IMLebanon

جُهود كثيفة لإنجاح تحالف «المُستقبل» و«الوطني الحُرّ»

 

على الرغم من استبعاد أي تحالف خُماسي بين كل من «الثنائي الشيعي» و«التيّار الوطني الحُرّ» وتيّار المُستقبل» و«الحزب التقدّمي الإشتراكي»، في الإنتخابات النيابيّة المُقبلة، لأنّ طبيعة «القانون النسبي» لا تُناسب وُجود مجموعة كبيرة من «المرشّحين الأقوياء» ضُمن لائحة واحدة، ولأنّه من الصعب ما لم يكن من المُستحيل تمثيل كل هذه القوى إضافة إلى قوى أخرى محسوبة على «8 آذار»، مثل «تيّار المردة» و«الحزب القومي السوري الإجتماعي» و«التنظيم الشعبي الناصري» و«حزب التوحيد العربي» و«حزب الطاشناق»، إلخ. ضُمن لوائح واحدة، فإنّ العديد من القوى السياسيّة الأخرى، وفي طليعتها «القوّات اللبنانيّة» تستعد لكل الخيارات عشيّة الإنتخابات، بما فيها الخيارات الصعبة التي ستضعها بمُواجهة قوى من «8 و14 آذار» السابقة في آن واحد! فإذا كان التحالف الخُماسي غير عملاني في مُختلف الدوائر، فإنّ كل المعلومات المُتوفّرة تؤكّد أنّ مُحاولات حثيثة قائمة على قدم وساق حاليًا، لإستمالة «تيّار المُستقبل»، ليكون إلى جانب «التيّار الوطني الحُرّ» في العديد من الدوائر الإنتخابيّة، وإلى جانب مُرشّحين من قوى «8 آذار» في دوائر أخرى أيضاً، وأنّ هذه الجُهود الإنتخابيّة قد قطعت شوطاً كبيراً!

وبحسب مصادر سياسيّة مُطلعة فإنّ «الوطني الحُرّ» يرغب بشدّة أن يدخل في تحالف إنتخابي واسع مع «المُستقبل»، يكون ضُمن تفاهم كامل يشمل مرحلة ما بعد الإنتخابات، لجهة تقاسم السُلطة التنفيذيّة كما هي الحال في الحكومة اليوم، على أن يكون رئيس «تيّار المُستقبل» سعد الحريري رئيس حُكومة ما بعد الإنتخابات النيابيّة بغض النظر عن النتائج التي ستُفرزها هذه الإنتخابات، وكذلك لجهة إستمرار التعاون الثنائي لإنجاح مسيرة العهد، عبر تقاسم المشاريع الإقتصادية والإنمائية والمناصب الرسميّة بينهما ومع باقي قوى التركيبة السياسيّة الحاكمة، بطبيعة الحال. وأضافت المصادر نفسها أنّ العمل قائم على القطعة – إذا جاز التعبير، لتكون التحالفات المُرتقبة ناجحة في مُختلف الدوائر بين «المُستقبل» و«الوطني الحُرّ»، على أن يتم توسيع هذه التحالفات لتشمل قوى مُصنّفة «حليف الحليف» في بعض الدوائر، والإنفصال كلياً عنها في دوائر أخرى لا تحتمل هذا النوع من التحالفات الواسعة. وتابعت المصادر عينها أنّه وإستباقاً لأيّ خيار حاسم ونهائي في شأن هذا التحالف بين «التيّار البرتقاليّ» و«التيّار الأزرق»، تُواصل «القوّات اللبنانيّة» إستعداداتها لخوض المعركة الإنتخابية بكل فعاليّة، لإثبات وُجودها الشعبي الواسع ضُمن المُعادلة السياسيّة ولمنع شطبها منها، وهي تُتابع تقديم مُرشّحيها في مُختلف الدوائر الإنتخابية، في إنتظار ما سترسو عليه التحالفات النهائيّة قبيل الإنتخابات، بحيث إمّا تسحب بعض المُرشّحين لصالح قوى حليفة، وإمّا تخوض المعركة – حتى ولوّ من دون دعم من أيّ من الأحزاب والقوى السياسيّة الكبرى والأساسيّة.

ولفتت مصادر مقربة من القوات إلى أنّ ترشيح الوزير بيار أبو عاصي عن المقعد الماروني في دائرة بعبدا اليوم يدخل في سياق إستكمال الحُضور «القوّاتي» في مُختلف الدوائر، ما سيضعها بمُواجهة «التيار الوطني الحُرّ» الذي يتطلّع إلى الإحتفاظ بمواقعه النيابيّة في بعبدا. وهذه المُواجهة تشمل مُختلف الدوائر وتتركّز في دائرة «بشرّي – زغرتا – الكورة – البترون» حيث كانت «القوّات» قد أعلنت رسميًا ترشيح الدكتور فادي سعد عن المقعد الماروني في البترون، علماً أنّ «الوطني الحُرّ» يضع كل ثقله لفوز رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل الذي كان خاض الإنتخابات عن قضاء البترون في العامين 2005 و2009، وخسر مرّتين في ظلّ القانون الأكثري السابق. وتابعت المصادر أنّ «القوّات» تعتبر هذه الدائرة الشمالية بمثابة العمود الفقري لعصبها الشعبي، وهي ستخوضها بمرشّحين كُثر إلى جانب سعد، وأبرزهم النائب فادي كرم عن الكورة، إضافة إلى النائب ستريدا جعجع والسيد جوزيف إسحاق عن بشرّي. حتى أنّ «القوّات» قد لا تتوانى عن تقديم أحد المرشّحين في زغرتا، في حال فشلت في التفاهم مع رئيس «حركة الإستقلال» ميشال معوّض، وفي حال الدخول أيضًا بمُواجهة مُباشرة مع «تيّار المردّة» في مختلف أقضية الشمال، علمًا أنّ «القوّات» تتعامل مع خُصوصية زغرتا بحذر.

