IMLebanon

تحكم المصالح بمجريات الاحداث؟!

لم يقل احد انه ضد الحوار السياسي – الايجابي، حيث لا بد في نهاية المطاف من خطوة تفاهمية تكفل وضع الامور في نصابها، بعد طول اتكال على ما يفهم منه انه من الواجب الوطني تخطي مختلف انواع التعقيد الطارئ منه والمفتعل، لاسيما ان هناك جماعات تعيش على التباين وتقتات من ورائه الى حد القول ان لا شيء لديها تعطيه وتؤديه سوى خلق المشاكل وزرع الفتنة؟!

في مطلق الاحوال عندما يقال ان تيار المستقبل بصدد تفاهم منطقي على الحوار مع حزب الله، فان الحزب بدوره يسعى جهده لان يبقى في الاطار الوطني الداخلي، بعد طول تباين بينه وبين قوى 14 اذار مجتمعة، وليس افضل مما قام به الرئيس سعد الحريري عندما اعرب عن استعداده لمحاورة حزب الله، بالتزامن مع ما صدر عن الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي يعرف بدوره انه مطالب بالكثير  لخلق تفاهم خارج اطار التباين القائم  ازاء ما يقوم به الحزب في سوريا (…) وفي علاقته مع حليفه الاستراتيجي الداخلي رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد النائب ميشال عون، من غير ان ننسى المآخذ على سلاحه غير الشرعي، فضلا عن علاقته بالجمهورية الاسلامية في ايران التي تعتبر الحزب ضمن مكملاتها السياسية والامنية والمذهبية؟

وطالما ان الامور مترابطة ببعضها، لا بد وان تكون للحزب مآخذ على المستقبل وبعض حلفاء تياره في قوى 14 اذار عموما وحزب القوات اللبنانية خصوصا، لان لكل فريق سياسته وتفاهماته السياسية العامة والخاصة، اضافة الى وجود استحالة امام فهم متبادل بالنسبة الى مستوى العلاقة بين الجميع على السواء مع ما يعنيه ذلك من ضرورة ان يقرأ المعنيون في اكثر من كتاب عندما تطرح المسائل في مختلف المجالات ومن ضمن رؤية موحدة غير قابلة للتجزئة؟!

ان مجالات الاخذ والرد بين تيار المستقبل وحزب الله لن تقتصر على وجهة نظر واحدة، لان الافراد مثل الدول يتنافسون على ما فيه مصالحهم شرط عدم تقديم الخصوصية على الشأن السياسي العام كما سبق وحصل في مطلع الاحداث في لبنان، حيث كان الجميع قيد التأثير الفلسطيني السوري والاسرائيلي، وهذا ما انتفت الحاجة اليه بعد خروج المحتل السوري وتوفر مناخات تفاهم بين الفئات على السواء، ولا يعقل ان يبقى تأثير سوري في حال كان التزام بالمصلحة العليا، من دون اتكال على العلاقة بين حزب الله وايران!

وفي حال كان اصرار على تقديم المصالح الخارجية على المصلحة الوطنية العليا، عندها لن يكون حوار في حده الادنى، بعد طول انتظار ماهية اللعبة السياسية  المتنقلة بين ما هو لبناني صرف، وبين ما هو مستورد بحسب  رغبة البعض في تمرير مصالحه على حساب المصلحة العامة التي من الواجب ان تعني للجميع خروجا على المألوف اللبناني المتعارف عليه، بمعزل عن استمرار الفراغ في المنصب الرئاسي الذي لا يعني المسيحيين لوحدهم بقدر ما هو حاجة لبنانية اساسية؟!

ان حزب الله عندما يشدد على تحالفه مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، فانه لا يخترع البارود، حيث يعرف الجميع ان التحالف القائم بين الحزب والجنرال يصب في مصلحة الاثنين معا، الامر الذي يتطلب استدراك ما يقال عن عقد يفتعلها الحزب كي لا تتأثر شعبية عون السياسية والمسيحية في آن، فيما هناك من يجزم بان الحزب عندما يؤيد عون يكون في موقف واحد  مثله مثل تيار المستقبل وغيره من قوى 14 اذار التي تؤيد  انتخاب جعجع من غير ان تتأثر بالمناخ الخلافي معه. وهيهات ان يكون حليف لجعجع بمستوي حليفه مع تيار المستقبل وقوى 14  اذار (…).

وعلى من يعتقد  ان رئيس حزب القوات اللبنانية في وارد  التراجع امام عون على اساس تحالف الاخير مع حزب الله، يكون على خطأ سياسي كبير يقارن بين ما هو منطقي وبين ما هو من ضمن المصالح السياسية التي تتغير بتغير المناسبات والمصالح، بدليل ما حصل في جلسات الانتخاب الرئاسي من دون طائل، حتى وان كان لدى الحزب ما يفهم منه ان لا مجال لوصول عون الى قصر بعبدا طالما بقي جعجع مرشحا، والشيء بالشيء يذكر في حال لم ينسحب عون من معركته مع جعجع!

وعلى صعيد اخر، لا بد من انتظار ما لا يمكن توقعه من الحوار المرتقب بين عون وجعجع، من غير حاجة الى ان يعول على ايجابيته الرئاسية اي طرف، بعدما اكدت المواقف السابقة من الاستحقاق الرئاسي ان ثمة تصلبا في مجرى الاحداث، ما يؤكد ان حوار جعجع – عون سيقتصر على الاستحقاق الرئاسي، حيث يستحيل علي الاول انتظار تراجع الثاني طالما بقي متحكما بمجريات النصاب النيابي، لاسيما ان التجارب السابقة اكدت مثل هكذا توجه يستحيل توقع غيره بين يوم واخر، لاسيما ان من سبق له وحض جعجع على الترشح ان يجد حرجا في التمسك به كمرشح رئاسي في مواجهة اي مرشح اخر.