IMLebanon

دلالات تكبير حجم الحكومة؟!  

يتكرر المشهد المهزلة هذه الايام، حيث يتأخر  تشكيل الحكومة لاعتبارات توصف بأنها من ضمن الدلالات التي تمنع التوصل الى اكثر من اربع وعشرين وزيرا، حيث هناك مطالب تلح على الثلاثين وزيرا بحقائب متكاملة تحتم توزير من ليس في العير ولا في النفير كما يقول الادباء العرب ممن لا تزال تهمهم التسمية في حد ذاتها فيما  لم يتوصل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري على رغم ما يبذله من جهود الى تأليف حكومة مضاعفا الاخطاء السياسية التي يعول عليها البعض لمجرد القول انه في صميم لعبة القصد منها تشكيل حكومة وحدة وطنية، مع العلم ان الاخطاء المتراكمة من بعض السياسيين لا تسمح ولا تجيز توزيرهم؟!

تقول مصادر محسوبة على قصر بعبدا ان الامور ذات العلاقة بالتشكيلة الوزارية يجب الا تصل الى حد التخويف من عدم الوصول الى حكومة تضم الجميع كي لا تشهد مشاكل في بداياتها، والقصد من هذا الكلام ان من كان ولا يزال يتصرف على اساس انه معارض، يصر على تبديل جلده ليصبح مواليا بقدرة قادر وهذا ما يدفع بعض من رفض ولاية الرئيس العماد ميشال عون، بما في ذلك تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة ان يصروا على انهم في صلب عملية الدعم باتجاه الاثنين، حيث يتم تزوير الحقائق لمجرد ان يحسب هؤلاء من ضمن الموالاة التي تعمي كل شيء باستثناء اللعبة السياسية التي ترفض اللعب على الالفاظ؟!

لقد قيل الكثير عن حكومة الوحدة الوطنية والشيء الذي لم يرد في ذهن احد، هو اين كان الموالون قبل الانتخابات الرئاسية، بل اين كانوا في لحظة وقوع خيار تشكيل الحكومة على الرئيس سعد الحريري لينتفض هؤلاء بحثا عن مكاسب يرى البعض انها لم ولن تكون في حساب الساعين الى التوزير لولا رغبة رئيس الجمهورية في ان يباشر عهده الرئاسي من غير حاجة الى معارضة مفضوحة تجسد مجموعة خلافات ليس فيها من السيادة سوى المصالح الخاصة، من غير البحث في الاعتبارات الاخرى؟!

هذا اللغط ازاء الهجمة على التوزير يفهم منها كل شيء باستثناء دعم رئيس الجمهورية طالما انها قد أخرت الى الان تشكيل الحكومة وتهدد بالمزيد من السلبية السياسية في حال لم تحل عقد التوزير العالقة عند بعض اصحاب المصالح الخاصة، وهذا المشهد بمجمله يحكي قصص الخيارات  التي كانت سائدة امام الوصاية السورية التي يستحيل العمل بموجبها مجددا من غير حاجة الى استجداء الموالاة الكاذبة من اي جانب قادر على افتعال المشاكل لتأخير تشكيل الحكومة.

وثمة من لا يستبعد الوصول الى مرحلة طويلة  عريضة من الافتعالات  السلبية من جانب بعض السياسيين والاحزاب على غرار ما فعلوه  اواخر  عهد الرئيس ميشال سليمان حيث كانت لهم مواقف ضاربة في السلبية  لان الاخير لم يعرف كيف يستفيد من خدمات  هؤلاء  في المجال الذي يكبح جماح الجمهورية مقولة الجيش والشعب والمقاومة التي كلفت لبنان الكثير من السلبيات السياسية والاقتصادية والامنية التي لا تزال عالقة في الاذهان؟!

صحيح ان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مضطر لان يتعاطى بأعلى درجات الايجابية مع حزب الله شرط  ان لا يكون هناك من يعيد الامور الى نقطة الصفر في حال كان بحث جدي في ما هو عالق من امور سياسية ذات علاقة بارتباط السياسة اللبنانية الخارجية ان لجهة ما يربط لبنان بدول الخليج العربي خصوصا ودول المنظومة  العربية  عموما حيث لا يعقل ان يستمر العمل بموجب الشيء وعكسه في المحافل العربية الواردة في مجال مشاركة لبنان فيها من غير حاجة الى التوقف عند الرابط السياسي بين لبنان والجمهورية الاسلامية في ايران.

والاصح من كل ما تقدم ان لبنان سيكون مهيأ تلقائيا الى تعزيز علاقاته العربية حتى ولو كان هناك اتجاه للنأي بالنفس وكي لا يقال ان علاقة حزب الله هي الميزان السياسي الذي يجسد حال انعدام الوزن عندما تدعو الحاجة طالما ان المقصود لا يؤدي الى مناكفة، مع ايران التي لا بد وان تعني العلاقة معها حفظ المصالح المشتركة شرط ان لا تتأثر علاقات لبنان الاخرى ما يؤذي المصلحة اللبنانية العامة؟!