IMLebanon

شفاعتك يا مار مارون

 

إذا صحّت المعلومات التي تلقاها الرئيس نبيه بري، وكشف عنها يوم أول من أمس الثلاثاء وكرّرها يوم أمس الأربعاء، فإن يوم الإثنين المقبل الواقع فيه بدء الصوم الكبير لدى الطوائف الكاثوليكية (والطائفة المارونية) في العالم، والواقع فيه، الثامن من شباط الجاري ( 2016) هذا اليوم سيشهد إنتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. ذلك أنّ »معلومات« دولة رئيس مجلس النواب أفادت أن »البوانتاج« الذي أجراه أحد الأطراف يكشف عن تأمين نصاب الثلثين لافتتاح أعمال الجلسة. وبالتالي فقد سبق للمرشح فرنجية أن أعلن أن في حوزته سبعين نائباً يؤيدونه. وعليه فتجرى الدورة الأولى ولا يفوز فيها أحد، فتعقبها الجلسة الثانية التي يحتاج فرنجية فيها الى 65 نائباً ليفوز (أي نصف أعضاء المجلس زائداً واحداً).

طبعاً ليست الأمور بهذا التبسيط خصوصاً بعد كلام سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله الذي هو »سيد الكل« على ما وصفه به سليمان بك… ولكن وصفه سماحته بما تقدّم جاء فور إنتهاء حديث سماحة الأمين العام، أمّا في خلال حواره مع مجموعة من الزميلات والزملاء الإعلاميين في بنشعي فقد أوحى بأنه لن ينزل الى مجلس النواب عشيّة عيد مار مارون… وللمصادفة فالجلسة هذه تقع يوم بدء الصوم الكبير (50 يوماً) ساعة »فكّ الصيام« تحديداً وعشية عيد شفيع الطائفة التي يختلف قادتها وزعماؤها على كل شيء تقريباً. ولولا نباهة الأستاذ نبيه لكان يفترض بالنواب الصائمين من موارنة وروم كاثوليك وأرمن كاثوليك ولاتين (…) أن يبدأوا بالتهام »سندويش« في اللحظة التي يضرب أبو مصطفى بمطرقة الرئاسة معلناً إفتتاح الجلسة، إلاّ أنه »تسامح« معهم ومدّد لهم ساعة واحدة، باعتبار أنّ تقديم ساعة إنتهاء الصيام أو تأخيرها خارجان عن إرادة اللبنانيين، والناس أجمعين، لأنهما من إختصاص فرنسيس الأول المالك سعيداً على »عرش« الڤاتيكان… علماً أن  قداسته إستبدل العرش بكرسي متواضع كما قدّر لنا أن نرى بأم العين خلال تشريفه ايانا باستقبالنا ذات لقاء فاضت فيه الروحانيات على الماديات، وقد كان اللقاء في إطار »جامعة آل خوري في لبنان والعالم«.

نكرر: الأمر ليس بهذه البساطة. و»البوانتاج« الذي تحدث عنه دولة رئيس مجلس النواب ليس في متناول اليد، وطبخة الرئاسة ليست بحصاً ولكنها لم تنضج بعد… وشفاعة ابينا القديس مارون وأدعية الصائمين أيضاً لم تنجح، حتى الآن، في إجتراح المعجزة.

والى أن يحين ذلك، في مستقبل ليس محدّداً بالأيام ولا بالساعات بالطبع، فإن الفراغ يتمدد الى أن تفعل الشفاعات والصلوات والصيام فعلها، سواء أفي وصول أحد »الأقوياء« الأربعة، أم أحد »أقوياء«الديبلوماسية والثقافة الشاملة ومروحة العلاقات الواسعة القائمة على الإحترام المتبادل والمنطلقة من قول الكلمة الرصينة التي تقع حفراً وتنزيلاً حيث يجب أن تقع… وهو معروف. وربما عند أبي مصطفى الخبر اليقين، والإسم اليقين أيضاً، بل خصوصاً الإسم.