فاكثر توق الجمهور الإسرائيلي الى زعامة شابة معاصرة ودينامية.