وتابعت المصادر نفسها أنّ «القوات» التي رشّحت رسميًا أيضًا الدُكتور طوني حبشي عن المقعد الماروني في بعلبك الهرمل، والمهندس عجاج حداد عن المقعد الكاثوليكي في دائرة الجنوب الأولى صيدا – جزّين، لأنّها راغبة بإثبات حُضورها على إمتداد الخريطة الجغرافيّة اللبنانيّة، لن تقبل بأن تُعامل كحرف ناقص في الدوائر الإنتخابيّة ذات الثقل المسيحي الكبير، وهي ستُترجم هذا الأمر باستكمال ترشيحاتها في مُختلف الدوائر، حتى لو أنّها قد تسحب بعض هذه الترشيحات في مرحلة مُقبلة، إذا ما دخلت في تحالفات إنتخابيّة موسّعة، وإلا فإنّها ستخوض المعركة بمرشّحيها في كل لبنان. وبحسب المصادر السياسيّة عينها إنّ «القوّات» تتجه في الأيّام القليلة المُقبلة لإستكمال ترشيحاتها عبر تبنّي ترشيح رجل الأعمال أنيس نصّار عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه، لينضم إلى المرّشح جورج عدوان عن الشوف، وكلاهما ضمن دائرة إنتخابية واحدة بحسب القانون الإنتخابي الجديد.

كما يُنتظر أن تتبنّى «القوّات» – بحسب المصادر نفسها، ترشيح مُنسّقها في البقاع الغربي إيلي لحود عن دائرة «البقاع الغربي – راشيا» الإنتخابيّة، لينضمّ بدوره إلى مجموعة أخرى من المُرشّحين الذين لم يتمّ حتى الساعة إعلان ترشيحاتهم رسميًا، على غرار الجنرال المُتقاعد وهبي قاطيشا عن دائرة عكار، وعُضو «الهيئة التنفيذيّة» في القوّات» إدي أبي اللمع عن دائرة المتن الشمالي، على سبيل المثال. وأضافت المصادر أنّ المعركة لإثبات الوُجود في المناطق المسيحيّة – إذا جاز التعبير، ستشمل دائرة «كسروان – جبيل» حيث ستخوض «القوّات» المعركة عبر المرشّح الحزبي شوقي الدكاش في ظلّ مُحاولات مُستمرّة لإقناع رئيس «الؤسسة المارونية للإنتشار» نعمة إفرام بالإنضمام إلى اللائحة القوّاتية، بعد نجاح مُحاولات إقناع إنضمام رئيس بلديّة جبيل السابق زياد حوّاط إلى هذه اللائحة. وتابعت المصادر نفسها أنّه بالنسبة إلى زحلة يتمّ حالياً وضع اللمسات النهائية للائحة المُرشّحين والتي ترتفع فيها حُظوظ كل من الوزير السابق سليم وردة والسيد ميشال فتوّش (إبن شقيق النائب نقولا فتوش) عن المقعدين الكاثوليكيّين، ورئيس شركة كهرباء زحلة أسعد نكد عن المقعد الأرثوذكسي، علمًا أنّ من الأسماء التي كانت مطروحة حتى الأمس القريب السيد سامي نبهان ورجل الأعمال إبراهيم الصقر. ولفتت المصادر إلى أنّ «القوّات» ستكون حاضرة أيضًا في دائرة بيروت الأولى، عبر كل من المهندس عماد واكيم والقيادي ريشارد قيومجيان وربما أيضاً عبر السيد رياض عاقل كمرشّح عن مقعد الأقليّات. ولا يُستبعد أيضًا ترشيح السيد إيلي خوري عن طرابلس في حال وجدت «القوّات» أنّ لها فرصة بالفوز هناك.

وختمت المصادر المقربة من القوات كلامها بالتشديد على أنّ «القوات» عازمة على مُواجهة مُحاولات إستفرادها وعزلها، تمهيداً لإخراجها مُجدّدًا من المُعادلة السياسيّة الداخلية، وهي حتى هذه اللحظة لا تزال تمدّ يدها لأوسع تحالفات إنتخابيّة مُمكنة، لكنّها لن تتوانى عن الدفاع سياسياً عن وُجودها بكل شراسة، حتى لو إقتضى الأمر أن تُنافس مُنفردة ووحيدة في مُختلف الدوائر الإنتخابيّة، علماً أنّ لديها الكثير من الحُلفاء الذين سيكونون إلى جانبها